Beirut weather 14.41 ° C
تاريخ النشر February 12, 2019
A A A
أردوغان يتحدى واشنطن ويعزّز التجارة مع فنزويلا

رغم التحذيرات الأميركية من أن طريق الذهب بين فنزويلا وتركيا وإيران، يعد خرقا للعقوبات التي تفرضها واشنطن على كراكاس وطهران، اعترف الرئيس التركي رجب طيب أردوغان بهذه التجارة “المحرمة”، وأعرب عن أمله في تطويرها.

وصرح الرئيس التركي، أثناء لقاء في جوروم قرب أنقرة، قائلا: “بعد زيارتنا لفنزويلا، زار نائب الرئيس نيكولاس مادورو بلادنا واجرى عمليات تقييم هنا”.

وأضاف: “إن شاء الله سنرفع جوروم إلى مستوى مختلف تماما في ما يخص تجارة الذهب”، في إشارة مباشرة للمرة الأولى، إلى مشروع زيادة تجارة الذهب مع كراكاس الذي تحدثت عنه وسائل إعلام غربية منذ أسابيع.

ولم يسمّ أردوغان المسؤول الفنزويلي الذي أشار إليه، لكن وكالة “الأناضول” التركية أعلنت في كانون الثاني الماضي عن زيارة طارق العيسمي، وزير الصناعة والإنتاج الوطني في حكومة مادورو، إلى أنقرة.

وأفادت معلومات صحفية أن فنزويلا صدرت إلى تركيا في 2018 ما قيمته نحو 900 مليون يورو من الذهب، ومنتصف كانون الثاني، توافق البلدان على زيادة هذه الصادرات بموجب اتفاق يلحظ تنقية الذهب الفنزويلي في مصنع في جوروم.

وحينها أكد مسؤول أميركي كبير أن واشنطن ترصد التبادل التجاري بين أنقرة وكراكاس، وخصوصا تصدير الذهب من فنزويلا إلى تركيا، لتحديد ما إذا كان الأتراك ينتهكون العقوبات الأميركية التي فرضت على كراكاس.

وقال من أنقرة: “نرصد طبيعة الأنشطة التجارية التركية الفنزويلية، وإذا تبين لنا أن هناك انتهاكا لعقوباتنا فسنتحرك بالتأكيد”.

وفي وقت سابق من كانون الثاني الجاري، أشار تقرير لوكالة “بلومبرغ” أنه تم شحن طن من الذهب الفنزويلي في طرود يشرف عليها الجيش إلى تركيا، من أجل صقلها وتجهيزها.

وحسب الوكالة، قال مسؤولون أميركيون إن بعضا من كمية الذهب قد يشق طريقه إلى إيران، في انتهاك للعقوبات المفروضة على طهران أيضا.

وكانت تركيا قد تورطت في السابق في خطط لتجنب العقوبات الأميركية على إيران من خلال المتاجرة بالذهب.

وتعد تركيا أبرز الداعمين لمادورو في الأزمة الحالية، رغم اعتراف الكثير من الدول بزعيم المعارضة خوان غوايدو رئيسا بالوكالة إلى حين إجراء انتخابات رئاسية.

واعترفت أو دعمت نحو خمسين دولة بينها الولايات المتحدة و23 دولة في الاتحاد الأوروبي، بغوايدو رئيس البرلمان الفنزويلي الذي أعلن نفسه رئيسا بالوكالة للبلاد في 23 كانون الثاني، إلا أن مادورو يحظى أيضا بدعم بعض الدول مثل تركيا وروسيا والصين.

واتصل أردوغان بمادورو الشهر الماضي ليؤكد له دعمه، في الأزمة السياسية التي تضرب البلاد.

وتربط أردوغان ومادورو علاقات وثيقة منذ سنوات عدة، وكان الأخير أول رئيس يعرب عن دعمه للرئيس التركي بعد محاولة الانقلاب عليه في تموز 2016.