Beirut weather 15.41 ° C
تاريخ النشر January 23, 2025
A A A
أخوية مار يوسف زغرتا نظمت محاضرة بعنوان “وين كان يشتغل مار يوسف”

نظمت أخوية مار يوسف زغرتا، محاضرة بعنوان “وين كان يشتغل مار يوسف؟”، في قاعة كنيسة مار يوسف، شارك فيها رؤساء الأخويات وممثلون عن الجمعيات والحركات الرسولية العاملة في نطاق نيابة إهدن- زغرتا.

استهل المطران جوزيف نفاع المحاضرة بالإضاءة على شخصية القديس يوسف، “والد يسوع الأرضي ، كأحد أبرز الرموز التي تجمع بين الإيمان والعمل وإلى دوره كمثال أعلى في الحياة اليومية للمسيحيين”، متحدثا عن صفاته “كشخص أمين ومتواضع، تجلى في قبوله لدعوته الإلهية لرعاية يسوع ومريم العذراء”.

وركز المطران نفاع على مهنة القديس يوسف كنجار، موضحا :”أنها ليست مجرد مهنة يدوية، بل هي رسالة تنطوي على قيم العمل الصادق والكادح”.

وشرح كيف أظهر يوسف مثالا في تحمل المسؤولية فهو “عمل بجد ليؤمن احتياجات عائلته الصغيرة، مبرزا بذلك قدسية العمل مهما كانت بساطته”.

وأكد نفاع “أن القديس يوسف لم يكن مجرد نجار بسيط كما يشاع، بل كان “معلما” في حرفته. ويعتقد أنه كان يعمل في مجالات متعددة مثل النجارة وربما الحدادة أيضا، حيث وصف بلفظة “تكتون” التي تعني “البناء الماهر” أو “معاون المهندس”. وكان يوسف بمثابة اليد اليمنى للمهندسين، وربما كان لديه مجموعة من العمال تحت إدارته، وكان يسوع يساعده في عمله منذ صغره”.

وأشاد المطران نفاع “برؤية الكنيسة للقديس يوسف كحام للعائلة وكشفيع للمؤمنين”، داعيا المشاركين إلى “الاقتداء به من خلال تحويل أعمالهم اليومية إلى شهادة إيمانية تعكس محبة الله وخدمته”.

كما تحدث المطران نفاع عن مدينة اسمها “ساي فوريس”:”التي كانت عاصمة منطقة الجليل في زمن المسيح، وتقع على مقربة من الناصرة. وأشارإلى “أن الكنيسة أجرت أبحاثا تاريخية وأثرية كشفت عن معلومات مثيرة للاهتمام حول علاقة القديس يوسف بهذه المدينة.
ووفق هذه الأبحاث، يرجح أن القديس يوسف كان يتنقل يوميا من الناصرة إلى ساي فوريس، غالبا على ظهر حمار، حيث كانت المدينة معروفة بثرائها ونظامها المتقدم. المدينة كانت تضم شارعا رئيسيا يشبه ما نراه اليوم في زغرتا، محاطا بالمنازل ويفصل بينها طرق فرعية”.

وأوضح المطران نفاع أن مدينة ساي فوريس “كانت غنية جدا ومعمارها فخم، حيث عثر على أرضيات المنازل المصنوعة من الفسيفساء الفاخرة. هذا يدل على المستوى الراقي للحياة هناك، ما يعزز الصورة التي لدينا عن يوسف كرجل موثوق وكفء، اختاره الله ليربي ابنه الوحيد.

وأضاف :”أن شخصية القديس يوسف كانت مميزة، حيث جمع بين الجدية في العمل والتقوى في الصلاة. وهذا يفسر لماذا لم تذكر الأناجيل تفاصيل كثيرة عن حياة يسوع بين عمر 12 و30 سنة، إذ كان مشغولا بالعمل إلى جانب والده يوسف، في فترة لم تشهد أحداثا تستوجب الكتابة عنها”.

وختم المطران نفاع بالإشارة إلى “أن اختيار الله للقديس يوسف ليكون أبا ليسوع لم يكن عشوائيا، بل كان نتيجة إيمان يوسف وصلابته وحكمته، ما جعله مثالا يحتذى به لكل المؤمنين”.

اختتمت المحاضرة بنقاش مفتوح بين المطران نفاع والمشاركين، حيث تم تبادل الآراء حول كيفية استلهام القيم المسيحية من حياة القديس يوسف وتطبيقها في السياقات العائلية والاجتماعية.

تأتي هذه المحاضرة، ضمن سلسلة نشاطات ثقافية وروحية تنظمها أخوية مار يوسف لتعزيز دور الإيمان في حياة المؤمنين.