Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر September 20, 2017
A A A
أخطر الأخطاء التي ارتكبتها المخابرات الأميركية
الكاتب: سبوتنيك

ارتكب الأميركيون أخطاء كثيرة أثناء معاداة الاتحاد السوفييتي، فمحاربة “التهديد السوفييتي” كانت المهمة الرئيسية لوكالة المخابرات المركزية الأميركية.

لم يخمنوا متى ستظهر القنبلة النووية:
كان أول وأكثر خطأ ارتكبته المخابرات الأميركية عندما حاولت التنبؤ متى سيظهر لدى الاتحاد السوفييتي أسلحة نووية. وتم وضع تقارير مختلفة بهذا الشأن.
“إن الإنتاج الضخم والتخزين لمثل هذه القنابل النووية يمكن أن يبدأ في عام 1956″، وفقا لما ذكرته إحدى الوثائق.
وقد نشرت هذه الوثيقة في 24 آب عام 1949- أي قبل خمسة أيام من قيام الاتحاد السوفييتي بتفجير أول قنبلة نووية.

الخطأ في أفغانستان:
دخول القوات السوفيتية إلى أفغانستان في كانون الأول 1979 أخذ إدارة الرئيس جيمي كارتر على حين غرة. واعتقدت وكالة المخابرات المركزية أن الاتحاد السوفييتي لن يجرؤ على اتخاذ مثل هذه الخطوة. وقد كانت مخطئة.
ما يسمى بالفرقة المحدودة من القوات السوفيتية دخلت أفغانستان وبقيت هناك لمدة تسع سنوات.

تقييم قوّة الاتحاد السوفييتي:
خلال فترة المواجهة بين الولايات المتحدة والاتحاد السوفييتي، تنافست وكالة الاستخبارات المركزية مع البنتاغون في تقييم التهديد العسكري المحتمل للاتحاد السوفييتي. وترأس المحلل العسكري أندرو مارشال، لمدة 42 عاما، قسم التحليل العام لوزارة الدفاع الأميركية.
وقال مارشال إنه عند تقييم القوة العسكرية للاتحاد السوفييتي، فإن وكالة المخابرات المركزية تحلل قوته بشكل سطحي جدا. وأكد المنشق السوفييتي إيغور بيرمان، أن المخابرات تبني استنتاجاتها على بيانات لا يمكن الاعتماد عليها.
وقال بيرمان: “تستخدم وكالة المخابرات المركزية في تحليل المعلومات السوفيتية الرسمية، أرقاما من دلائل اللجنة الحكومية للإحصاء وهيئة تخطيط الدولة، وغالبا لا يكون لها صلة بالواقع: لإظهار أن الاتحاد السوفييتي يشكل تهديدا خطيرا لأمن الولايات”.
ونتيجة لذلك، تم تقييم الانفاق العسكري السوفييتي خلال الحرب الباردة من قبل وكالة الاستخبارات المركزية في 55-60٪ من الناتج المحلي الإجمالي، في حين أن المحلل مارشال قدرها بـ25-30٪ من الناتج المحلي الإجمالي، والذي كان أقرب إلى الحقيقة.

لم يلاحظوا انهيار الاتحاد السوفييتي:
على الرغم من أن الهدف الرئيس لوكالة المخابرات المركزية كان الاتحاد السوفييتي، لم يتمكن الأميركيون من التنبؤ بوقت انهياره. النمو السريع للاقتصاد السوفييتي في 1950 و1960 أقلق السياسيين في واشنطن. وقد وقفت النجاحات السوفيتية في مجال العلم والتكنولوجيا أمام التطويرات الأميركية. وكان هناك منافسة في الفضاء. ولفترة من الوقت بدا وكأن اقتصاد الاتحاد السوفييتي على وشك أن يتجاوز الاقتصاد الأميركي.
وبحلول نهاية السبعينيات، كان الوضع مختلفا تماما، لكن وكالة المخابرات المركزية استمرت في المبالغة في تقدير قدرة الإمكانيات السوفيتية في تقاريرها. وحتى عندما سقط جدار برلين في عام 1989 كثير من الغرب بدأ يشك في بقاء الاتحاد السوفييتي، ولكن وكالة الاستخبارات المركزية بقيت مصرة على أن ما يحدث لن يؤثر على الاستقرار في الاتحاد السوفييتي وسياساته.