Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر April 25, 2023
A A A
أحداث إقليميّة ومُتغيّرات تسرّع الإنتخابات الرئاسيّة
الكاتب: ابتسام شديد - الديار

لم تصل الأمور الى مرحلة الحسم الرئاسي بعد، إلا ان أحداثا كثيرة وقعت أخيرا تصب في اتجاه تسريع الإنتخابات الرئاسية، ولا يختلف إثنان ان اسم المرشح سليمان فرنجيه هو الأكثر ترددا في «تراند» الاستحقاق الرئاسي ولو لم يعلن ترشحه رسميا بعد، إلا ان حركة فرنجيه الرئاسية باتت متسارعة بالجولات الخارجية والاتصالات الداخلية.

فرص فرنجيه بالنسبة الى حلفائه متقدمة خارجيا وداخليا، على اعتبار انه الشخص المؤهل لمواكبة المرحلة والتحولات في المنطقة، وفيما يبدو حلفاء فرنجيه مقتنعين بحظوظه، فان التركيز قائم على موقف القوى المسيحية من الاستحقاق، في ظل الضغوط السياسية والشعبية لانهاء الشغور، فـ «التيار الوطني الحر» في النقطة ذاتها الرافضة لوصول فرنجيه الى رئاسة الجمهورية، وعلى الرغم مما يحكى عن تواصل في عدد من الملفات بين ميرنا الشالوحي وحارة حريك، فان الحديث الرئاسي متوقف بين الطرفين، مع اصرار الثنائي على اكمال معركة فرنجيه الرئاسية، وبقاء النائب جبران باسيل على رفضه.

اما «القوات» فلم تتزحزح عن مبادئها الرئاسية ومواصفات «الرئيس السيادي»، وتتمترس في الموقع نفسه الرافض لوصول رئيس من محور الممانعة مهما كانت الضغوط والظروف.

ومع ان الاستياء المسيحي شامل من رأس الكنيسة الى الأقطاب من الوضع الراهن، ومصادرة القرار السياسي واستمرار التعطيل والتطبيع مع الشغور في الموقع الماروني الأول، إلا ان الثابت حتى هذه اللحظة السياسية، ان توحد المسيحيين رئاسيا عملية صعبة، وان التوافق على الرئاسة باق في المربع الأول نفسه.

والثنائي الشيعي على موقفه ، اذ يرى بمرشحه فرنجيه الرئيس التوافقي ذات الحيثية السياسية والمسيحية، الذي يمكن ان يلتقي حوله المتنازعون سياسيا، ان قدّمت القيادات المسيحية تنازلات في هذا الصدد.

إرتياح المحور السياسي المؤيد لفرنجيه مرده الى عدة عوامل خارحية، اولا استنادا الى الموقف الفرنسي الذي لم يسقط بعد نظرية المقايضة بين رئاسة الجمهورية ورئاسة الحكومة، واستنادا الى ما حكي عن ضمانات ومواقف من قضايا داخلية وخارجية قدمها فرنجيه عبر الفرنسيين، يمكن ان تكون مقبولة من الجانب السعودي ايضا.

ومن الواضح ان سليمان فرنجيه يتحرك اليوم بناء على معطيات خاصة لديه، تكونت في الفترة الأخيرة وعلى وقع الأحداث الإقليمية، ومن المتوقع ان يبادر فرنجيه قريبا الى إعلان ترشحه رسميا، فيتحرك باتجاه القوى المسيحية مراهنا على كسر حواجز العلاقة لفتح ثغرة في الجدار الرئاسي المغلق، ومع ذلك فان مصادر «القوات» ترفض دعم ترشيح فرنجيه، وهي باقية على قناعاتها السياسية، فيما الصورة واضحة لدى «التيار الوطني الحر» المتشدد ضد فرنجيه.