Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر October 26, 2017
A A A
أحاجي الألغاز والأسرار!
الكاتب: فؤاد دعبول - الأنوار

معظمهم يريدون أن يعرفوا السرّ. والغموض يكتنف الأسرار، لا السرّ الواحد. والخائف من المفاجآت، لا يخاف من الأسرار.
كان الوزير السابق نصري المعلوف، يتردد في كشف الأسرار المحيطة بالأرقام، ولا أحد يعرف حقيقة الرقم، من حقيقة الألغاز.
وحده اللغز يطفو على وجه الأرقام. ووحده الوضوح يغيب، عندما تسنح فرصة التعبير عن الحقائق.
قبع الوزير السابق للمال، يفتّش مع الوزير الحالي، عن حلّ لمأزق اللغز، لكنه عاد خائبا، عندما أدرك ان مجهولا يحاول ادارة الصراع بعيدا عن ادارة المسألة المعقدة في دهاليز الصراع.
أدرك بائع الأحلام انه يبيع ربيع البراعم، قبل انهيار الآمال المعقودة على كل اتجاه وأحلام.
وبائع الأحلام، قصة رهيبة تبحث عن أقلام في عالم الأرقام. والكل مجمع على ان الأرقام صورة لا حقيقة أمام الأرقام.
كان روّاد المعارف، يحبّون حلّ الألغاز لكن معظم الناس لا يحبّون حلّ الألغاز، بل يريدونها معضلة صعبة، لا سهولة في معالجة أسرارها، ذلك ان السهولة تجاور المرتبة المعقدة في عالم يبحث عن حلّ. ولو من خلال الألغاز المعقدة.
كان صاحب الألغاز، مجرد باحث عن الألعاب، في سياسة الألغاز، لكنه لم يكن يدري ان الألغاز معضلة تبحث عن حلّ.
***

في إحدى المرات، اراد كاتب مغمور، ان يقفز الى فوق، حيث الأسرار أكبر من الألغاز.
لكنه اكتشف ان حشر الأسماء الكبيرة، في زحمة الأسماء الصغيرة، لا تقود الى معرفة الحقيقة.
أراد العماد ميشال عون، ان يرصد امكانات النفوذ في عالمه السياسي، لكنه اكتشف ان أحاجي الأرقام أقوى من أحاجي الألعاب.
من يقصد العارفون بالأسرار، ان عالم الأحاجي لا يكفي لرصد أسرار عالم الصعوبات. لكنه، أدرك ان عالم الأسرار، أقرب الى عالم الأحاجي، من عالم الصدمات.
عندما أراد الرئيس فؤاد شهاب الاعتزال قبل بلوغ مرحلة العزوف، فكّر في أن يعهد برئاسة الجمهورية الى الأستاذ حميد فرنجيه، لكنه اكتشف انه مصاب بمرض عُضال في رأسه.
لكن، فؤاد شهاب أدرك في النهاية ان العزوف أفضل من ركوب الحكم في غير زمانه وأوانه، فاختار شارل حلو لمتابعة الطريق الذي قرّر الاعتزال عن متابعته.
ماذا تريد اسرائيل الآن؟
وماذا يريد من يركبون المركب الخشن الآن؟
وماذا يفعل الآن رواد الحقائق الباحثة عمّن يعطيها الحقائق؟
ثمة في البلاد ارادة واضحة، لصوغ الحقائق، ولو كانت صعبة الى حدود المرارة.
إلاّ أن الأوطان لا تعيش بالألغاز، ولو على حساب الأفكار الجديرة بالدرس والاهتمام.
ويقال ان لبنان، لا يزال أقوى من لعبة الألغاز، هذا اذا بقي العارفون بالأسرار من غير العارفين بحقيقة الألغاز!!