Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر August 31, 2023
A A A
أجندات مختلفة لزوّار بيروت… كلّ الملفات تؤثر في “الرئاسة”
الكاتب: محمد علوش - الديار

تشهد الساحة اللبنانية في الأيام الحالية، زحمة موفدين دوليين، من زيارة المسؤول الأميركي عاموس هوكشتاين، إلى زيارة وزير الخارجية الإيرانية حسين أمير عبد اللهيان، وصولاً إلى الزيارة التي من المفترض أن يقوم بها في الأيام المقبلة، المبعوث الرئاسي الفرنسي جان إيف لودريان، الأمر الذي دفع البعض إلى الحديث عن إمكان أن يساهم ذلك في تحريك الملف الرئاسي.

على الرغم من أهمية هذه الزيارات، إلا أن مصادر سياسية متابعة تؤكد أن الزيارة الوحيدة المرتبطة بالملف الرئاسي بشكل مباشر، هي تلك التي من المتوقع أن يقوم بها لودريان في النصف الأول من شهر أيلول في ظل تضارب المواعيد، في حين أن الجميع يدرك أن مهمته لن تكون سهلة على الإطلاق، في ظل المواقف الداخلية المعروفة والتي ساهمت المعارضة في إرسائها، بالإضافة إلى عدم حصول تحوّل من الممكن الرهان عليه على المستوى الخارجي، وبالتالي من المفترض التواضع في الرهانات حول نتيجة زيارة لودريان الى بيروت.

أما بالنسبة إلى زيارة عبد اللهيان، تشير المصادر نفسها إلى أنها تأتي من ضمن جولة تشمل لبنان وسوريا، وبالتالي هي تشبه الجولات الماضية التي يقوم بها مسؤولون إيرانيون على حلفائهم، خصوصاً أن عبد اللهيان سبق له أن زار المملكة العربية السعودية قبل أيام، وهو يزور لبنان لوضع الحلفاء في مستجدات العلاقة مع المملكة، خاصة في ظل الوضع الإقليمي غير المستقر الذي يشهد تحشيداً عسكرياً في سوريا بين المحور الأميركي من جهة، والمحور الإيراني – السوري – حزب الله من جهة اخرى.

أما على المستوى الرئاسي فمن المعروف أن طهران تترك أمر البت بالملفات الداخلية إلى قيادة حزب الله، وبالتالي لا يجب التعويل كثيراً على هذه الزيارة في تحريك ملف الرئاسة، خاصة بعد كلام امين عام حزب الله السيد حسن نصر الله عن الحاجة الى مزيد من الوقت، رغم أن السيد نصر الله أشار الى اهمية انتظار أيلول لما سيحمله من مستجدات، لكنه لم يقصد إطلاقاً ان المستجدات ستكون حتماً لمصلحة انتهاء الفراغ الرئاسي.

وفي ما يتعلق بزيارة هوكشتاين، توضح هذه المصادر أن هذه الزيارة كانت مقررة مسبقاً، لا بل كان من المفترض أن تحصل بالتزامن مع إنطلاق الأعمال في البلوك رقم 9 منتصف شهر آب الجاري، بسبب الدور الذي لعبه في ملف ترسيم الحدود البحرية مع “إسرائيل”، لكن الجديد فيها هو السعي إلى البحث في النقاط العالقة على الحدود البرية والدفع باتجاه تظهيرها، من دون أي يكون لها أي هدف سياسي مباشر، بحسب المعلومات المتوافرة حتى الآن.

وبحسب المصادر فإن الزيارات الثلاث تحمل أجندات مختلفة، لكن كل الاجندات سيكون لها تأثيرات رئاسية، لأن ملف الرئاسة خرج من عنوانه الضيق ودخل فضاء أوسع، يتعلق بلبنان وسوريا والعراق والسعودية والعدو الاسرائيلي، وبالتالي عندما رُبط الملف الرئاسي بلجنة دولية خماسية، من المفترض أن تنعقد في أيلول أيضاً، لم يعد بالإمكان فصله عن أي تطورات وزيارات خارجية مهمة الى بيروت، ولو لم تحمل تلك الزيارات عنواناً رئاسياً مباشراً.