Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر February 1, 2017
A A A
أتلتيكو مدريد وبرشلونة: نكون أو لا نكون
الكاتب: هادي احمد - الأخبار

لم تكن مواجهة برشلونة وأتلتيكو مدريد عادية في أي مسابقة، وهي بالتأكيد ستكون أكثر من نارية عندما يتواجه الفريقان في كأس إسبانيا الليلة، حيث يرميان إلى التخلّص من سوء الأداء الذي سيطر عليهما أخيراً، والتأكيد أنهما قادران على استعادة مستواهما السابق.

بعدما كان في المواسم الأخيرة منافساً قوياً لعملاقَي إسبانيا برشلونة وريال مدريد على الدوري والكأس، تراجع مستوى أتلتيكو مدريد، وتراجعت حظوظه جداً للتتويج بلقب «الليغا». وبعد تعادله السلبي الأخير مع ألافيس بات في المركز الرابع على بعد 10 نقاط من النادي الملكي المتصدر.

برشلونة لا يبدو وضعه مغايراً، إذ إنه في المباراة الأخيرة له في الدوري أيضاً، خرج بتعادل صعب مع ريال بيتيس 1-1، ليبتعد أربع نقاط عن غريمه التاريخي.
الليلة، في ذهاب نصف نهائي الكأس، يحل «البرسا» ضيفاً على «الأتليتي»، حيث يسعى الأول إلى دخول التاريخ من هذه المباراة، كونه أول فريق يستطيع التأهل إلى المباراة النهائية، 4 مرات توالياً، منذ أن فعلها ريال سرقسطة في ستينيات القرن الماضي. يعتبر هذا الإنجاز أقل أهمية غداً، فالأهمية الكبيرة هي قدرة «البرسا» على تجاوز المحن التي لازمته مراراً منذ انطلاق الموسم وحتى المباريات الأخيرة.
لا شك في أن برشلونة سينجح في الوصول الى النهائي، وتمزيق شباك أتلتيكو إذا ما كان دفاع الأخير بالسوء الذي كان عليه في مباراته أمام ألافيس (0-0) السبت الماضي. يومها، تعرضت شباكه لـ 19 تسديدة، وهو رقم قياسي هذا الموسم، لكن المشكلة كانت بالخصم الذي لا يملك هدافاً أو صاحب لمسة أخيرة؛ غير أن الليلة ستكون مغايرة مع وجود الأرجنتيني ليونيل ميسي والبرازيلي نيمار والأوروغوياني لويس سواريز.

p20_20170201_pic1
* تمكّن ليونيل ميسي من هزّ شباك أتلتيكو مدريد 25 مرة.

أقرّ مدرب أتلتيكو الأرجنتيني دييغو سيميوني بأن هناك أزمة ومشاكل في الفريق، وهذا ما هو متوقع أن يقرّ به، إذ سجل الفريق أسوأ انطلاقة له في «الليغا» بعدما تعادل في 4 مباريات وخسر في 6 من أصل 20 مباراة.
ومن أهم أسباب تراجع أتلتيكو هذا الموسم، عدم قدرة المدرب على الاستفادة من سوق الانتقالات بشكلٍ جيد، وخصوصاً على الصعيد الهجومي حين كان يمنّي النفس بإعادة لاعب تشلسي دييغو كوستا أو التعاقد مع الأوروغوياني إدينسون كافاني من باريس سان جيرمان أو الأرجنتيني غونزالو هيغواين من يوفنتوس. فشل معهم، فعوضهم بمهاجم إشبيلية السابق الفرنسي كيفن غاميرو الذي لم يسجل حضوره المطلوب ولم يرق الى المستوى المنتظر منه. من جهة أخرى، يعاني الفرنسي الآخر أنطوان غريزمان من تراجعٍ حاد في التسجيل بالنسبة الى الموسم الماضي.
المواجهات في دوري أبطال أوروبا لا شك في أنها كان لها نسبة كبيرة من جهد أتتتيكو، وخصوصاً أنه تصدر مجموعته على حساب يايرن ميونيخ الألماني، وهذا ما أثر على مستواه في باقي المباريات، حين وضع ثقله كله هناك.
لا يمكن العبور فوق تصريحات ابن سيميوني، جيوفاني الذي كشف أن والده سيدرب إنتر ميلانو الإيطالي، وهو ما أقر به المدرب المشاكس. هذه عوامل أدت الى تشتيت تركيز الفريق وضعفه بشكل كبير بالمقارنة مع المواسم السابقة التي حلَّق بها الفريق ليصل الى مستوى ريال مدريد وبرشلونة.
«البرسا» لا يبدو أفضل حالاً من أتلتيكو، فهو يعاني بدوره على أكثر من صعيد؛ أهمها عجز المدرب لويس أنريكه عن الانسجام مع أي طارئ جديد يفاجئه به خصمه. سقط في امتحان الابتكار، وسقط في قدرته على تغيير طريقة لعبه إذا ما تمكن الخصم من وضع حدٍ للاعبيه. بدا ذلك أمام فياريال الذي تعادل معه برشلونة بصعوبة 1-1 في الدوري، كما ظهر أمام أتلتيكو بلباو في الكأس (دور الـ 16) حين خسر 1-2.
مع ذلك، دائماً المنقذ موجود، أي ميسي الذي نجح في هز شباك أتلتيكو 25 مرة سابقاً، لكن «البرغوت» لا يمكن أن يكون في الخطوط الدفاعية أيضاً، وخصوصاً على الجهة اليمنى حيث يعاني الفريق من تراجع مستوى سيرجي روبرتو الذي لم يعوّض رحيل البرازيلي داني ألفيش.
*