Beirut weather 22.43 ° C
تاريخ النشر March 28, 2023
A A A
أبهرت لجنة حكم «ذا فويس» الفرنسي بأدائها.. ماريلين نعمان: رغبت في التعبير عن قلبي المكسور على بلدي
الكاتب: فيفيان حداد - الشرق الأوسط

علامات الاستغراب والانبهار بصوت ماريلين نعمان غمرت ملامح وجوه أعضاء لجنة الحكم لبرنامج «ذا فويس» الفرنسي. كانوا جميعاً يستمعون إلى أدائها بإعجاب كبير ويتساءلون علناً: «من هي هذه المتسابقة؟ ومن أين تأتي؟»، وعندما لونت أغنية «أنا مريض» (Je suis malade) لسيرج لاما التي اختارتها لمرحلة «الصوت وبس» بكلمات عربية، استنتجوا أنها تأتي من بلد عربي وهو لبنان. فهي آثرت كلمات بالعامية تترجم مشاعرها بعفوية. وتقول فيها: «حبيبي قلبي مشتاق حبيبي غني ألحاني لعينيك نجوم الدني تدور حواليك، اسمعني رح ارجع عيد خليك… ما تروح حبيبي لنبّش سوا عالطريق».

وتقول ماريلين لـ«الشرق الأوسط» عن هذه التجربة التي حولتها إلى فنانة مشهورة بين ليلة وضحاها بعد اجتيازها أولى مراحل البرنامج: «لا أعرف كيف وصلت إلى هناك فالأبواب كانت تفتح لي الواحد تلو الآخر، واغتنمت الفرصة كي أمثل بلدي لبنان بفخر. فأنا أعتز بكوني لبنانية، ولذلك رغبت في تقديم أغنية تبرز هذا الخليط بين الموسيقى العربية والغربية للإشارة إلى هويتي الأصلية».

وكانت تدرك ماريلين أنها تخوض تحدياً جديداً في حياتها. فهي سبق وشاركت في مسلسلات درامية وبينها «للموت 3» الذي يعرض في موسم رمضان الحالي. وكذلك أدت دوراً رئيسياً في فيلم لكارلوس شاهين بعنوان «أرض الوهم»، سيعرض في الصالات اللبنانية ابتداء من يونيو (حزيران) المقبل. وهذا التحدي الجديد دفعها للتخطيط له على طريقتها وبأسلوبها الذكي. «استعنت بعازف عود كي يرافقني على مسرح (ذا فويس). فالموسيقى تثير هذا التواصل الجميل بين الناس على اختلافهم. الأغنية مشهورة وتحكي عن الألم واستخدمت العربي والآهات الشرقية والكلام اللبناني لتلوينها وللتعبير عن قلبي المكسور على بلدي».

تخصصت ماريلين بالسمعي والبصري في جامعة اللويزة اللبنانية ومن هناك انطلقت في مشوارها الفني. «لقد درست الفوكاليز والغناء. منذ صغري أغني وأستخدم العرب الصوتية في أدائي. الغرب أيضاً يستخدمون هذه التقنية تحت عنوان (فيبراتو). ولم أخجل من إبراز هذه العرب التي تشير مباشرة إلى هويتي العربية».

وتأخر أعضاء لجنة تحكيم «ذا فويس» الفرنسي بالاستدارة والضغط على الزر للإشارة إلى قبولها ونجاحها في المرحلة الأولى من البرنامج. «شرحوا لي أنهم كانوا تحت وقع الصدمة والاستغراب ويريدون استيعاب ما أقوم به، إذ لم يستطيعوا فهمه للوهلة الأولى ووصفوه بالخطير. ولذلك أخذوا وقتهم للضغط على الـ(بازر)».

وإعجاب أعضاء لجنة الحكم بصوت وأداء ماريلين كان واضحاً على ملامح وجوههم. وتعلق لـ«الشرق الأوسط»: «عندما شاهدت الفيديو الخاص بمروري أمام اللجنة شعرت بالفرح. وأنا على المسرح تأثرت كثيراً، ولكنني استمررت بالغناء من دون توقف، كنت أتمسك بإبراز لبنان الثقافة وأن أقول لهم إن هذا البلد الصغير الذي يعلموننا منذ الصغر بأنه بمثابة نقطة على كوكب الأرض فيه مواهب مضيئة».

واختارت ماريلين نعمان المغني الفرنسي الشاب فياناي (vianney) لتكون واحدة من فريقه في المراحل المقبلة من البرنامج. «هو مغن مشهور بأغانيه النابعة من أحاسيسه المفعمة بالمشاعر والحنان. وقلت في نفسي معه سأستطيع أن أقدم أغاني تلامس الناس فيتفاعلون معها. المشوار لا يزال طويلاً وعندي مراحل عدة علي اجتيازها قبل الوصول إلى المرحلة نصف النهائية».

وعندما وقفت ماريلين على المسرح لم تجذب المشاهد فقط بصوتها بل أيضاً بإطلالة جميلة تركت بصمتها، إذ رسمت على ذراعيها دوائر ملونة وقامت بنقش الشامات (الأخوال) على وجهها. «هي أيضاً بمثابة وسيلة تواصل مع الناس تشبه إلى حد كبير الوشم. وبما أني ممثلة وفنانة فلا أستطيع وشم جسمي كي لا تتأثر أدواري التمثيلية بها. اخترت هذه الرسوم التي سترافقني كموضوعات مختلفة خلال إطلالاتي في البرنامج. وهي تنم عن روح البساطة والطفولة اللذين يسكناني. فلم أرغب أن أطل بقالب عادي بل بما يعكس الصدق في شخصيتي. وكأني أقول للناس (هذه أنا) فاحفظوني في ذاكرتكم».

وفي انتظار ما ستحققه ماريلين نعمان في «ذا فويس» فهي ستتنقل بين بيروت وباريس لهذه الغاية. «أنا متعلقة جداً ببلدي، وأخذت وعداً على نفسي بألا أتركه أبداً. ولذلك أسافر إلى فرنسا من أجل التدريبات على البرنامج وأعود مباشرة إلى لبنان الذي لا أستغني عنه».

ومن ناحية ثانية، تطل ماريلين في مسلسل «للموت 3» بدور تالا ابنة ورد الخال (كارما). «مساحة الدور صغيرة وتخدم مجريات العمل ولكني لم أرغب في تفويت فرصة المشاركة به. فهو من المسلسلات اللبنانية التي حققت العالمية. وكنت سعيدة بأجواء التصوير وبالتعرف إلى المخرج فيليب أسمر شخصياً والتعاون معه. فهو رآني في مسلسل (زيارة) ولفت نظره فاتصل بي يدعوني للمشاركة في (للموت 3)».

وعن دورها في فيلم «أرض الوهم» لكارلوس شاهين تقول: «هو من أجمل ما جسدته من أدوار في حياتي حتى اليوم. القصة جميلة وتعود بنا إلى زمن الخمسينات. وبشخصية ليلى التي أؤديها ألعب دوراً رئيسياً أتمنى أن يحبه الناس. كانت تجربة ممتعة، فأنا أحب التمثيل الذي يرتكز على فنون مختلفة تطال لغة الجسد وتقنيات عديدة وتمتاز بتحليل لكل شخصية».