Beirut weather 14.65 ° C
تاريخ النشر October 10, 2023
A A A
أبطال فلسطين يسطرون انتصاراً على الاستعمار الإسرائيلي
الكاتب: نور نعمة - الديار

تحية الى ابطالنا الفلسطينيين من حركة حماس والجهاد الاسلامي، والى كل ابطال فلسطين الذين يواجهون الاستعمار الاسرائيلي لعهود عديدة من الزمن. هذه العملية التي قامت بها حماس اعادت قضية فلسطين الى الواجهة، واحيتها في قلوب العرب الاحرار، وقد اشعرتنا بالعزة وبالفخر في كيفية وقوفها بوجه الظلم الاسرائيلي الذي لا مثيل له. عملية حماس نسفت ايضا الاعتقاد السائد مؤخرا ان فلسطين باتت منسية ، ولا الدول العربية ولا الدول الغربية مهتمة بفلسطين او في ايجاد حل للصراع الفلسطيني- “الاسرائيلي” المزمن.

اليوم كتائب القسام تعمل بكل ما لديها من عنفوان وتصميم على ليّ ذراع الكيان الصهيوني، فالرد الفلسطيني هذه المرة مختلف، فقد اتسم بشجاعة وعبقرية عسكرية استطاعت ان تكبد “الاسرائيليين” خسائر في الارواح والعتاد، وقد سقط حتى اللحظة 800 قتيل “اسرائيلي”، وهذا الرقم هو كارثة حقيقية للدولة العبرية التي لم تخسر هكذا عدد بالارواح حتى في مواجهتها جيوش عربية.

اضف على ذلك، استطاعت حماس اسر عدد كبير من “الاسرائيليين”، وهذا الامر ترك بصمة جديدة في الحرب مع الصهيونيين الذين اصابهم الذعر، وها هي اليوم “اسرائيل” عاجزة عن حماية امن شعبها.

هذه الوقائع تدل على ان الحق سينتصر في نهاية المطاف، وان فلسطين عصية على النسيان وعلى الاضمحلال، وانها باقية جغرافيا ومعنويا وسياسيا، والشعب الفلسطيني يسطر انتصارا عظيما على الاستعمار الاسرائيلي.

اما الجيش الصهيوني في رده على الغزاويين فهو ليس بجديد، حيث يقصف دوما بعنف على المدنيين في غزة، ويرتكب المجازر بوحشية لم يعرفها العالم باجمعه. ها هو الكيان الصهيوني يناور بانه مع حقوق الانسان وانه يحارب الارهاب، في حين ان الحقيقة تشير الى ان الدولة العبرية هي الارهاب بحد ذاته، وهي الوحشية بنفسها.

اما رئيس حكومة العدو بنيامين نتيناهو الذي اعلن ان الحرب على غزة ستغير الشرق الاوسط ، فهو واهم ، والدول الاوروبية الفاقدة الانسانية والتي اعطت “اسرائيل” صك براءة في قتل الفلسطينيين، سيرتد عليها الظلم والقهر الذي يواجهه اليوم الغزاويون.

بئس هذا المجتمع الدولي من اوروبا الى اميركا الذي يعتبر ان الدم الفلسطيني رخيص، في حين ينصر المغتصب والمجرم والوحشي وقاتل اطفال فلسطين وتحديدا غزة. بئس هذا الزمن الرديء الذي نعيشه اليوم، حيث باتت الضحية هي الظالمة والقاتل هو المظلوم.

فهل كانت “اسرائيل” لترد بهذه الوحشية على غزة لولا حصولها على الضوء الاخضر الاوروبي والاميركي؟ هل كانت “اسرائيل” تصف المقاتلين الفلسطينيين بانهم حيوانات بشرية لولا غياب الضمير العالمي؟ هل كانت “اسرائيل” تعلن الحرب لكسر ارادة الحرب عند حماس وعند كل المقاتلين الفلسطينيين، لولا تسلحها بالموقف الاوروبي والاميركي والموقف العربي المتخاذل؟

اما على ارض الواقع، فان مقاتلي حماس سيفاجئون الدولة العبرية بصواعق عسكرية، على غرار ما شهدته في السابع من تشرين الاول (اكتوبر)، حتى ولو ان “اسرائيل” تشن حربا مدمرة على قطاع غزة وتسعى الى مجازر في اعداد الغزاويين. والحال ان مقاتلي حماس عندما بدؤوا هذه الحرب على الكيان الصهيوني اخذوا في عين الاعتبار الرد الوحشي الاسرائيلي على عملياتهم، ولذلك كتائب القسام ستقاتل حتى الرمق الاخير، وستقتل من الجنود “الاسرائيليين” بشكل غير مسبوق، وخير دليل على ذلك ان عدد القتلى حتى اللحظة يقارب اكثر من 800.

هذه هي بداية الحرب مع “اسرائيل”، حيث انه في الماضي القريب كانت تطلق حماس صواريخ على مستوطنات او على “تل ابيب” وترد “اسرائيل” بقصف عنيف يدمر غزة بشكل كبير، وتوقع حوالى 2000 شهيد .

هذه المرة نرى ان “تل ابيب” تحت القصف ايضا وليس فقط غزة. ونرى ايضا ان عدد قتلى “الاسرائيليين” لا ينحصر فقط بمقتل مستوطن وجرح آخر، بل عدد القتلى سيصل الى الالف وربما اكثر، الى جانب 280 اسيرا وربما اكثر.

وفي نهاية المطاف، ان عملية حماس احرجت العرب المطبّعين مع “اسرائيل”، وكشفت للجميع، للعدو وللصديق، ان المقاتلين الفلسطينيين هم اصحاب قضية لا تموت مهما تآمر العرب والغرب على الشعب الفلسطيني. كما اكد المقاتلون الفلسطينيون انهم دقوا “مسامير” في نعش الدولة العبرية، وثبتوا حقهم في الارض، واظهروا ان الاستعمار الاسرائيلي لا يمكن ان يستمر على حساب الشعب الفلسطيني.