Beirut weather 22.41 ° C
تاريخ النشر October 29, 2021
A A A
آلاف العائلات أمام كارثة كبيرة… موسم التفاح في أسوأ أزمة!
الكاتب: طوني فرنجيه - النهار
download (1) download (2) download
<
>

لم يعد التفاح يعلّم، أو يطبّب، أو يؤمّن المأكل والمشرب والملبس للعائلات الجرديّة على اختلاف المناطق من الشمال إلى الجبل فالبقاع .

فالتفاح طريح الأرض أو لا يزال معلّقاً على أمّه في البساتين والحقول، بعدما أعرض التجار عنه، وبعدما ارتفعت أكلاف تبريده وتخزينه، فتركه المزارعون تخفيفاً للأكلاف الباهظة، ما انعكس على حقولهم إهمالاً وقلة اهتمام بالتحضير للموسم المقبل، إذ لم يقلّموا الأشجار، ولم يفلحوا الأرض أو يسمّدوها؛ وتبعاً لذلك، لن يعود الفلاح مكفيّاً ولا سلطاناً مخفيّاً، بل بات يُفتّش عمّن يشتري أرضه ليؤمّن قوت عياله من دون أن يمدّ يد العوز لأحد.

التفاح اليوم والمزارعون يعانون من أسوأ أزمة عرفوها في تاريخهم نتيجة دولرة المازوت والموادّ الزراعية على اختلافها، وبسبب ارتفاع أجور العمّال أضعافاً عدّة. وحتّى السّاعة، لا يبدو في الأفق أيّ مساعٍ رسميّة لإيجاد حلول لأزمة التصريف، ما يُعيد بعضاً من أملٍ إلى النفوس؛ فكلّ الأبواب موصدة، ووحده العليّ القدير يعرف علم الغيب.

بدوي ديب أحد تجّار التفاح، وصاحب مستودع تبريد، قال: “هناك الآف من عائلات المزارعين ترى موسم التفاح ملجأها الأساسي، وهي باتت أمام كارثة كبيرة؛ فمنذ عشرات السنين كانت الدولة تمدّ اليد إلى المزارعين عبر “إيدال”، أما اليوم فنحن متروكون لمصيرنا.”

وعن مسألة التبريد قال: “إنّ متوسّط تبريد الصندوق الواحد هو أربعة دولارات ونصف؛ هذا إذا فتحت جميع البرادات أبوابها، أضف إليها الأكلاف الأخرى. وكيف سيتمّ تصريف ما تمّ تبريده في الداخل، وبأيّ أسعار؟ وهل يستطيع المواطن تحمّله؟ وما هي الكميّات التي يمكن تصريفها في السوق اللبنانية المحدودة جداً؟ من دون أن ننسى إغراق السوق اللبنانية أحياناً كثيرة بالتفاح التركيّ أو من دول أخرى!.”

وعن تسهيلات التصريف إلى الخارج، لاسيّما الدول العربية، لفت ديب إلى “أن مصر بصدد اعتماد المعايير الأوروبية في الاستيراد. ومصر تصنّف عادة بأنها من الدول الأولى المستوردة للتفاح اللبناني، ما سيشكّل ضربة قاصمة لنا في المنافسة أو التصدير، لأننا غير مؤهلين أصلاً لاعتماد المعايير الأوروبية التي تطال النوعيّة والأدوية والأسمدة المستعملة .”
ودعا ديب “الوزارات المعنية وإدارات الدولة إلى أن تكون فاعلة، وإلى ألا تترك المزارعين لوحدهم يصارعون للبقاء على قيد الحياة.”
مزارعو التفاح اليوم في أسوأ مراحل أيّامهم؛ فهل نقول وداعاً للتفاح اللبناني بنوعيه الأبيض والأحمر وبطعمه اللذيذ، بعد أن كنّا نقول في الماضي “إن تفاحة منه في اليوم تغني عن زيارة الطبيب، أم أن صحوة ضمير قد تنقذ زراعة التفاح والمزارعين من خطر الزوال؟”.