كالنار في الهشيم تناقل الناشطون على مواقع التواصل الاجتماعي قصّة الضابط البطل الذي بادل نفسه بإحدى الرهائن في الهجوم الإرهابي الذي نفّذه رضوان لقديم على متجر في تريب جنوبي فرنسا.
إنه أرنو بلترام الذي أنقذ حياة أشخاص وكان موضع فخر لزملائه وبلاده يقول الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون.
وتطوع بلترام البالغ من العمر 45 عاما بأن يحل محل المرأة التي استخدمها المسلح كدرع بشري. بلترام ترك الاتصال مع الشرطة على هاتفه المحمول مفتوحا بصورة سرية كي تتابع الشرطة الموقف في المتجر.
وعندما سمعت الشرطة إطلاق النار اقتحمت القوات الخاصة المتجر. وقُتل المسلح إلّا أن بلترام تعرض لإصابات خطرة.
كان يخطط الضابط الفرنسي لنيل سرّ الزواج فحصل على مسحة المرضى.
توفي الشّاب الشجاع إثر تأثره بجراحه عقب إصابته بالرصاص في رقبته.
بلترام الذي خدم في العراق في عام 2005 وحصل على أعلى جائزة شرف فرنسية في عام 2012 تم تعيينه في العام الماضي نائباً لقائد شرطة مكافحة الإرهاب في منطقة أود.
الأب دومينيك أرز وهو الكاهن الوطني لقوات الدرك قال: “لقد تبين أن الكولونيل بلترام كان كاثوليكيًا ولم يخف إيمانه. لقد خدم بلاده حتى النهاية، وشهد على إيمانه حتى النهاية “.
كان بلترام وخطيبته مريل يستعدّان لتلقي سرّ زواج يقول الأب يوحنا المعمدان التابع لدير أم الله في لاغراس.
وعن الكولونيل بلترام يقول الأب يوحنا:
التقيت الضابط خلال زيارته إلى الدير. كان قد تزوج مدنيًا في 27 من آب 2016 وطلب مني إعداده وعروسه للزواج الديني الذي كنت سأحتفل به في التاسع من حزيران من العام الجاري. لقد أمضينا ساعات عديدة في العمل على أساسيات الحياة الزوجية لنحو عامين. كنت قد باركت منزلهما في 16 كانون الأول وكنّا بصدد وضع اللمسات الأخيرة على سجل زواجهما القانوني. بلغني إعلان بلترام الجميل جداً قبل أربعة أيام من موته البطولي.
كان يزور الشاب الدير بانتظام للمشاركة في الذبيحة الإلهية والخدمات والتعاليم.
أرنود ذكي ورياضي مفعم بالحيوية لا يخجل بتحوّله إلى الكاثوليكية. ولد في كنف عائلة ممارسة ولو بخجل للمسيحية وواجه تحولا حقيقيا في عام 2008 حيث كان يبلغ من العمر 33 عامًا.
عقب قيامه برحلة حج إلى القديسة آن في أوري في عام 2015 طلب أرنود من مريم العذراء أن تساعده على مقابلة امرأة حياته. تعرّف على مارييل التي تتحلّى بإيمان عميق حيث تم الاحتفال بخطوبتهما في دير بريتون في تيماديوك خلال عيد الفصح عام 2016.
كان لديه دائما شغف لفرنسا وعظمتها وتاريخها وجذورها المسيحية التي أعاد اكتشافها من خلال تحوله إلى الكاثوليكية. قرر التضحية بنفسه مقابل انقاذ حياة الآخرين مدركًا جيدًا خطورة هذه الخطوة.
كان يعرف أيضا الوعد الذي قطعه على مارييل من خلال الزواج الديني. ومن هذا المنطلق نسأل هل كان على حق في تحمل مثل هذا الخطر؟ يبدو لي أن إيمانه وحده هو الذي يستطيع أن يفسر جنون هذه التضحية.
“تمكنت من رؤيته في مستشفى كاركاسون يوم السبت الواقع في 24 من آذار حوالي الساعة التاسعة مساءً . فتح الدرك والأطباء والممرضون لي الطريق حيث كان أرنود على قيد الحياة ولكن فاقد الوعي. استطعت أن أعطي له سر مسحة المرضى والمباركة الرسولية لحظة الموت.
كان يوم الجمعة قبل آلام المسيح و قبل بدء الاسبوع المقدس.
وتابع: “بطولته المدهشة كما أعتقد ستلهم العديد من المقلدين المستعدين لأن يعطوا أنفسهم لفرنسا وفرحها المسيحي.”