Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر May 28, 2024
A A A
من وطنية سليمان فرنجيه الى مسيحيته… من يجرؤ على المزايدة؟
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

هل يحتاج سليمان فرنجيه لبرنامج رئاسي؟ جواب الاكثرية الساحقة في لبنان هو النفي لان برنامجه منه وفيه، وخارطة طريقه الرئاسية واضحة وضوح كلامه ومواقفه، وتاريخه ومبادئه حُفرا منذ تسلمه المسؤولية على جبينه ولا لُبس فيهما، وكذلك صراحته وصدقه وعنفوانه وجرأته يخولون هذا الرجل ان يكون الرئيس المنتظر للبنان، الذي نريده ويريده كل مواطن، بلد الحوار والتواصل، البلد المنفتح على الغرب والملتزم بعروبته ومشرقيته، الحاضن لمواطنيه من كل الاطياف والاحزاب والطوائف والتيارات.
هل هناك اجمل من مد اليد للمختلف معه قبل المتصالح واياه او المتحالف معه؟ نعم سليمان فرنجيه بمقدوره ان يمد اليد ويتواصل مع الجميع لانه بمدرسة وبيئة وبيت وعائلة المارد الشمالي مغروسة القناعات بأن لبنان الذي لا يمكنه ان يعيش الا بجناحيه المسلم والمسيحي لا يمكنه ايضاً ان ينهض من كبوته الا بتشابك ايدي الجميع والعمل يداً واحدة لاخراجه من المأزق الذي يتخبط به.
“لن انسحب” قالها سليمان فرنجيه بالفم الملآن داعياً الى عدم المزايدة عليه بحيثيته المسيحية لان “المسيحية محبة لا حقد وكراهية والغاء” ، وهنا نبصم له بالعشرة فالمسيحية هي بالافعال وليست بالاقوال اذ ان السيد المسيح اكد ان ليس كل من يقول يا رب يا رب يدخل ملكوت الله، وسليمان فرنجيه فعلها حيث لا يجرؤ الاخرون واعلن مسامحته الوجدانية وغفرانه لمن اساء اليه والى عائلته وبلدته متخطياً حاجز الحقد والثأر والكراهية.
معه حق سليمان فرنجيه بكل ما قاله عبر الجديد مع الزميل جورج صليبي ببرنامج “وهلق شو” لاسيما في موضوع ما جناه الزعماء المسيحيون على شعبهم وبلدهم من قتل وخطف وتهجير وحروب الغائية وتحريرية لم تسمن ولم توصل الا الى الدمار والهجرة وتقليص الصلاحيات، وللتاريخ هو الوحيد من بين الزعماء الموارنة الذي حذر من مغبة اللعب على الوتر الطائفي والمغامرة بمسيحيي البلد الذين يجب ان يكونوا جسر تواصل لا دعاة تفرقة وتشرذم.
سيد بكركي قالها لا احد بامكانه ان يزايد على سليمان فرنجيه بمسيحيته وهذه شهادة من اكبر مرجع روحي في لبنان وانطاكيا وسائر المشرق، فمن يجروء على المزايدة الا الذين يدفعهم الخوف من نجاحه حيث فشلوا، والذين تورطوا بأمور لم يتورط بها حيث حافظ على مسيحيي منطقته بحكمته ووعيه ولم يجرهم يوماً لا للاقتتال مع بعضهم ولا للاقتتال مع اخوتهم في الوطن.
كبير وواقعي سليمان فرنجيه، هو يعلم ان التمنيات شيء وما بالامكان تحقيقه شيء اخر، هو يعلم ايضاً ان التسوية هي التي تضع لبنان على السكة الصحيحة، وان التفاهمات لا بد منها وان التقسيم لا يبني وطناً وان العالم لا يحترمك ان لم تحترم نفسك.
كثيرة هي الرسائل التي بعثها بالبريد السريع وعبر الهواء مباشرة لن ندخل في تفنيد مضامينها لان اللبيب من الاشارة يفهم، وما يهمنا ان معظم من تابع مباشرة ما قاله سليمان فرنجيه اكد ان كلامه سيد الكلام في هذه الظروف الصعبة ويستحق ان يأخذ فرصته لان لبنان يستحق ان يكون رئيس جمهوريته له القدرة على الاستيعاب والتواصل والحوار وله رؤية واقعية بالامكان السير بها على مراحل وصولاً الى عهد يؤسس لصفر مشاكل يتوق اليه كل من يريد الخير للبنان.
اخيرا وليس اخرا وطنية سليمان فرنجيه هي الاساس ومسيحيته لا غبار عليها هو ابن المنطقة التي اعطت للبنان بطاركة يسيرون على طريق القداسة ومطارنة بذلوا حياتهم في سبيل مسيحيتهم الى نساك ورهبان وراهبات وشهداء واهالي ما بخلوا يوما في الدفاع عن ارضهم ومقدساتهم، ايضاً هو الاتي من عرين الموارنة اهدن التي من اديرتها تأسست الرهبانيات وانطلقت الى كل لبنان.
بخطوة جريئة تحدى سليمان فرنجيه الاقطاب المسيحيين ودعاهم للترشح وسيفوز من لديه الحيثية الاكبر فهل من يقبل التحدي؟