Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر August 18, 2021
A A A
مساوئ الصوت العالي في تربية الأطفال… هل من حلول؟
الكاتب: الجمهورية

لا ينتبه العديد من الأهل إلى أنّ صراخهم في وجه أطفالهم يؤثر سلباً في نفسيتهم، وهذا شكل من أشكال المعاملة السيئة، ويكون أشد تأثيراً في الطفل عندما يكون أمام أحد أقرانه أو أقربائه.

إنّ العصبية مع الأطفال من أكثر الأمور التي تمارسها الأم، ربما نتيجة للضغوط التي تتعرض لها ما بين مسؤولياتها الأسرية وطموحاتها الشخصية وضغط إيقاع الحياة، لِتَجد نفسها في حالة غضب وصراخ دائم حتى أثناء النقاشات العادية مع الزوج والأبناء.

الصراخ… إساءة للطفل

الصراخ يؤثر جداً في بناء شخصية الطفل، وهو سلوك خاطىء ولا يجب اعتماده في التربية، بل يجدر استخدام الصوت الهادئ والحوار وتوجيه العبارات الإيجابية المحفّزة، والتحلّي دائماً بالصبر والهدوء والتحكم بالانفعالات السلبية، فالصراخ في وجه الأطفال يشبه ضَربهم.

على الأم تحمّل التصرفات الطفولية العفوية والمشاغبات المزعجة وحتى الفوضى والتخريب واللعب والصراخ، فالطفل الصغير يريد فقط أن يلعب ويخرج طاقته باللهو والجري والصراخ وإصدار الأصوات العالية.

 

هكذا يتصرف الطفل عند صراخ الأم أو الأب

تقول إيلينا إنه لا يُخفى على الأمهات أنّ الصراخ هو السلوك الأكثر شيوعاً، وهو أمر لا يمكن لأحد إنكاره، إلا أنه يعتبر من أسوأ طرق التعامل مع الأطفال لِما له من آثار متراكمة على نفسياتهم، مؤكدة أن الصراخ عقاب فاشل للأبناء يُشعِرهم بالخوف الدائم والتوتر من الاحتكاك بالأم والبُعد عنها خوفاً من رد فعلها العنيف.

وتبيّن أنه من المقبول التحدث بلهجة صارمة حازمة مع الأطفال، لكن الغضب ثم الصراخ ليسا مفيدين، خاصة إذا كان الغضب يحدث على كل شاردة وواردة. كما أنّ صراخ الأم المتكرر يسبب لبعض الأبناء أزمة نفسية تجعلهم يكرهون الصوت العالي ويميلون لسد آذانهم والاختباء عند سماعه، وهذا الأمر يعدّ من الاضطرابات السلوكية الناجمة عن صراخ الأم.

كما أنه يغرس العصبية في سلوكيات الأبناء من دون الانتباه لذلك، فالطفل مثل الإسفنجة تتشرّب جميع تصرفات من هم حوله، كالعصبية المتكررة من أحد الوالدين وما يُصاحبها من انفعال وصراخ، ما يجعل الطفل يقلّدها مُستخدماً هذا الأسلوب في تعامله مع الآخرين، فالصراخ لا يعالج المواقف أو يقدم الحلول لها، بل يزيد من عناد الأبناء ويأتي بنتائج سلبية.

 

مداواة جراح الأطفال بسبب الصراخ

وتتابع إيلينا أنّ الكثير من الأمهات، بعد الصراخ على أبنائهنّ، يشعرن بالندم، وقد يلجأن للبكاء عند محاسبة أنفسهنّ بعد أن يهدأن وينظرن لأطفالهنّ بعين الرحمة، فتتساءل الأم: «كيف أقدمتُ على الصراخ عليهم بهذا الشكل؟».

وتعتبر معاتبة الأم لنفسها أول طرق السلوك الصحيح في التربية طالما أنها شعرت بالخطأ، فستحاول علاجه وتقويمه، وقبل كل ذلك تقوم بإصلاح ما أفسدته ومداواة جراح أبنائها بسبب صراخها عليهم.

 

وبحسب إيلينا كنعان، من الواجب اتّباع النصائح التالية:

ثقافة الاعتذار: يجب على الأم تطبيق ثقافة الاعتذار، وأن تكون قدوة لأبنائها بأن تتقدم بالاعتذار لهم، فهذا يزيد من قَدرها لديهم، على عكس ما يعتقده البعض أنه يكسر هيبتها، فهذا التدبير يعلّم الطفل أهمية التسامح والاعتذار عند الخطأ، ويُشعره بأهميته لدى الأم.

ومن أكبر الأخطاء أن تسامح الأم طفلها على الخطأ، لأنها عاملته بقسوة، ومن المهم ألا تتراجع عن خطأ طفلها، بل توضح له الخطأ الذي ارتكبه، وتحرص على تنبيهه بعدم تكراره بعد أن تعتذر له.

 

الشرح والفهم

إنّ قيام الأم بشرح سبب غضبها، موضِحة الأسباب بعد أن يهدأ الأمر في جلسة صفاء بينها وبين الأبناء، وتقدّم لهم وعداً بعدم تكرار الصراخ عليهم عند الغضب والتعامل بهدوء.

لذلك، من الأفضل أن يختار الآباء والأمهات السلوك التربوي المبني على التفاهم وضبط النفس، حتى لا يتعرض الطفل لأزمات نفسية واجتماعية هو في غنى عنها.

نصائح للتخلص من الصراخ

وتؤكد إيلينا ضرورة اتّباع هذه النصائح أيضاً للتحكّم في الغضب والتخلص من العصبية، ومن أهمها:

– التفكير بما يَستثير الغضب ومحاولة تَجنّبه.

– التفكير بعدد المرات التي يتم فيها مدح الطفل مقابل عدد المرات التي يتم الصراخ فيها عليه.

– الحسم والجدية في نبرة الصوت بدلاً من الصوت العالي.

– تقبُّل الطفل كما هو ومعاملته وفقاً لعمره.

– إستعمال كلمات الثناء والمحبة بدلاً من كلمات التوبيخ.

– شرح خطأ الطفل قبل الصراخ وتأنيبه.

– إستخدام الحوافز والمكافآت لتحسين سلوكه بدلاً من الصراخ عليه.