لطالما تساءلت “لماذا لا يريد البعض من السياسيين “المسيحيين” تأييد سليمان فرنجيه، ويرفض وصوله لرئاسة الجمهورية بصورة جازمة!
وبعدما استنفدت قراءة المبررات التي تقدّم كذريعة لهذا الرفض “الحاسم” توصّلت الى قناعة مفادها انه يتعين بالفعل على الرافضين والمعارضين و”السياديين” ان لا يغيروا مواقفهم “المسيحية” و”الوطنية” و”الإستقلالية” و”العروبية” و”الإستثمارية” عفواً “الإستراتيجية” لأن سليمان فرنجيه بالطبع لا يشبههم بشيء!!
ولذلك ليس غريباً أن لا ينتخبوه بما أنه لا يمت الى أساليبهم السياسية بصلة.. وهنا أصر عليهم بالقول:
لا تنتخبوا فرنجيه لأنه سامح عملاً بتعاليم المسيح القائل “أَحِبُّوا أَعْدَاءَكُمْ. بَارِكُوا لاَعِنِيكُمْ. أَحْسِنُوا إِلَى مُبْغِضِيكُمْ”، بينما أنتم لا تحبوا إلا ذواتكم ولا تستقووا إلا على الذي حرص على سلامتكم ومصيركم الذي يعتبره كمصيره تماماً، ولا تقسّوا إلا على الذي حماكم عندما كنتم ضعفاء..
لا تنتخبوه لأنه لم يتسبب بالحروب التدميرية التي قتلت الاف الأبرياء وهجرّت مئات الألاف، لا بل هو عمل عكس ذلك تماماً اذ حافظ على ارواح وممتلكات الناس حيث كان يستطيع، وجعلها تعيش بسلام وأمان..
لا تنتخبوه لأنه لا يجيد السمسرة مثلكم وعقد الصفقات.. فهو شفاف، واضح، صريح، وانتم لا تحبون إلا من يتاجر بكم ويكذب عليكم..
لا تنتخبوه.. أليس هو حفيد الرئيس الراحل سليمان فرنجيه القائل انه “ماروني اكثر من مار مارون”.
لا تنتخبوه لأنه ليس تاجراً ولا غداراً ولا متعجرفاً ولا منبطحاً ولا جباناً..
لا تنتخبوه لأنكم لا ولن تقدروا على جعله يحني جبينه ولا ان تكسروا ارادته ولا ان تسّيروه كما تشاؤون…
لا تنتخبوه لكي يظل لبنان فريسة كيديتكم وجشعكم.. أو لستم أنتم من يتمنى ان تغرق السفينة بمن فيها على أن ينقذها ربان نجا في يوم من الأيام من الموت بأعجوبة.. ربان لا تستطيعون تحمّل رؤيته رئيساً، حتى ولو أراد ذلك كل لبنان وكل العرب وكل العالم..
نعم، لا تنتخبوه.. لكي لا تتحرروا من ظلمة الحقد التي تعمي بصيرتكم..