Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر March 6, 2025
A A A
كنيسة مار ماما – إهدن… كنز ماروني ثمين!
الكاتب: دميا فنيانوس- موقع المرده

زمن الصوم المبارك هو زمن التوبة والرجوع الى الذات والتقرّب من الله.
في هذا الزمن المقدس ينقطع المسيحيون على مدى سبعة أسابيع عن اكل اللحوم والاجبان والالبان اما في الاسبوع الأخير من الصوم وهو “أسبوع الآلام” يقوم الزغرتاويون يوم “خميس الأسرار” بزيارة سبع كنائس في زغرتا او في اهدن.
من موقع المرده الالكتروني، اذ نتمنى لكم صومًا مباركًا سنعرفكم على تاريخ كنيسة في زغرتا اهدن كل أسبوع على مدى اسابيع الصوم.

عبارة “اهدن عرين الموارنة” تشير إلى ان إهدن من أبرز معاقل الطائفة المارونية في لبنان، وتاريخها مرتبط ارتباطًا وثيقًا بالموارنة وتزنرها الكنائس ومن بينها أقدم كنيسة مارونية في لبنان والشرق الأوسط وهي كنيسة مار ماما التي تعتبر كنزًا تراثيًا ودينيًا من الطراز الأول.
تم بناء الكنيسة عام ٧٤٩ ميلادية على أنقاض هيكل وثني وحفر على بعض حجارتها كتابات باللغة السريانية واليونانية.
اللافت في الكنيسة هو جرن المعمودية وهو حجر موضوع في الحائط محفور عليه الصليب. ويذكر ان الطوباوي البطريرك مار اسطفان الدويهي الاهدني قد نال سرّ المعمودية في كنيسة مار ماما. واستخدمت باحة الكنيسة كمدرسة لتعليم الأولاد القراءة والكتابة باللغتين العربية والسريانية وكان الطوباوي البطريرك الدويهي من طلاب هذه المدرسة وقد تعلّم فيها حتى عمر الـ١١ قبل ان يسافر الى روما.

في باحة الكنيسة تمثال البطريرك يوحنا مخلوف الذي منحه البطريرك الدويهي لقب “البطريرك القديس”، والتمثال “عين ترنو الى قنوبين والأخرى الى إهدن ويحمل عصا وعلى صدره الصليب” وذلك وفقًا للخوري يوحنا مخلوف في كتابه “إهدن فردوس الكنائس والأديار – حجارة تتكلم”.
تعود نوعية حجارة الكنيسة الى عدة مراحل تاريخية من المرجح الى العهد البيزنطي. ويمكن رؤية صلبان عديدة في داخل الكنيسة وخارجها منقوشة على الحجران. ويعتبر هذا النوع من الصلبان كأنه ختم حفره النساك والعموديين والمتوحدين لكي يبقى أثرًا يعرف عنهم. ونجد هذه الصلبان ايضًا في كنائس سيدة زغرتا وسيدة الحارة ومار يعقوب ومارت مورا ومار سركيس وباخوس في إهدن.
رممت الكنيسة لأكثر من مرة وكان آخرها عام ٢٠١١ وهي مقصد للزوار والمؤمنين من مختلف المناطق اللبنانية ودول العالم. وتحتفل الكنيسة بعيد الشهيد مار ماما في الثاني من أيلول وجثمانه محفوظ
في مدينة قَيصَرية كابادوكيا التي أصبح شفيعها.