Beirut weather 13.41 ° C
تاريخ النشر May 15, 2024
A A A
عنف وفضائح… ملف صادم موقع المرده يُلقي الضوء
الكاتب: اوديت همدر - موقع المرده

مشاهد مروعة، اخبار صادمة، فضائح بالجملة، يتهيأ لنا وكأننا نشاهد مسلسلا من حلقات متنوعة.. نعم هكذا اصبحنا نعيش في دوامة السرقة والقتل والعنف والفضائح التي لا تنتهي، وكأننا بمكان ما تعودنا على سماع اخبار تقشعر لها الابدان.

انتشرت في الآونة الاخيرة ظواهر وقضايا برزت على الشاشات وكان آخرها فضيحة هزت وسائل التواصل الاجتماعي وكافة الوسائل الاعلامية وهي فضيحة التيكتوكرز التي ظهرت الى العلن بصورة صادمة وكان اكثر ضحاياها من الاطفال، الامر الذي يجعلنا نتساءل: كم من فضيحة أخرى فيها الكثير من المتورطين والضحايا بقضايا اغتصاب وتحرش؟
لا بد ايضا من الاشارة الى ظاهرة السرقة وعمليات النهب والاعتداءات المستمرة التي تطال المواطنين اضافة الى جرائم القتل التي تزداد بشكل كبير حيث اصبح كل مين ايدو الو في بلد مفتوح على مصراعيه وكأن القوانين انعدمت والفوضى تفشت.

 

يهم موقع المرده في ظل هذا الوضع الحرج الذي يطال مجتمعنا أن يضيء على هذا الموضوع بشقه النفسي والتركيز على الدوافع والاسباب النفسية التي تقف وراء هذه الحالات ليصبح بامكاننا البحث عن حلول من خلال خطوات توعية وارشادات تبدأ من العائلة وتمتد لباقي افراد المجتمع.

المعالجة النفسية التربوية الآنسة كلوديا الدويهي وفي حديث لها مع موقعنا اشارت الى ان الجريمة هي عمل غير قانوني منافٍ للاخلاق الاجتماعية وهي سلوك انساني غير معقول وسلوك اجتماعي منحرف وغير طبيعي، ولا بد من وجود تفكك بعناصر شخصية القاتل او المجرم سواء كان قاتل او متحرش او مغتصب والظروف المحيطة به.
واضافت: الجرائم يمكن ان تحدث عن طريق الصدفة بدون سابق انذار او تصميم، او بسبب الانفعال الشديد والعصبية الشديدة حيث يتعطل عمل الدماغ ما يعيق عملية التفكير السليم، اضافة الى ان الوهم والخيال والاحساس بالظلم والاضطهاد يجعل الفرد يقدم على الانتقام او الاجرام.
كذلك هناك اشخاص يعانون من ضعف في القدرة العقلية فيجري استغلالهم واستفزازهم وتحريضهم لقتل شخص او التعرض له او اغتصابه او التحرش به.
من الشخصيات المعروفة ايضا بالعالم الاجرامي هي شخصية الـpsychopath او المضطرب والمختل عقليا، ان صاحب هذه الشخصية يفقد الشعور بالندم ويقدم على الاجرام سواء كان قتل او تحرش او اغتصاب بدون اي ندم او أسف.
وعن الفئات العمرية الاكثر ارتكابا للجرائم فهي الاعمار بين ١٩ و ٤٠ سنة.

اما عن دوافع واسباب الجريمة تلفت الدويهي الى انها عديدة منها محاولة الاخذ بالثأر والانتقام، رد الشرف، اسباب عاطفية، الفقر والاوضاع الاقتصادية والاجتماعية السيئة، الوضع الاسري وعدم ترابط العائلة وتفككها، اضافة الى المخدرات التي تلعب دورا كبيرا في ارتكاب الجرائم.

 

 

وعددت الدويهي الصفات البارزة للشخصية المجرمة وهي:
– ضعف القدرة على ضبط النفس.
– الشخصية المعادية للمجتمع، وصاحب هذه الشخصية تكون له سلوكيات منحرفة قبل سن الـ١٥.
– المعاناة والتفكك العائلي والاسري والتعنيف والضرب والعلاقات غير الصحية بين افراد الاسرة، اضافة الى وجود اصدقاء مجرمين ولديهم سوابق واعمال جرمية.
– الكسل المعرفي اي مدى تحصيله العلمي ومدى وعيه ونضجه الذي يسمح له بالتمييز بين الصواب والخطأ.
– الاستحقاق حيث تكون الانا الموجودة عنده مسيطرة واقوى من اي شيء آخر.
– مركزية القوة او السلطة التي يريد ان يثبتها داخل البيئة الموجود فيها.

وتؤكد الدويهي ان العنف الدرامي هو من أخطر انواع العنف والذي له تأثير كبير على الاطفال والمراهقين، وهو العنف الذي يحصل نتيجة مشاهد العنف في الافلام التي تعرض على شاشات التلفزة او التيكتوك وفيديوهات العنف القصيرة المنتشرة او الالعاب، وهذه المشاهد العنفية من قتل واغتصاب وتحرش تنقل بشكل مرئي للمجتمع ولافراده خلافات وجرائم حية، وبالتالي فان الاطفال والمراهقين او الاشخاص الذين لديهم ضعف بمكان ما يعتبرون انهم يستطيعون ارتكاب هذه الجرائم بسهولة من دون وجود عقاب والافلات منه وهذا عامل اساسي لزيادة العنف في المجتمع.

 

 

وردا على سؤال عن امكانية العلاج تقول الدويهي:
في حال عدم وجود اضطراب عقلي بالامكان مساعدة هؤلاء الاشخاص من خلال عدة طرق منها احتوائهم ومعالجتهم وتوفير الرعاية النفسية والسلوكية والتربوية لهم ان كانوا في السجن او مراكز التأهيل او في الاسرة فالاهم هو معرفة الخطأ والتراجع عنه.
على الاسرة ايضا ان لا تنفر من الشخص او تنكره بل يجب احاطته بالعاطفة والاهتمام والرعاية بكافة الوسائل والعلاجات الممكنة، ومثلما يمرض الجسد فالنفس تمرض ايضا، لهذا يجب احتواء مثل هذه الحالات ونشر التوعية والارشادات. لتفادي ازيادها وانتشارها بشكل اكبر في المجتمع.

ان المسؤولية كبيرة في ظل الخطر الذي يداهمنا من كل الجهات ولا بد من اتخاذ الخطوات الضرورية والسريعة من خلال ضبط هذه الامور ومعالجتها بالشكل الصحيح بدءا من الاسرة وصولا الى الدولة كل بحسب مسؤولياته التي تقع عليه.
امام هذا الوضع المتأزم هل فرص النجاة موجودة ام اننا امام سيناريوهات جديدة؟