Beirut weather 15.21 ° C
تاريخ النشر August 14, 2016
A A A
شقاق بين زعيم افريقي «متطرف» و«داعش»
الكاتب: وسيم نصر - الحياة

انقطعت اخبار أبو بكر شيكاو طوال عام. ولكنه أصدر تسجيلاً صوتياً قبل أيام، وأعلن انه الزعيم الجديد للتنظيم «الجهادي» الذي أودى بحياة 20 الف شخص في نيجيريا وبايع «داعش» في ربيع 2015. وسرت إشاعات منذ أشهر مفادها أن تنظيم «داعش» استبعد شيكاو، وأن الناطق السابق باسم «بوكو حرام» في غرب أفريقيا، ابو مصعب البرناوي، عيّن محله. وفي نشرة «داعش» الصادرة في 2 آب  الجاري، «النبأ»- وهي بمثابة برافدا (الصحيفة الرسمية للحزب الشيوعي في الاتحاد السوفياتي) «داعش»- عيّن البرناوي حاكماً لمنطقة غرب أفريقيا. ويفهم من الإعلان ان شيكاو أقيل من منصبه، فبادر هذا الى بث رسالة صوتية استعاد فيها لقبه السابق زعيماً لـ «بوكو حرام»- من طريق استخدام اسم التنظيم الرسمي السابق «جماعة اهل السنة للدعوة والجهاد»- وتوجه الى ابو بكر البغدادي وأعلمه بأوجه الخلاف معه. فشيكاو يعتبر ان المسلمين الذين يعيشون تحت حكم الكفار أو في اراضيهم هم كفار بدورهم إذا لم يظهروا العداء للسلطة المحلية. وساق على سبيل المثل سكان مدينة مايدوغوري. فعلى رغم أنهم مسلمون يكفرهم شيكاو لأنهم يتقيدون بقوانين الحكومة.

وبلغتني تسجيلات محادثات بين شيكاو واتباعه تظهر انه أمر باغتيال قائدين عسكريين وزعيم ديني في «بوكو حرام» لحظة كان يؤم صلاة العيد. وهو أقيل من منصبه بتهمة الغلو. وسبق لتنظيم «داعش» ان أقدم على مثل هذه الخطوة. فهو أطاح مجموعة «جهادية» صغيرة في الرقة حين سعت الى الانقلاب على سلطة التنظيم. وأعدم «داعش» عدداً من عناصر المجموعة المنشقة وإماماً تونسياً مقرباً منها. ولكن لم يسبق ان أقال التنظيم مجموعة تعمل خارج الأراضي العراقية والسورية. وشطر راجح من مقاتلي «بوكو حرام» يوالون البرناوي. ويسعى شيكاو الى جمع الانصار حوله واستمالة المقاتلين اليه للاحتجاج على قرار «داعش». فهو ينسب البرناوي الى الكفر، ويدعو الى الانقلاب عليه وإسقاطه.

وينتشر شيكاو ومقاتلوه في أماكن قصية جغرافياً عن أماكن انتشار البرناموي ومقاتليه. وهو لا يستبعد اشتباكات بين المجموعتين في الأيام المقبلة. وشيكاو هو من طلب التقارب مع «بوكو حرام» في 2015. وأبرم معها شرعة تحدد شروط العمل العسكري وأشكال معاملة المدنيين الذين يقعون تحت سلطتهما، وسبل التواصل بينهما. ومنذ إقرار هذه الشروط، ينسب «داعش» كل تسجيلات البروباغندا التي تصدرها «بوكو حرام»، اليه. ومذاك، طور «الجهاديون» استراتيجية عسكرية في القتال. وتسلل عدد منهم الى جوار معسكرات الجيش الكاميروني، وغيروا استراتجيتهم العسكرية استناداً الى المعلومات الميدانية. ولم يعد موالو «داعش» يشنون غزوات سرقة على ما درجوا في السابق. وصاروا ينتهجون تكتيكات عسكرية، منها استخدام الدراجات النارية بكثافة. وهم استخدموا للمرة الأولى زورقاً في هجوم شنوه اخيراً. ولم تعد «بوكو حرام» موجودة منذ بايعت تنظيم «داعش». وقد يسعى شيكاو الى بعث التنظيم هذا، «بوكو حرام»، واستعمال اسمه القديم «جماعة أهل السنة للدعوة والجهاد»، على نحو ما فعل في التسجيل الصوتي قبل أيام.
***

* محلل في «فرانس 24»، صاحب «الدولة الإسلامية، الأمر الناجز» (دار بلون)، عن موقع «ليزانروك» الفرنسي.