بعد غياب عن الدراما المحلّية تسجّل الممثلة اللبنانية سينتيا خليفة عودة قوية في الموسم الرمضاني المقبل من خلال لعبها أحد أدوار البطولة في مسلسل “بلحظة” إلى جانب النجم زياد برجي وعدد كبير من أهم الممثلين اللبنانيين، وتكشف عن تفاصيل دورها في العمل المرتقب وعن رأيها بنجمات الدراما، في حوار جريء تطبعه سينتيا بشفافيّتها المعتادة. لم تعرف سينتيا خليفة منذ سنّ السابعة عشرة هدنة حقيقية أو فترة استراحة طويلة. تستمر الممثلة الشابّة بمصارعة الحياة من أجل تحقيق أحلامها وتعتبر نفسها مناضلة حقيقية في مجال الفنّ من أجل رسم مشوار يشبه طموحاتها ويحقق لها الرضى الذاتي.
وتعترف: “وقفتُ أمام الكاميرا للمرة الأولى في سنّ الحادية عشرة عندما شاركت كطفلة في مسلسل “عبدو وعبدو” الكوميدي، وفي السابعة عشرة من عمري بدأت بتقديم البرامج، ثم انطلقتُ في مشواري التمثيلي وأعتبر أنني ناضلت كثيراً لأقدّم أعمالاً ترضيني كممثلة وتساهم في نموّي الذاتي والفنّي، فرفضت عروضاً كثيرة كان من الممكن أن تحقق لي تواجداً أكبر على حساب نوعيّة الدور ومضمونه، لأنني أردتُ أن أرسم طريقي كما أشتهيه وأعتقد أنّ كل شخص موهوب لا يستسلم للصعوبات التي يفرضها هذا المجال يمكنه أن يصل إلى ما يصبو إليه”.

بطولة ومسؤولية
وفي مجال تسوده المنافسات الشرسة والفرَص الضئيلة لذوي أصحاب الاختصاص وخرّيجي المعاهد التمثيلية، تُبدي سينتيا سعادتها ورهبتها في آن إزاء لعبها أحد أدوار البطولة في مسلسل “بلحظة” من كتابة نادين جابر وإخراج أسامة الحمد وإنتاج شركة “الصدى”.
وتقول في هذا الخصوص: “هذه بطولتي الأولى وأنا إنسانة حريصة جداً على عملي وأخاف عليه وسعيدة بما حقّقته إلى اليوم في سنّي. ولكن لا يمكنني أن أصف مدى الضغط الذي شعرت به عندما بدأنا تصوير “بلحظة” فقد كنتُ أشعر فعلاً بالمسؤولية وأنظر إلى الأمر على أنه استحقاق مهم بالنسبة لي في مشواري المهني”.
المسلسل الذي يقع في 60 حلقة سيُعرض الجزء الأوّل منه في رمضان على شاشة “الجديد”، والى جانب سينتيا يشارك في البطولة الممثلون كارمن لبّس وزياد برجي ويوسف حدّاد وروان طحطوح ونيكولا مزهر وإلسا زغيب ونتاشا شوفاني ومجدي مشموشي وهيام أبو شديد وفيفيان أنطونيوس وميّ سحاب ونيكولا مزهر ووسام سعد ونبيل عسّاف ورندة كعدي…

حب وحلم وسحر

وعن ثنائيّتها مع الفنان زياد برجي في العمل تقول: “هناك حب وغرام وعلاقة رائعة بين “نايا” الشخصية التي أؤدّيها و”سيف” الذي يؤدي دوره زياد. وقصة الحالمة هذه كتبتها نادين جابر بشكل ساحر، وأعتبر أنني سأقدّم من خلالها واحداً من أجمل الأدوار التي فيها حب ورومانسية، والأهم هو الانسجام الذي لمسته في ثنائيّتي مع زياد برجي، وهذه بالفعل نعمة على الممثلين لأنها تخدم الدور بشكل كبير فلا يمكن أداء دور حب من دون انسجام. وانا سعيدة بهذا التناغم بيني وبينه في تصوير المشاهد وعلى الـ” set”.
وعمّا سيميّز ثنائيّتها مع برجي عن سواها، تقول: “مقاربتنا للتمثيل شبيهة جداً فكلانا يعتمد على التمثيل التلقائي والعفوية، بلا مبالغة في الأداء حتى إننا نرتجل بعض الاشياء أثناء تصوير المشهد نفسه لنقدّم ما يخرج من قلبنا في تلك اللحظة. هي علاقة ستحمل المشاهد إلى الحلم وستشدّه إلى كل لحظة من لحظات المسلسل، وستجعل الكل يرغب بأن يختبر علاقة حب بهذا الجمال”.

سأبقى أبحث عن التنوّع
وعن دورها المثير للجدل في سباعية الخلخال التي عُرضت أخيراً على “الجديد”، تقول: “الناس تخلط بين الدراما والواقع وتصادفني مواقف كثيرة أُسأل فيها عن قساوتي في دور معيّن وكيف استطعت أن اقوم بهذا الفعل أو ذاك؟ وهذا دليل على تماهي الناس التام في الشخصية وقدرتي على إقناعهم، ولكن في الوقت نفسه أستغرب أن يتغيّر انطباعهم إزائي كإنسانة وإنهم لا يفصلون أحياناً بين الشخص الحقيقي والشخصية التي يرونها على الشاشة”.
وتعترف: “كنت غائبة عن الدراما اللبنانية منذ “أحمد وكريستينا” لأنني اعتذرتُ عن عروض لأدوار أكرّر نفسي فيها، أو أقلّ مستوى ممّا سبق وقدّمته. وعندما أتيح لي أداء دور مثير للجدل وقوي في “الخلخال” تشجعتُ وقبلتُ به. فما يهمني بالدرجة الاولى هو التنويع في الأدوار التي أؤديها ولا تهمني كثيراً المحافظة على انطباع واحد من الناس وهو أن يتعاطفوا معي ويحبّوني للعبي دور الفتاة الصالحة أو الضحية”.

مساحة الدور

وعمّا إذا كانت سترضى لاحقاً بأدوار ثانوية بعدما وصلت للبطولة النسائية؟ تعترف: “إستراتيجياً لا أعتقد أنّ هذا يجب أن يحصل أو من الجيد أن يحصل، ولكن بالنسبة لي لو كنت أؤمن من البداية بأدوار البطولة لما كنت انتظرت كل هذا الوقت وإذا أتيحت لي فرصة تقديم دور أعرف أنني سألمع فيه بسبب طريقة كتابته، لن تكون لديّ مشكلة في أدائه حتى وإن لم يكن بطولة. بالعكس أنا أريد أن أكسر هذه النظرية التي تلعب ضد الممثل، فلماذا نحصره دوماً في إطار محدَّد بينما هو وجد ليحلّق بكافة الأدوار. لذا لا أعتقد أنه ستكون لديّ مشكلة بأن آخذ أدواراً ليست بطولة مطلقة ولكن بالطبع ضمن إطار معيّن يبني على نجاحي ولا يظلمه”.
وعن رأيها بنجمات الدراما اليوم ونسبة الممثلات المحترفات بينهنّ، تقول: “ما من ممثلات بين بطلات الدراما بشكل عام وإنما هناك نجمات. ولكن طالما وصلن إلى النجومية فهنّ بالطبع يملكن عنصراً خاصاً وأنا أحترم ذلك، ولكن هل هنّ ممثلات أكاديميات؟ بالطبع لا، وهل يملكن التأهيل الأكاديمي ويتصرّفن في موقع التصوير بالشكل الاحترافي الذي تتصرف به ممثلة تعرف أصول المهنة؟ وهل وجهة نظرهنّ واحترامهنّ لهذه المهنة هي من منطلق أكاديمي؟ بالطبع لا”.
وعند سؤالها عمّن يشكّلن استثناءً، توضح: “بالطبع هناك ممثلات محترفات وصلن إلى البطولة النسائية الأولى، والمثال الأبرز اليوم هو ريتا حايك التي هي أكاديمية بامتياز وأنا أكنّ لها كل الاحترام”.

صداقة مع إيميه بين الحقيقة والشاشة
وعن مشاركتها في فيلم “زفافيان” الذي يُعرض حالياً في الصالات اللبنانية ويحصد أصداء واسعة، تقول: “أكثر ما حمّسني للمشاركة في هذا الفيلم هو طاقم الممثلين الذي يضمّ إيميه صيّاح التي هي صديقتي منذ زمن بعيد وقد بدأنا سوياً في مجال التلفزيون، وكنت أرغب بأن أعيش هذه الصداقة التي بيننا مجدداً على الشاشة، وقد ظهر مدى الانسجام بيننا، وتجمعني صداقة بكارلوس أيضاً، وأحبّ المخرجة كارولين ميلان كثيراً والممثلة كارلا بطرس والكاتب شكري أنيس فاخوري أيضاً.
وأعجبتُ بموضوع الفيلم وتسليطه الضوء على واقع الأرمن ضمن إطار كوميدي عميق المعالجة، وقد أحببتُ كثيراً الشخصية التي أدّيتها وهي تشبهني إلى حدّ بعيد”.

فيلم عالمي وبطولة عربية
وعن خبر مشاركتها في فيلم أميركي تكشف: “سأتحدّث باللغة الانكليزية وسنصوّره في دبي بمشاركة فريق عمل ضخم. وهو من إخراج Jac Mulder، ويتم التفاوض مع النجمة العالمية Emma Watson للمشاركة فيه، وأنا متحمّسة لذلك لأنها ستكون فرصة رائعة لي وآمل أن يتمّ التعاقد معها فما زال الأمر في مرحلة التفاوض”.
أمّا عن دورها في المسلسل العربي “سماء صغيرة”، فتقول: “تمّ تصوير المسلسل في تركيا وأنا اللبنانية الوحيدة المشاركة بين ممثلين من مختلف الجنسيات. فهناك ممثلون من تركيا، إيران، الإمارات، الكويت، العراق، وسوريا وغيرها.
وقد شكّل تجربة رائعة بالنسبة لي وأؤدّي فيه ثنائية مميَّزة مع الممثل سامر المصري، كما أننا نتشارك أداء أغنية في العمل. والتمثيل معه كان فعلاً مذهلاً، وهو بالطبع من الأسماء الكبيرة على الساحة التمثيلية وأترقّب هذا العمل بشوق والذي سيُعرض في شهر رمضان”.