Beirut weather 26.41 ° C 26 Jul 2025 - 01:25:11
تاريخ النشر August 16, 2023
A A A
ببيروت أغنية ديسكو-تيكنو-آراب بقالب اوركسترالي خفيف
الكاتب: تشارلي سميا

ينتقل المؤلف الموسيقي جاد الرحباني من جو الحزن واللوعة في أغنية شو بقي من لبنان إلى جو الإيجابية في أغنية ببيروت التي أعدّها للفنانة المتألقة نيللي معتوق. يبني جاد الرحباني سياق الأغنية بنهج تأليفي لبناني صرف خالقاً من النوتات إيقاع مركب ما بين الديسكو-تيكنو في بداية الأغنية عند المذهب, وإيقاع شعبي لبناني ما بين المطالع.

 

ألأوركسترا الخفيفة في التوزيع الموسيقي والذي يرتكز بشكل كبير على الوتريات, فهو من باب ما يليق بالأغنية من آلات ونظريات موسيقية متنوعة وليس من باب الركاكة والضعف. فهو دائماً ينطلق من الهدف المنشود للأغنية كأساس للبنية التأليفية الموسيقية والشعرية.

الجو الثلاثي للإيقاع يعكس التنوع الغنائي والفني للبنان الذي بات مركز للغزو الثقافي العالمي, فيعكس جاد الذي يصوّب أغنيته نحو الفرح والرقص والبهجة على اي نوع موسيقى كان في لبنان.

فلبنان كان جزء من فينيقيا جغرافيّاً المعروف شعبها بالرقص والفقش ولباس الأرجوان.

فهو ما يلبس يُذكر بهذا الواقع في بداية ألأغنيّة “كنا هيك ورح نبقى هيك”, لأن على الإنسان مكافحة الصعوبات في الحياة في الفرح, الرجاء والمحبة والفرح بدل التقوقع. لقد مرّ على لبنان الكثير واستمرّت الحياة. فالمؤلف يوجه رسالته بقالب من الصمود وعدم ترك الأرض.

 

تبدأ الأغنية في المذهب بإيقاع ديسكو-تيكنو مع تكنيك الغناء الكلاسيكي على هذا الإيقاع, ثم ترتفع سرعة الإيقاع بين الجمل ويبدأ الغناء بنفس واحد للجمل مرتكزاً على القفلات الأوبرالية عند نهاية كل جملة, وتستند الفنانة الموهوبة نيللي في قدرتها على إستخدام مسافات صوتها في الآداء وخاصة عند القفلات في آخر الجمل بنوتة واحدة.

الموسيقى لبنانية صرفة بطابع رحباني, فهو يقّدم نموذج متجدد للأغنية اللبنانية الشبابية والتي كان قد أطلقها والده موسيقار الأكوان الياس الرحباني بنفحة محاكية للعصر والعقل الشبابي, لكن جاد يحتفظ بإستقلاليته الموسيقية عن والده من حيث اللغة الموسيقية في التأليف والتوزيع.

جاد الياس الرحباني بتنوع موسيقاه ونماذجه الشعرية المختلفة منذ نعومة أظافره إلى اليوم, يُقدّم إبداعات فريدة ومتنوعة في أصعب الظروف في وطننا لبنان.

 

*تشارلي سميا: باحث وناقد وكاتب