Beirut weather 17.99 ° C
تاريخ النشر December 11, 2017
A A A
اين الاعتراضات حين يتجوّل سفراء الغرب في المناطق الحدودية
الكاتب: جهاد نافع - الديار

ما هي الرسائل التي تضمنتها جولة قائد حركة عصائب اهل الحق العراقية الشيخ قيس الخزعلي في الحدود اللبنانية – الفلسطينية؟
من هي الجهات التي استفزتها هذه الجولة؟ ولماذا اثارت هذه العاصفة لدى بعض المسؤولين والقوى السياسية اللبنانية؟
ثمة تساؤل لدى قيادات في قوى 8 آذار ومحور المقاومة عما اذا كانت هذه الجولة لقائد عصائب اهل الحق تندرج في اطار النأي بالنفس او هي خارج هذا السياق، باعتبار ان النأي بالنفس لا يعني النأي عن القضية المركزية فلسطين وما تحتاج اليه من وسائل دعم ومواجهة بخاصة ان المقولة الذهبية (الشعب والجيش والمقاومة) لا تزال قائمة الى حين تحرير اخر ذرة تراب مغتصبة.
ويرى احد القياديين في محور المقاومة ان المعترضين على زيارة قيس الخزعلي هم انفسهم اعترضوا على خطاب وزير خارجية لبنان جبران باسيل في مؤتمر وزراء الخارجية العرب يوم جاءت كلمته الاكثر قومية ووطنية من باقي الوزراء العرب وباعتراض هؤلاء على كلمة باسيل اسقطوا كل ادعاء تناول جولة الخزعلي ممن اعتبروها مساً بالسيادة الوطنية او خرقاً للقرارات الدولية وكأن القرارات الدولية استطاعت في تاريخها صون سيادة لبنان واستقراره واستقلاله».
حسب القيادي، ان لجولة الخزعلي اكثر من رسالة في هذه المرحلة المصيرية والمفصلية في تاريخ امتنا التي تتعرض لهجمة شرسة من المحور الاميركي – الاسرائيلي – الخليجي.
اولا – انها تأتي في لحظة اعلان ترامب القدس عاصمة للكيان الصهيوني الغاصب وما ترافق ذلك من تهديدات وما يحكى عن تحضيرات صهيونية لشن حرب على لبنان والمنطقة.
ثانيا – انها جولة تأتي بعد تكثيف الطيران الصهيوني طلعاته الجوية فوق لبنان وقصفه مواقع في سوريا … والطيران الصهيوني يسرح ويمرح في الاجواء اللبنانية.
ثالثا – تأتي عقب الخطاب المفصلي لامين عام حزب الله السيد حسن نصر الله حين قال ان العدو الصهيوني اذا فكر في شن حرب على لبنان فلن نكون وحدنا هذه المرة بل ستكون قوى المقاومة كلها الى جانبا من سوريا والعراق وايران وسوف تكون نهاية الكيان الصهيوني.
ويشير المصدر القيادي الى ان جولة الخزعلي هي رسالة للعدو الصهيوني واضحة وان عصائب اهل الحق التي قضت على داعش باتت متفرغة للمعركة القومية الكبرى لتحرير فلسطين وانها لن تدع لبنان المقاوم يواجه العدو الصهيوني وحيدا.
يستغرب القيادي تلك الاصوات المعترضة على جولة قائد عصائب اهل الحق في المنطقة الحدودية الجنوبية فيتساءل عن هذه الاصوات حين يتجول سفراء دول كبرى (الولايات المتحدة الاميركية وبريطانيا وغيرهما) في المناطق الحدودية من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال، بل ان بعض السفراء الاجانب والى اليوم يتوغلون في جولاتهم الحدودية الشمالية ويقفون فوق تلال عكار المطلة على الاراضي السورية بالمناظير يراقبون ويتابعون ادق التفاصيل ومنهم من جال لمرات عديدة في مطار القليعات في سهل عكار دون ان نسمع اعتراض احد.
ويذهب القيادي بعيدا في التساؤل عمن سمح للاميركيين بانشاء قاعدة عسكرية في حامات التي تهبط فيها طوافات عسكرية اسبوعية وماذا تفعل هذه الطوافات وما هي اهداف هذه القاعدة في حامات الشمالية التي انشئت بديلا عن القاعدة التي كانت الولايات المتحدة اقامتها في مطار القليعات او على شاطىء نهر البارد ثم استقر الرأي في حامات.
واين هي هذه الاصوات المعترضة حين يسرح الطيران الحربي الصهيوني يوميا في سماء الجنوب وصولا الى الشمال مسستبيحا الاجواء اللبنانية أم ان هذه الاستباحة لا تشكل خرقا للسيادة اللبنانية؟
في رأي القيادي ان جولة الخزعلي قد استفزت العدو الصهيوني وجعلته في حالة استنفار ومن المؤسف ان يتناغم بعض «السياديين اللبنانيين» مع هذا العدو في شجبه لجولة احد قادة المقاومة للعدو الصهيوني وللارهاب اذ لم تستفز الجولة الا انصار المحور الاميركي – الاسرائيلي ممن لا زالوا يؤمنون بأن العين لا تقاوم المخرز وان قوة لبنان في ضعفه في حين ان المقاومة وحدها التي تقود الى التحرير وان هذا المحور يحقق الانتصارات تلو الانتصارات بعد تدمير داعش الارهابية وبعد ان حقق المحور انتصارات ازعجت العدو الصهيوني وحلفاءه من عرب وغرب.
يعتقد القيادي ان المرحلة الراهنة هي مرحلة توحد قوى المقاومة في المشرق العربي
واشار الى ان العدو الصهيوني يدرك خطورة ما يحيط به من قوى مقاومة ولذلك يعمل على تحريك حلفائه وخلايا العمالة لارباك مسار المقاومة على خطى التحرير التي تؤكدها المعطيات الميدانية في سوريا والعراق وفي فلسطين المحتلة وفي قوى لبنان المقاومة لا سيما في ظل قيادة الجيش اللبناني التي حققت انتصارات باهرة على الارهاب وحددت بوضوح كامل الاستعداد لمواجهة اي عدوان على الارض اللبنانية من العدو الصهيوني لانه زمن الجيش اللبناني المحتضن شعبيا وضمن مقولة (جيش وشعب ومقاومة) وقد اكد الرئيس العماد عون على دور المقاومة في خطابه الاخير.