Beirut weather 24.65 ° C
تاريخ النشر May 11, 2024
A A A
الكل خاسر وليس فقط من يتلطّى خلف مسيحيته!
الكاتب: حسناء سعادة - موقع المرده

لا يختلف اثنان عن ان الوجود السوري بهذه الكثافة في لبنان له تداعيات امنية واجتماعية واقتصادية تطال كافة اللبنانيين وليس فقط المسيحيين الذين يحملون اليوم راية اعادة النازحين الى بلدهم، فيما منهم من كان الصوت الصارخ الاكثر ارتفاعاً حول ضرورة استقبال حتى الدواعش منهم اذ “لا داع للخوف من داعش” بحسب رئيس حزب القوات اللبنانية سمير جعجع الذي يعتبر النزوح السوري اليوم خطراً وجودياً، فهل استفاق الحكيم من حبه لداعش ولاحتضان النازحين واكتشف فجأة خطورة هذا النزوح ام ان هذا الملف بات للمتاجرة فقط لا غير؟.
بمزايدات شعبوية تحاول بعض الاحزاب المسيحية استمالة كل من يعارض هذا الوجود من المسيحيين، متناسية ان هذا الخطر هو في الاساس لبناني على كافة الاصعدة الامنية والاجتماعية والاقتصادية وان تداعياته تمتد على بلدات من اقصى الجنوب الى اقصى الشمال وليس فقط البلدات المسيحية التي ساهمت بتعزيز هذا الوجود اما لدعمها سقوط النظام السوري واما لاستفادة مادية.
ما لزوم تحويل ملف بهذه الدقة يحتاج الى تضافر وطني الى ملف طائفي بامتياز ما يدفع الى التساؤل هل لو كان النازحون السوريون باغلبيتهم من المسيحيين لكانت احتضنتهم الاحزاب المسيحية من دون خشية من تحويلهم من نازحين الى لاجئين؟.
فعلياً تجاوز عدد السوريين النازحين ثلث عدد سكان لبنان وتكاليف استضافتهم باتت كبيرة جداً على عاتق الدولة التي تهاونت في تنظيم وضعهم كما تهاونت مع موضوع دخولهم وخروجهم من الاراضي اللبنانية من دون ان ننسى ما تقوم به الدول المانحة لدعم بقائهم في لبنان لذا من الواجب ان تكون المعالجة وطنية وليست طائفية مع منع استغلال هذا الملف لتهديد السلم الاهلي وللمزايدات وتصفية الحسابات وتحويله الى ملف مذهبي وطائفي فيما هو ملف وطني بامتياز.
ويؤكد احد المتابعين لهذا الملف في دردشة خاصة لموقع المرده ان هناك فوضى في التعامل مع هذا الموضوع لاسيما من قبل بعض الاحزاب المسيحية حيث ان القوات اللبنانية لم تتقدم باي خطة للدولة من اجل معالجة هذا الملف، اما التيار الوطني الحر فهو لم يتناول هذا الموضوع طوال وجوده في السلطة نيابيا ووزاريا ورئاسة جمهورية، والحزبان اليوم تقاطعا على رفض هذا الوجود وكل من وجهة نظره وبدل ان يحولا هذا الملف الى ازمة وطنية جعلاه ازمة طائفية تهدد الوجود المسيحي.
ويضيف: المعالجة تبدأ باعادة النازحين الى المناطق الآمنة في سوريا، تنظيم وجودهم في لبنان ومنعهم من مزاجمة اللبناني على لقمة عيشه، حث الدول المانحة على تقديم المساعدات لهم في وطنهم.
في الختام يبقى السؤال الاهم والاخطر لماذا كل هذا الدعم للنازحين اهو لاغرائهم بهدف ابقائهم ام لغايات اخرى؟ وان كان الدعم انسانياً لماذا لا تدعم الدول المانحة المواطن اللبناني الذي يئن من الفقر والبطالة وعدم القدرة على الاستشفاء؟.
بالنهاية وضع لبنان والمنطقة مأزوم ويجابه مخاطر كبيرة ومنها النزوح السوري الذي ان لم تتم معالجته لسرعة وجدية سيكون الكل خاسر وليس فقط من يتلطى وراء مسيحيته.