Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر March 21, 2024
A A A
الامر غير مفاجىء… الاوجاع حقيقية ومؤلمة
الكاتب: حسنا سعادة - موقع المرده

في العشرين من اذار من كل سنة يصدر تقرير السعادة العالمي كاشفاً مؤشر الدول الاكثر سعادة في العالم والدول الاكثر تعاسة بين ١٤٣ دولة من دون ان يكشف الاسباب التي ادت الى سعادة شعوب وتعاسة اخرى.
ما يهمنا في الموضوع ان لبنان، في سلم السعادة، حل قبل المرتبة الاخيرة التي احتلتها افغانستان.
ما الذي يجعل الشعوب سعيدة؟ سؤال يُطرح والجواب عليه يُختصر بعبارة الشعور بالرضا والدعم الاجتماعي والثقة.
الخبر موجع ولكنه حقيقي اذ كيف لشعب ان يشعر بالسعادة وابسط حقوقه غير مصانة، ودائعه في المصارف مسروقة، يستجدي مواطنه الاصدقاء والاقرباء والسياسيين، اذا لا سمح الله، احتاج دخول مستشفى، الدواء باهظ الثمن وفي احيان كثيرة غير متوفر وعليه استعمال بديل البديل، حالات الفقر في ازدياد ومعها حالات التشليح والسرقة والقتل، حالات الانتحار حدث ولا حرج؟.
اين السعادة والرضى في رواتب الاساتذة والمتقاعدين والعسكريين والضباط وكل موظفي القطاعين العام والخاص، اين الاطباء والممرضين والمهندسين والمحامين والاساتذة والنابغين وغيرهم الم يغادروا الى حيث ربما لا يتمنون لكنهم مجبرون؟!

كيف لشعب الا يكون في اخر سلم السعادة وناسه تعيش على المهدئات وادوية الضغط والسكري ومرضاه يتسولون ادوية السرطان على انواعها؟.

الترتيب غير مفاجىء ففي قلوب معظم اهل البلد غصة وفي كل بيت وجع وان تنوعت حالاته، فهناك وجع تأمين الايجار وفواتير الكهرباء والمولدات والمياه والاقساط المدرسية واللائحة تطول، الى وجع الخوف مما ستحمله الايام المقبلة من مصاريف غير محسوبة، الى وجع تأمين المعيشة الكريمة ولو بالحد الادنى، ناهيك عن وجع غربة الابناء ليس لتأمين مستقبلهم فقط بل لاعالة اهلهم بعد ان كان الاهل هم المعيل وهذا اكبر وجع!…