Beirut weather 12.43 ° C
تاريخ النشر June 8, 2017
A A A
إحباط رئاسي مبكر
الكاتب: هشام ملحم - النهار

يتصرف الرئيس ترامب وكأنه يعيش محاصراً في البيت الابيض، عاجزاً عن تحقيق أي انجازات تشريعية، ومحبطاً في محاولاته انهاء التحقيقات المختلفة بالتدخل الروسي في الانتخابات واحتمال تورط حملته في هذا التدخل، الامر الذي دفعه الى محاولة اقناع قادة الاستخبارات بالتدخل لدى مدير مكتب التحقيقات الفيديرالي “الاف بي آي” جيمس كومي لوقف التحقيق في نشاطات مستشار الامن القومي مايكل فلين واتصالاته وعلاقاته بالمسؤولين الروس. وكل هذه المحاولات باءت بالفشل. وسوف يمثل اليوم الخميس جيمس كومي أمام لجنة الاستخبارات في مجلس الشيوخ للمرة الأولى منذ ان اقاله ترامب من منصبه الشهر الماضي. وفي الايام الأخيرة تركز اهتمام الاوساط السياسية والاعلامية والقضائية على شهادة كومي للاجابة عن السؤال المركزي: هل طلب منه الرئيس ترامب وقف التحقيق في علاقة مايكل فلين بروسيا؟

وحفلت كبرى الصحف الاميركية وغيرها من وسائل الاعلام في الاسابيع والايام الاخيرة بتسريبات منسوبة الى مسؤولين حاليين وسابقين ومصادر في الكونغرس تقول إن ترامب قد طلب من مدير الاستخبارات الوطنية دانيال كوتس، ان يتدخل لدى مدير “الاف بي آي” كومي، لاقناعه بوقف التحقيق في علاقات مايكل فلين بالمسؤولين الروس، وهو أمر رفضه كوتس. ولاحقاً طلب ترامب من كوتس خلال مكالمة هاتفية اصدار بيان ينفي فيه وجود أي أدلة على تنسيق بين حملته الانتخابية والحكومة الروسية. ومرة أخرى رفض كوتس الطلب. ولكن ترامب واصل الحاحه، وطلب من مدير وكالة الامن القومي الأميرال مايك روجرز اصدار بيان مماثل، لكن روجرز، مثله مثل كوتس، رفض طلب ترامب.

وكان ترامب قد طلب من كومي – قبل ان يقيله – وقف التحقيق، وهو أمر رفض كومي تنفيذه. وكشفت التسريبات ان قلق كومي من احتمال “استفراد” الرئيس ترامب إياه للضغط عليه، دفعه الى ان يطلب من وزير العدل جيف سيشنز، ألا يدعه وحده مع ترامب في البيت الابيض. واللافت ان قادة هذه الاجهزة كانوا يكتبون مذكرات بمضمون مكالماتهم ولقاءاتهم مع ترامب تقاسموها مع مساعديهم لحماية انفسهم.

وحتى قبل شهادات قادة أجهزة الاستخبارات في الكونغرس هذا الاسبوع، تجددت مقارنة وضع ترامب بوضع الرئيس ريتشارد نيكسون خلال فضيحة ووترغيت، وتحديداً ما اذا كان ترامب قد فعل ما فعله نيكسون، أي محاولة عرقلة تحقيق رسمي، أو ما يسمى قانوناً “عرقلة العدالة” وهو جرم جنائي، اذا ثبت في حال ترامب، قد يؤدي الى تقويض رئاسته.

خلال أقل من 150 يوماً في الحكم، أفلح ترامب في حرق جسوره مع الاعلام والقضاء وأجهزة الاستخبارات، وبعض قادة الكونغرس، واحراج كبار المسؤولين في حكومته، واغضاب الحلفاء التاريخيين لأميركا!