Beirut weather 13.54 ° C
تاريخ النشر May 13, 2018
A A A
%25 من طيّاري السعوديّة يتقنون الانجليزيّة ويتكلّمونها!
الكاتب: سركيس نعوم - النهار

علّق الباحث الأميركي نفسه، الذي أمضى سنوات في العمل مع وزير الدفاع جيمس ماتيس يوم كان ضابطاً كبيراً في “البنتاغون”، على قولي أن أخطاء بوش وأوباما وترامب أضعفت دور أميركا في المنطقة وسمحت لروسيا باستعادة موقع فيها من خلال سوريا، قال: “أميركا دور لا مرتزقة. أميركا قيم ديمقراطيّة وإنسانيّة وليست مجتمعاً استهلاكيّاً فقط. كلّما راحت أميركا إلى الانعزال تقع حرب كبيرة أو حروب فتضطرّ إلى الاشتراك فيها. عندما أقرّت أميركا “خطّة مارشال” لمساعدة أوروبا على النهوض بعد الحرب العالميّة الثانية في القرن الماضي لم يكن دافعها إنسانيّاً فقط. إذ كانت لها مصالح أيضاً من وراء ذلك. صعب جدّاً أن تعمل “جردة” أو ميزانيّة (Balance Sheet) تظهر فيها وبدقة المقابل الذي يمكن أن تحصل عليه أو حصلت عليه أميركا جرّاء خدماتها للعالم وتحديداً لأوروبا، أو “جردة” لما يمكن أن يُحقّقه لك الانعزال من مكاسب في الداخل”. علّقتُ: أنتم أي الأميركيّون في مرحلة دقيقة. ترامب في صراع مع المؤسّسات وإدارته مُهدّدة بل ولايته. إذا ربح خسرت أميركا داخلاً وخارجاً. وإذا خسر تربح. أملي أن يخسر وذلك مرجّح. هذا فضلاً عن المشكلة العنصريّة التي عانت منها الولايات المتحدة منذ نشوئها. منذ ستّينات القرن الماضي بدأ حلّها وخلال عقود خمسة انتهت بمعظمها رغم بقاء بعض الجذور لها في المجتمع الأميركي أو المجتمعات. وهذا أمر طبيعي. نرى الآن وبسبب ترامب وتغريداته بل مواقفه المتهوّرة إحياء ومن غير قصد ربّما للعنصريّة فهل تحتاج أميركا إلى حرب أهليّة أخرى كالّتي وقعت قبل مدّة طويلة؟ كما أنّه “فتح” مشكلة أخرى قد تكون عنصريّة مع المهاجرين الشرعيّين وغير الشرعيّين إلى بلاده من أميركا الوسطى والجنوبيّة ولا سيّما جارته المكسيك. تصوّر ماذا يمكن أن يحصل إذا وضع ترامب أميركا أمام خيار الفوضى السياسيّة ثم الأمنيّة وربّما العسكريّة. وتخيّل الإحراج الذي ستقع فيه المؤسّسة العسكريّة بل “المؤسّسة الأميركيّة” العميقة أي “الاستابليشمانت”. ردّ سائلاً ومُتجاهلاً تعليقي: “ماذا عن الشرق الأوسط ولا سيّما عن لبنان وانتخاباته النيابيّة المرتقبة (حصلت)”؟ شرحت في جوابي الوضع اللبناني الانتخابي والظروف الداخليّة والإقليميّة التي ساهمت في وضع قانون انتخاب جديد، وحلّلت احتمالات الربح والخسارة لكل الأفرقاء اللبنانيّين الأساسيّين والهامشيّين وللطوائف والمذاهب وللتيّارات والأحزاب الأساسيّة ومنها “حزب الله”. ثم تناولت العلاقة “العدائيّة” بين لبنان وإسرائيل الناجمة عن استمرارهما في حال حرب منذ 1948. ثم لفتّ إلى الخط الأحمر الذي وضعته إسرائيل والذي تعتبر أن خرقه يًعطيها المُبرّر لشنّها حرباً على لبنان أو لتنفيذها ضربة عسكريّة كبيرة جدّاً له ولـ”الحزب”. والخط هو إنشاء مصانع إيرانيّة لإنتاج الصواريخ الباليستيّة وغيرها على الأرض اللبنانيّة أو الانتهاء من إنشائها إذا كانت بدأت ذلك فعلاً. والمسؤولون الإسرائيليّون يؤكّدون وجود مصنع من هذا النوع قيد الإنشاء. علّق: “يقال أن “حزب الله” وإسرائيل لا يريدان الحرب الآن وإن كانا يستعدّان لها في صورة بالغة الجديّة. لكن ما قلته أنت عن “الخط الأحمر” صحيح. وإذا ضربت إسرائيل سوريا الجنوبيّة المُهمّة لها جدّاً، وإذا اشترك “الحزب” في الردّ عليها في لبنان فإن إسرائيل ستدمّر الأخير. أمّا إذا أحجم عن ذلك فإنّه يوفّر على لبنان ضربة قاصمة أو ربما قاضية”.

ماذا في جعبة مسؤول أميركي كبير سابق عمل على قضايا الشرق الأوسط ولا يزال مع مسؤوليّة أساسيّة له في مركز أبحاث مُهمّ داخل واشنطن؟

بدأ حديثه بالكلام عن الرئيس ترامب فقال: “بحث وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان مع الرئيس في موضوع اليمن. لكنّه لم يُقدّم له طلباً رسميّاً لإشراك الولايات المتحدة في حربه لحسمها في مواجهة إيران والحوثيّين الذين تدعمهم. أمّا وزير الدفاع ماتيس فقد استعدّ في أثناء التحضير للمباحثات معه للبحث في الجانب الإنساني في اليمن، مثل العدد الكبير من الضحايا المدنيّين للحرب، كما للبحث في الجانب الاحترافي العسكري الذي لم يلمس الخبراء الأميركيّون قوّته عند الجانب العسكري السعودي، وخصوصاً القوّات الجويّة في أثناء قصفها مواقع الحوثيّين حلفاء إيران. واستعد ماتيس أيضاً لبحث سياسي مع بن سلمان يتناول ضرورة التوصّل إلى تسوية سياسيّة للصراع في هذا البلد. هذه الأمور كلّها طرحت بين وليّ العهد ووزير الدفاع وكذلك بين الأخير وترامب”. أضاف: “في اليمن لا يمكن أن تربح حرباً بعمليات عسكريّة جويّة فقط. فكيف إذا كنت تفتقد إلى طيّارين يعرفون أو بالأحرى يتقنون اللغة الانكليزيّة والتحدّث فيها. هناك 25 في المئة فقط من طيّاري المملكة العربيّة السعوديّة أو من الذين يقودون طائراتها الحربيّة من غير مواطنيها يفهمون الانجليزيّة ويتكلّمونها. وهذا أمر ضروريّ لأن القوّات الأميركيّة الموجودة في تلك المنطقة تُعطيهم “إحداثيّات” بالانجليزيّة لكنّهم لا يفهمونها. وهناك ضرورة أيضاً أن يكون الطيّارون مُحترفين وغير خائفين. ومعظم الطيّارين يخافون التحليق على علو منخفض، وذلك حتمي لرؤية الهدف المحُدّد وإصابته، ويكتفون بإلقاء حمولاتهم من الصواريخ وما شابه من علوٍّ شاهق، فلا يصيبون الأهداف العسكريّة والميليشياويّة بل أهدافاً مدنية. في البوسنة مثلاً غشّ المقاتلون أيّام الحرب الطائرات الأميركيّة، إذ كانوا يختبئون في الغابات مع دباباتهم، ويمركزون واحدة مزيّفة منها في مكان مكشوف أو يستطيع الطيران الحربي اكتشافه وصبّ قذائف عليها. مجمل القول أن مجموع الدبابات التي دمّرتها أميركا في تلك الحرب راوح عددها بين 11 و28”.