Beirut weather 17.43 ° C
تاريخ النشر September 23, 2022
A A A
المطران سويف في قداس لراحة نفس ريا الشدياق: تأثرت بموقف الأب الشجاع

أقيم في باحة مزار القديسة ماريا غوريتّي في بلدة مزيارة في قضاء زغرتا، قداس احتفالي لمناسبة نقل رفات ريّا فرنسوا الشدياق الى المزار، لتبدأ معها ثلاثية احتفالات تنتهي في ٢٤ أيلول الجاري مع تدشين أوّل مزار للقديسة الشهيدة ماريا غوريتّي في لبنان والشرق، برعاية وحضور البطريرك الماروني الكاردينال مار بشارة بطرس الراعي.
وكانت الشدياق قد قضت في اعتداء عليها في منزلها في مزيارة، وأقيم المزار الذي يدشن غدا تخليدا لذكرها.
ترأس القداس لراحة نفسها وفي الذكرى الخامسة على استشهادها، رئيس اساقفة ابرشية طرابلس المارونية المطران يوسف سويف.
بداية القداس، تحدث فرنسوا الشدياق والد ريّا باسم العائلة فقال: “اشتقت إليك يا ابنتي. مضت خمس سنوات وانت بعيدة عنا، لكن انت معنا في كل يوم، وفي كل يوم نتحدث اليك، ونراك. منذ خمس سنوات استشهدتِ في بيتك، تعذبتِ كثيرًا، وكانت أياما صعبة جدا، لكن انظري ماذا اثمر هذا العذاب، لقد اثمر مزارا للمؤمنين.
نحن ابناء الكنيسة لا نحب الظلم ولا الإجرام، وإنّ من ظلمك نحن سامحناه، وربنا هو من يحاسبه، انك اليوم في مكان افضل بكثير مما نحن فيه. وجعك اثمر مزارا على اسم ماريا غوريتّي، وهو اول مزار في الشرق الاوسط، على اسم هذه الفتاة القديسة التي استشهدتْ كما انت استشهدتِ، “نيال السما فيك مع القديسين”.
بعد الانجيل المقدس ألقى المطران سويف عظة قال فيها: “في هذا المساء المبارك، نرفع سويا آيات التسبيح والحمد للمسيح يسوع مخلصنا وفادينا، على هذا الوقت المقدس الذي نعيشه، على مستوى لقائنا حول عائلة فرنسوا الشدياق وكل افراد العائلة، ونحن اليوم اتينا كي نكون معكم بعد خمس سنوات على هذه الفاجعة الكبرى التي حلت بالبيت وعلى مستوى المنطقة والوطن. جئنا حتى نكون الى جانبكم بصلاتنا ونتضامن معكم بمحبتنا، وهذا اختباري منذ ان اتيت الى الابرشية، وتعرفت على هذا الحدث المؤلم الموجع. جئنا كي نتحدث فإذا بنا صامتين، امام كلمة الوالد وموقفه الشجاع والبطولي الذي انعم عليكم الرب فيه.
جئنا كي نقف الى جانبكم، كي نعزيكم، فوجدنا ان ريّا سبقتنا بصلاتها امام عرش الرب عرش الحمل وهي ترافقكم بصلاتها وهي تقويكم ولا زالت، وكل هذه الجماعة التي اجتمعت اليوم من كل اقطار العام وكل من تعرف على هذا الحدث وترك فيه اثرا كبيرا. انا عندما تعرفت اليكم تأثرت كثيرا بهذا الوجع والالم الكبيرين اللذين كانت ريا تعيشهما، وتاثرت اكثر بموقف الاب الشجاع عندما قال “انا اغفر وانا اسامح “هذه كلمات ليست عادية انما هي كلمات يسوع من اعلى الصليب، “اغفر لهم يا ابتاه لأنهم لا يدرون ماذا يفعلون”.
وختم: “اشكر الرب على هذا الحدث اليوم، وكما قال والد ريا “إنك في مكان اجمل من هنا”. لماذا لأن المسيح حوّل هذا الجرح الى حياة وتجدد، والى قيامة وفعل ايمان. ساعدنا يا رب كي نكتشف تصميمك وارادتك من خلال ريّا واستشهادها وكل التضحيات التي عاشتها امام صليبك الظافر وامام مذبحك الغافر”.