Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر June 30, 2022
A A A
دير سيدة الناطور: كل قضايا الإنسان لا تحلّ إلا بالتفاهم

​صدر عن دير سيدة الناطور بيان جاء فيه:
​في البداية لا أريد أن أكون محامي الدّفاع عن أحقية الدير بإنشاء سياج من جهة ولا المناهض لصناعة الملح التي تعتبر الأقدم والواجب الحفاظ عليها بما تبقى من إرث و حضارة في وطنٍ ضاعت هويته واندثر إرثه!
​لا ليس صحيحاً أن سيدة الناطور في قفص ولا الملاحين سوف يودّعون ملاحّاتهم! لكن أريد أن أوضح أنه ما ورد في المقال هو التالي: وضع السياج في النقطة الأضيق لمساحة الدير هذا حق مكتسب أن يكون له حرمة تحفظ الساكنين فيه من جهة ومحيطه من جهة أخرى خاصة بعد إزالة نقطة الجيش. الدير يريد أن يستعيد بيئته خاصة في الظروف الراهنة أقلّه إمكانية زرع بعض الأشجار المثمرة من زيتون أو الخرنوب أو بعض الحمضيات والخضار الموسمية هذا حقه لكي يكون له إكتفاء ولو جزئي في ظروف كلنا نعرف تداعياتها على مستوى الوطن بشكلً عام!
​هذا ما نريد أن نقوله مرة وللتاريخ، الدير سوف يحافظ على إرثه الروحي كمنارة لقاصديه، هو ليس مكان سياحي بسبب موقعه المميز وحسب، إنما هو مركز روحي إذ هو مكان للصلاة والتوحد وبابه مفتوح لمن أنهكته متاعب الدنيا! هذا من جهة، من جهة أخرى الدير لم يمنع الملاحين من دخولهم إلى مكان أرزاقهم، لا ليس هذا بالصحيح لكن الدير منع التنزه ضمن أراضيه بما فيه ضمن السياج كان أم خارجه، وكلنا نعرف عدم انضباط شعبنا الذي رأيناه على مدى عقود…!
​ أدعو الجميع التريّث وضبط النفس في ظروف أقل ما توصف بالمصيرية والبلد في إنهيار وشعبنا يرزح، لا يا أحبائي لا يجب إثارة موضوع كهذا ونشره خاصة قبل أن يسأل المعنيين من الطّرفين. كلّنا وأعني الكلّ تحت حماية العذراء مريم صاحبة الدير الأولى، هي خير شفيعة، الجميع واجبهم احترام قدسية المكان وتاريخه، وندعو الجميع إلى التفاهم في زمن أقل ما يمكن القول فيه أنه ما عاد للإنسان فيه من قيمة. الدير يقطنه راهبات، فالكل واجبهم حمايتهم كإخوة لهم في نقطة كلنا نعرفها مدى حساسيتها! كل قضايا الإنسان لا تحلّ إلا بالتفاهم، ليس أي أحد من الطرفين لديه سوء نية لا سمح الله، لكن لكل واحد منه يرى مصلحته من زاويته فواجبنا تقريب وجهات النظر والإضاءة عليها حتى نتوصّل إلى حلّ! إشارة أخيرة وللمعلومات أن الدير لا يستفيد مباشرة من الملاحات، إنما يساعد الملاحين بشراء الملح ثم يعود بيعه من جديد في الدير كبركة من أراضيه والسلام!