Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 22, 2021
A A A
السيد نصرالله: اذ كان العدو يظن انه يتصرف في المنطقة المتنازع عليها كما يشاء فهو مخطئ

أكد الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، أن المقاومة عندما تجد أن نفط وغاز لبنان في دائرة الخطر ولو في المنطقة المتنازع عليها مع العدو الصهيوني ستتصرف على هذا الأساس، داعيًا إلى تحمل المسؤولية تجاه فلسطين المحتلة، وإلى رفع الحصار وإيقاف العدوان على اليمن، مؤكداً ضرورة تعزيز الوحدة الإسلامية لأن الانتصار يكون عندما نتعاون.

كلام السيد نصرالله جاء خلال الاحتفال الذي أقامه حزب الله في الضاحية الجنوبية لبيروت، بمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف وأسبوع الوحدة الإسلامية، بحضور دبلوماسي وسياسي واجتماعي حاشد في باحة عاشوراء بمنطقة الحدث.

وفي حديثه عن آخر التطورات، أشار السيد نصرالله إلى أنه عندما نحيي ذكرى رسول الله، فإن أول ملف يظهر أمامنا كأتباع للنبي هو ملف فلسطين، في فلسطين شعب يضطهد ويعاني من الحصار وملفات إنسانية ضاغطة، منها ملف الأسرى والمهجرين داخل وخارج فلسطين وهناك أرض محتلة ومقدسات منتهكة، لافًتأ إلى أنه لا يستطيع أي إنسان حرّ أن يقول أنه غير معني بملف فلسطين، هذه أرض محتلة وشعب مظلوم ومقدسات منتهكة وعدو يشكل تهديدا للأمة، يجب أن نتحمل المسؤولية تجاه فلسطين.

الأمين العام لحزب الله اعتبر أن من أهم وسائل الصمود في فلسطين اليوم هو أن من لديه مال ويستطيع أن يقدم المال يجب عليه أن يقدم هذا المال، وأن موقف التأييد والمساندة أمر واجب أيضًا أما السكوت فهو أمر غير جائز.

ولفت إلى أن أميركا وبعض الأنظمة العربية تريد من شعوبنا العربية والإسلامية حتى هذا البغض والإنكار القلبي يريدون أن يقضوا عليه ويزيلوه من خلال التطبيع، ويريدون لنا أن نحب “إسرائيل” وننظم فيها الشعر، متسائلًا “أليس هذا ما يجري في عالمنا الإسلامي؟”.

وتابع قائلًا “عندما نرى علماء البحرين يصدرون بيانات استنكار وتنديد بما تقوم به السلطات من تطبيع وفتح سفارات، وقبل أيام شاهدنا شباب البحرين يخرجون إلى الشارع رفضا لزيارة وزير خارجية العدو.. عندما يصر اليمنيون على التظاهر لأجل فلسطين، هذا تعبير عن التزام بالواجب والمسؤولية”.

كما لفت إلى أن مؤتمر التطبيع في أربيل كان جسّ نبض، وأنه لو تم السكوت عنه لاستببع بمؤتمرات مماثلة، ولكان العراق دخل في التطبيع مع الصهاينة.

السيد نصر الله ذكّر أنه “منذ البدايات أخذنا موقفًا في ملف اليمن وقلنا هذا شعب مظلوم ومعتدى عليه”، مشيرًا إلى أن مجلس الأمن والمجتمع الدولي يتحدث عن إرادة الشعوب، وقبل أيام رأينا بالمدن الكبرى والمحافظات اليمنية مظاهرات ضخمة جدًا وهؤلاء موقف وإرادة شعبية، متسائلًا، ألا يجب أن تحترم هذه الإرادة؟

ودعا لوقف إطلاق النار في اليمن، معتبرًا أن بقاء الحصار يعني بقاء الحرب، وأنه على المجتمع الدولي بدل إدانة الضحية في هذا البلد الاستماع للإرادة الشعبية وإنهاء الحرب والحصار.

وأسف لما جنته “داعش” باسم النبي محمد وقال نصرالله: “كثير من هذا العالم ساكتون والأميركيون يقولون نحن صنعنا “داعش” ونستخدمها لتدمير الدول وتمزيق الشعوب وهناك من لا يريدون أن يسمعوا”.
وشدد على أنه من أوجب الواجبات دفاعًا عن اسم رسول الله أن يقف علماء ونخب المسلمين وعموم الناس بمواجه هذه الجماعة المتوحشة الارهابية والقاتلة، التي تقدم أسوأ صورة عن الإسلام والنبي محمد، مشيرًا إلى أنه من الغريب والعجيب سكوت البعض على الجرائم الوحشية لهذا التنظيم.

وحول ملف الوحدة الإسلامية، اعتبر أن المقصود هنا التعاون بين المسلمين والتقارب بينهم والتعاضد والتناصر والتكامل على قاعدة وتعاونوا على البر والتقوى وتجنب التقاتل والصراع والسلبية.

وأشار إلى أن المقاومة في لبنان انتصرت بهذا التعاون والتعاضد، والمقاومة في فلسطين تنصتر عندما تتوحد داخل وخارج فلسطين مع محور المقاومة، مضيفًا “عندما نتعاون ننتصر وعندما نتنازع نفشل وعدونا يريدنا دائما أن نتنازع ونتخاصم”.
كما شدد على أنه من أعظم المسؤوليات على المسلمين اليوم أن يمنعوا ويحولوا دون أي عمل يؤدي الى الفتنة والتمزق والتباعد، رغم كل مؤامرات الأعداء ورغم الحقد الموجود.

في ملف جريمة الطيونة، اكتفى نصرالله بما قاله الاثنين، مؤكدًا “أننا جميعا نتايع التحقيق الجاد والدقيق والشجاع والأمور بخواتيمها، ويجب أن تستمر الإدانة السياسية والشعبية والإعلامية للذين قتلوا واعتدوا وكادوا أن يجروا البلد إلى الفتنة والحرب الأهلية”، مجددًا الإشادة بوعي وبصيرة وحكمة عوائل الشهداء المظلومين الذين سيستمرون على هذا الموقف.

وفي موضوع الحدود البحرية، قال: “إذا كان العدو يظن أنه يتصرف كما يشاء في المنطقة المتنازع عليها هو مشتبه ومخطئ، وبالتأكيد المقاومة في لبنان في الوقت واللحظة المناسبة عندما تجد أن نفط وغاز لبنان في دائرة الخطر ولو في المنطقة المتنازع عليها ستتصرف على هذا الأساس، وهي قادرة ان تتصرف على هذا الأساس.

وحول المفاوضات مع صندوق النقد الدولي قال “لا مشكلة لدينا في أصل التفاوض ونأمل أن يكون للبنان وفد موحد حقيقي وأن يناقش من منطلق المسؤولية والمصلحة لا من منطلق تلقي الإملاءات”.

وذكّر “بضرورة إطلاق البطاقة التمويلية في أقرب وقت والموافقة على ما يطالب به الموظفون برفع بدل النقل واحياء النقل العام المشترك”، كما ذكّر”حتى الأغنياء أنهم مسؤولون تجاه الناس الذين يعانون تحت خط الفقر”، مذكّرا “التجار أن يخافوا الله في الناس فلا يحتكروا ويرفعوا الأسعار وأن هناك خيارات متاحة لكنها بحاجة إلى الشجاعة في القرار على المستوى الرسمي والشعبي”.

وختم بالقول “في المقاومة نواصل الجهاد والعمل الدؤوب ونستجيب لنداء الله ورسوله بتحرير الأرض والمقدسات، ونتابع بحكمة وحزم كل الخطوات لمنع الاقتتال الداخلي ونحافظ على السلم الأهلي والتعاون لإخراج بلدنا من الشدائد والأزمات.