Beirut weather 26.88 ° C
تاريخ النشر October 17, 2021
A A A
ماذا ورد في مقدمات نشرات الأخبار المسائية؟

 

* مقدمة نشرة أخبار “تلفزيون لبنان”
بعد القنص بالرصاص في الطيونة في يوم أسود جديد في تاريخ الحروب اللبنانية دون أي اتعاظ، قنص كلامي وتراشق بمختلف الاتجاهات، لكن الثابت حتى الساعة أن التحقيقات بأحداث الخميس في عهدة الأجهزة المختصة، والثابت أن لا تراجع عن موقف الثنائي “أمل”- “حزب الله” تجاه القاضي طارق البيطار.
والأنظار تتجه الى يوم الثلاثاء حيث يجتمع مجلس القضاء الأعلى مع القاضي البيطار، للاستماع إلى رأيه حول مسار التحقيق في جريمة انفجار مرفأ بيروت، وفي وقت يتم التداول بفكرة تقضي بتقديم اقتراح قانون معجل مكرر لإنشاء هيئة اتهامية عدلية استثنائية في جلسة مجلس النواب المقررة في اليوم نفسه، ليكون من ضمن إختصاصها النظر في قرارات المحقق العدلي.
أما الثابت أيضا بل المؤكد، هو أن موقف رئيس مجلس الوزراء نجيب ميقاتي وبحسب مصادر حكومية لتلفزيون لبنان، لم يتغير منذ اليوم الأول، لأنه ببساطة لا يمكن للحكومة التدخل في عمل القضاء، وقد أكدت المصادر الحكومية لتلفزيون لبنان أن الرئيس ميقاتي لا يمكن أن يسجل على نفسه سابقة من هذا النوع.
وبانتظار نزع الألغام من أمام استئناف عمل جلسات الحكومة التي من المرجح أن تلتئم مجددا نهاية الاسبوع الطالع، وقبل الوقوف على ما سيقوله أمين عام “حزب الله” السيد حسن نصرالله مساء الغد، دعا رئيس مجلس النواب نبيه بري لمناسبة ذكرى المولد النبوي الشريف الى استخلاص الدروس والعبر، والسير بهدي المناسبة عدلا ومساواة بين الناس وإحقاقا للحق، فيما كانت دعوة للبطريرك الماروني لتحرير القضاء ودعم استقلاليته.
وقبل الدخول في قراءة قانونية لمسار قضية القاضي بيطار، نشير الى أنه في مثل هذا اليوم، وقبل سنتين انطلقت ثورة السابع عشر من تشرين الأول العام 2019.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أن بي أن”
في أجواء ذكرى المولد النبوي الشريف خير العزاء والتهنئة في آن، حيث تتعانق مواعيد الشهادة مع الولادة.
من صلب هذه المواعيد خير التعزية والتبريك للبنانيين والمسلمين ولكل الشهداء من المرفأ إلى الأقمار السبعة الذين سقطوا صبيحة الخميس الأسود، غيلة وغدرا وقنصا يكون – وفق ما أعلن الرئيس نبيه بري – بأن نستلهم من الذكرى الشريفة الدروس والعبر ونسير بهديها عدلا ومساواة بين الناس وإحقاقا للحق.
قضية استشهاد هؤلاء الأقمار السبعة الذين سقطوا في الطيونة لم تمح مشاهدها الحزينة والكئيبة، وجرح الخميس الأسود لن يبرد قبل ملاحقة ومحاسبة الجناة والمدبرين والمحرضين، وهم معروفون بالإسم والعنوان وبالجعجعة التي تفضح أصحابها.
هؤلاء يرتكبون جريمتهم السوداء ويستثمرون بوقاحة في مسلسل الدم… من المرفأ إلى الطيونة. هؤلاء يتراقصون فرحا على دماء الأبرياء… هذا هو ديدنهم اليوم كما بالأمس القريب والبعيد. يتخيلون بطولات هي وهمية… ويقومون بعراضات في السياسة والإعلام… ولا يتورعون عن التطاول على دماء شهداء الغدر الزاكية. سيلعنهم التاريخ… وسيكبر أولياء الدم الذين لن ينجروا إلى حرب أهلية أو صدام بل سيطفئون الفتنة بدماء أبنائهم حفاظا على السلم الأهلي لكنهم لن يسمحوا بأن تذهب هذه الدماء الطاهرة هدرا فحذار الفهم الخاطىء للمنابر الواعية والحكيمة فكظم الغيظ ووأد الفتنة لا يعنيان السكوت على الظلم والعدوان.
هذه الثوابت رددها مسؤولون في الثنائي الوطني على مدى الأيام القليلة الماضية وكرروها اليوم. فالمعاون السياسي للرئيس بري النائب علي حسن خليل قال إن “إخواننا المسيحيين هم أهلنا وفي عيوننا ونعرف غريمنا في هذه المجزرة، ولن نقبل إلا بمنطق المحاسبة”. وفي السياق نفسه قال رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد: “مشكلتنا مع جماعة القناصين (حسابو لحالو) ودم أهلنا ليس حبرا”.
على أي حال تواصل مديرية المخابرات في الجيش تحقيقاتها مع الموقوفين الذين ارتفع عددهم إلى عشرين.
أما تسريب فيديوهات عن إطلاق جندي النار باتجاه المتظاهرين يوم الخميس فلا يضيع اسم القاتل والمحرض والمجرم الأول الذي تباهى بما اقترفت يداه، فهل في هذا التسريب محاولة- ولو يائسة- لإحداث فجوة بين الجيش وأولياء الدم؟ّ.
****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “المنار”
حتى لا يتمادى المجرمون في إجرامهم، وكي تكف بنادقهم عن اغتيال الإنسان في ساحات المناداة بالحرية والكرامة والعدالة، وكي تمنع خناجر مريدي الموت عن طعن الوطن وشرفائه، لا بد من الحساب.. حساب من المفترض أن يصدر عن الدولة، عن أجهزتها، عن قضائها ومؤسساتها..
حساب يصر عليه أهالي الشهداء والجرحى وكل مألوم مما اقترفته قوات الغدر، قوات الظلام، قوات الأيام السوداء قوات الفتنة، وقوات الإجرام: ألقاب لصيقة بحزب لم تغسل السنوات وجهه الإجرامي، فلم يخلع بزته الحربية بل جاء هذه المرة مدججا بعيارات أثقل من الحقد والإصرار على إراقة الدم، ومن ثم التباهي بما ارتكب لأن الثمن كبير والدور المرصود له عظيم وعروض الكفيل الأميركي لا ترد ودونها إشعال لبنان وتفتيته..
إنهم مرتزقة الخارج، كما وصفهم رئيس “كتلة الوفاء للمقاومة” النائب محمد رعد، وهم أصحاب الضغينة وخيار التآمر على لبنان يبيعون دم اللبنانيين برصاص قناصيهم ليقولوا لمستخدميهم نحن حصانكم الذي يمكنكم أن تراهنوا عليه.. أما المقاومة فكان سبيلها الوعي والتصميم والحرص على التفاهم مع أكبر مكون مسيحي في لبنان لحفظ السلم الأهلي، وقطع الطريق على أي تفكير بالفتنة الداخلية، أكد النائب رعد..
في المشهد، ليس صدفة أن تصل ترددات تباهي المجرمين بمجزرة الطيونة الى تل أبيب وعواصم التطبيع، وليس صدفة أن يسمع نفتالي بينيت يردد العبارات نفسها التي يسمعها اللبنانيون في ساحات التخوين المستثمرة لأوجاعهم وهمومهم من ألسنة عدوانية تخريبية، وفي العروض الإعلامية المكشوفة أثمانا وأهدافا وتضليلا..
إنها الحقيقة التي حفظها العاقلون عن ظهر قلب: مرتكبو المجازر هم جنود الفتنة وضباطها الذي يحنون الى أيام الدم والترهيب والحواجز والبنادق والغدر، والخائضون في مستنقع الحرب يشتاقون دوما الى رائحتها وسمومها، فلا يعلو لديهم في الوطن مصلحة فوق مصلحتهم، ولا يدعون لأحد نجاحا في محاولة الالتقاء والحوار..
وحدها التفاهمات العابرة للبنان تدوم وتحمي، وغير ذلك لم يثبت في التاريخ أبدا أنه كان منجيا من الخراب، وأما حين يقول المجرم للمسيحيين في لبنان انه منقذهم، فعليهم الحذر من بحر الدماء الذي يحضره لهم..
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أو تي في”
أمس ذكرى 13 تشرين. واليوم ذاكرة 17 تشرين.
ذكرى 13 تشرين محطة سنوية منذ 31 عاما، يستذكر فيها اللبنانيون شهداء الجيش اللبناني والشهداء المدنيين وجميع الذين اصيبوا وضحوا من أجل بقاء لبنان. غير أن أهم ما في ذكرى 13 تشرين أنها لم تكن يوما مناسبة للبكاء على الأطلال، بل محطة لتجديد النضال، وانها لم تكن أبدا منصة لشتيمة، بل لقول الحقيقة الكاملة مهما جرحت.
أما ذاكرة 17 تشرين، فتختزن عند اللبنانيين لحظات كان ملؤها الامل، مقابل أيام وأشهر حولها المتسلقون من أنصار المنظومة، ثقيلة ملؤها الفشل.
فالثورة كثورة ستبقى ضرورة، أما الثورة كشتيمة فستبقى مرفوضة. وإذا كانت الثورة الإيجابية والبناءة مطلوبة، فالثورة الهدامة مؤذية، والثورة التي لا تطرح بديلا واضحا ولا تفرز قيادة او قيادات… مدمرة، والنتيجة خير دليل.
فبماذا تكون الثورة نفعت إذا كان معظم اللبنانيين اليوم يترحمون على المرحلة التي سبقتها، مهما كانت سيئاتها؟. سؤال يستحق التفكير، ولا سيما لناحية الفرص الضائعة، وأولها عدم الاستجابة لنداء رئيس الجمهورية في أول أيام الانتفاضة او الحراك، لأن وضع اليد في يده في تلك المرحلة كان يمكن أن يحقق الكثير.
في كل الاحوال، بين الذكرى والذاكرة محطات كثيرة وعبر كثيفة. أما المطلوب اليوم، فالتطلع الى المستقبل، والاتعاظ من دروس الماضي القريب قبل البعيد.
******************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أم تي في”
الأسبوع الطالع هو أسبوع المفترقات الصعبة والتقاطعات الخطرة والقرارات المصيرية. بدءا من الاثنين، إما يمهد السيد حسن نصرالله في إطلالته المسائية لتثبيت مفهوم الدولة أو يمأسس مفهوم الدويلة، فيحيي دورية الجولات القتالية والهدنات الهشة وما بينها من فترات لا استقرار تدفع لبنان الى التفكك والانهيار، ولنا في ما حصل في الأعوام والفترات التي سبقت العام 1975، أكثر من مثل أسود ترتعد منه الذاكرة وتقشعر له الأبدان.
لكن ما لا يشجع على تكبير الرهان على إيجابية تصب في مصلحة الخير العام، أن الخطاب الذي سبق حوادث 14 تشرين في الطيونة- عين الرمانة، والنفخ في جمر التحريض على القضاء والدولة والبشر، لم يرتدع ولم تهزه الدماء التي سالت ولا تهديد الاستقرار، بل هو الى تصاعد وتصعيد.
والغاية من التوتير ضرب ثلاثة أهداف: الأول، القضاء من خلال نسف التحقيق في تفجير المرفأ. الثاني القضاء على القوات كعقبة وحيدة في وجه مشاريعه الناسفة للطائف كدستور راع للعيش الواحد المتساوي بين اللبنانيين. الثالث، الدولة لإرساء قواعد دولته بمفاهيمها التي باتت معروفة وشهدنا بيارقها الخفاقة الخميس.
أسبوع المفترقات المصيرية استحقاق تاريخي على أهل الدولة أيضا، إما يذهبون الى المزيد من التراخي أمام الدويلة أو يثورون لشعبهم وقسمهم وشرفهم ودستورهم ودولتهم فيستخدمون صلاحياتهم وهي كثيرة، وقد رأينا أنها كذلك زمن التعطيل.
والمطلوب من المنظومة وقفة مؤسساتية تحمي القضاء فلا يتم سفح القاضي بيطار كما يجري التخطيط في الكواليس استرضاء ل “حزب الله”، من خلال اختراع هيئة اتهامية لاستئناف قراراته بما يسقط مذكرات التوقيف التي أصدرها أو سيصدرها، ويدفعه الى الدوران في حلقة مفرغة أو يتخلى.
كذلك يتعين على المنظومة حماية الجيش بدلا من الاحتماء به، والخطوتان تعززان السلم الأهلي ولا تهددانه، كما يهدد ويلوح المهددون وليس آخرهم النائب محمد رعد. نعم، إذا تخاذلت المنظومة، عندها تكون تستدرج الحرب والفوضى والأمن الذاتي، وتضرب الاستقرار وتستدعي تخلي دول العالم عنا وحجب المساعدات.
في اختصار، وبعكس ما خير جبران باسيل اللبنانيين أمس بين اتفاق مار مخايل أو الحرب، فإن بين المنزلتين مشاعات ومساحات شاسعة محتلة، إذا حررناها نبني دولة مستقرة حضارية مزدهرة. بمعنى آخر، في مقابل 13 تشرين هناك 17 تشرين وهذا يضع جزءا كبيرا من المسؤولية على كتف المجموعات التي انتفضت على المنظومة، من دون أن ترسي نظامها، وقد احتفلت اليوم بخجل بمرور سنتين على ثورتها الاعتراضية المباركة، والتي لم تنجح في تثمير مفاعيلها وهي كثيرة.
خلاصة، لإنقاذ لبنان من الضياع، سلاح سحري اسمه الانتخابات، إسعوا إليه أيها اللبنانيون لكن أحسنوا الاختيار “وما ترجعو تنتخبون هني ذاتن”.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “أل بي سي آي”
في مثل هذا اليوم من العام 2019، انطلقت ثورة 17 تشرين، في لحظة مفصلية، رأى فيها البعض أجمل ما عرفته الحياة السياسية اللبنانية.
بعد عامين على الثورة، التي بدت الشوارع التي احتضنتها هزيلة اليوم، يمكن طرح ألف سؤال عن نجاح الثورة، وعن مدى خرقها من قبل الأحزاب التي حاولت تفريغ قيمها، وعن مستقبل أحزاب الثورة وقدرتها على التوحد لخوض أشرس انتخابات تشريعية في آذار المقبل.
ولكن لا يمكن عدم الاعتراف بأن هذه الثورة ولدت ومعها حلمان: حلم بناء الدولة الذي لا يمكن أن يخفت. وحلم كسر حاجز الخوف من الزعيم، الذي تحول بفعل تحد، من ملك الشارع، الى مجرد شخص لا يجرؤ على التنقل بين مواطنيه.
نجحت الثورة في تثبيت الحلمين، لكن طريقها طويل كطريق أي قضية حق، ومن يقيس نسب نجاحها بعدد الأيام مخطىء، فهي وضعت حجر الأساس لبناء معقد، قد يحتاج لأجيال حتى تحقيق الحلم.
في طريق الوصول الى الدولة، مطبات قاسية: اقتصادية ومالية وسياسية وأمنية. وكل مطب يكاد يقطع نفس اللبنانيين، تماما كما حصل في الطيونة. فما حصل هناك، وضع كل لبنان في وضع صعب جدا جدا، يلخص كالتالي:
فريق “أمل”- “حزب الله” الذي طالب بتنحية القاضي بيطار قبل الطيونة، أصبح أكثر تشددا الان، فدم مناصريه سال على الأرض، وما كان ممكنا أن يقبل به قبل الطيونة لم يعد واردا بعدها.
الحكومة عالقة ولا عودة لعملها في أي شكل من الأشكال من دون تلبية إزاحة البيطار. جميع الأفرقاء يعرفون أن إزاحة المحقق العدلي غير واردة لا قانونيا ولا دستوريا. العمل ينكب في هذه الساعات على مخارج قد تأتي عبر اقتراح قانون في مجلس النواب، او عقد اجتماع لمجلس القضاء الأعلى، يحضره القاضي بيطار، فيكون مفتاحا لبدء الحل.
هذا كله يتزامن مع تحقيقات شديدة الدقة، يجريها الجيش اللبناني في أحداث الطيونة، بتكتم شديد، لا سيما بعد تسريب فيديو أمس، عن إطلاق أحد العسكريين النار في اتجاه المتظاهرين، فهل تحسم التحقيقات الاجابات عن أسئلة مشروعة ما يساهم في تبريد الأجواء، أبرزها:
من أطلق الرصاصة الأولى، وبأي هدف تم تسريب فيديو الأمس، وهل تقصد وضع الجيش في مواجهة “أمل”- و”حزب الله”؟.
*****************
* مقدمة نشرة أخبار تلفزيون “الجديد”
قبل عامين، وعلى هذا التوقيت.. كانت الأرض تهتز تحت كراسي السلطة “كلها يعني كلها”.. لم يبق عليها “ستر مغطى” بالحصانات.. كسر الناس هيبة الحكم بقاماته وهالاتها.. وأصبح 17 تشرين إسما يسبب إزعاجا للسلطات.. التي انطرحت بين الشوارع بعسس ومخبرين وأجهزة.
وفي عامين.. صار للثورة موطئ قدم في كل انتخابات حرة.. جامعية ونقابية، لكن هل يتسلل التغيير إلى استحقاقات كبرى؟، وهل ستسمح السلطة بمرور آمن لانتخابات نيابية ديمقراطية؟، أم ينشأ من الآن حتى آذار ما هو في الحسبان؟.
تقود واقعة الطيونة إلى هذا القلق الذي سيبقى مستمرا حتى الربيع، إذا كان هناك من ربيع لبناني، لكن القلق الأوسع مدى هو في أن تظل نتائج تحقيق الطيونة قيد الإغلاق الأمني السياسي، وينحصر تداولها بين جدران المنابر وفي خطابات وبيانات وقرارات اتهامية، فالجيش الذي يتولى حصرا التحقيق في ملف الطيونة باتت لديه مجموعة موقوفين تفوق عشرين شخصا.. وهو المخول إعلان ما تتوصل إليه التحقيقات من نتائج.. من قتل وقنص واشتبك.. ومن اقتحم مناطق مقابلة حتى لا تبقى العملية في إطار اللغز المتسبب بانشقاقات طائفية.
ومسؤولية الجيش هنا في نزع فتيل القلق، عبر توضيح الصورة التي تظهرها مشاهد من كل حدب وصوب باتت في حوزته.. وهو أن يكاشف الناس بحصيلة الخميس الدامي.. قد ينزع أيضا فتيل الاستخدام السياسي لقضية أرادها البعض حلبة ضد خصومه، فيما حولها آخرون ضد المؤسسة العسكرية نفسها في حملات على وسائل التواصل لم ترحم جنديا على الأرض والكل في هذه المعركة يفعل اشتراكه شعبويا، سواء من ناشطين من “حزب الله” و حركة “أمل” أو عبر “القوات اللبنانية”. وأول الرابحين كان قائد “القوات” سمير جعجع الذي تعطيه الطيونة ما لم تمنحه صناديق اقتراع..
ولليوم الرابع على التوالي كررت القوات نفيها.. وردت على نائبي “حزب الله” محمد رعد وحسن فضل الله، فقالت إنها “تتفهم الحرج الذي وقعت فيه قيادة حزب الله، لكن لا نفهم أن يخترعوا لبيئتهم الحاضنة عدوا خياليا هو القوات اللبنانية ويسبغون عليها الصفات الشنيعة الممكنة كلها، والتي هي منها براء”.
وادعاء البراءة جاء عقب اتهام رعد رئيس حزب القوات بتخريب البلد، وقال إن مشكلتنا مع جماعة القناصين “حسابو لحال”، وإن دم أهلنا ليس حبرا ولن يذهب هدرا، فيما رأى فضل لله أن الهدف من هذا النوع من الإجرام هو الحصول على شعبية، ويرون أنهم بهذه الطريقة يشدون عصب الناس إلى جانب مشروعهم بالحرب الأهلية، وهذه المواقف المرتفعة اللهجة لحزب الله قد لا تعني انعدام الحلول، وذلك في انتظار كلام الأمين العام السيد حسن نصرالله مساء غد الاثنين.
ومن إشارات الحلول، أن رئيس مجلس النواب نبيه بري “صلى على النبي” ودخل من مناسبة مولد الرسول الأكرم ليستخلص دروسا قال إنها من “هدى وإيمان ونور والحكم بالعدل بين الناس” أما من علامات هذه الرسالة هو ما سيطرحه مجلس النواب في جلسة الثلاثاء المقبل التي تحتفي بعودة الحصانات إلى نوابها سالمة، مع بدء الدورة العادية للمجلس.
وفي معلومات الجديد أن هناك اقتراح قانون معجل مكرر أشرف عليه وزير العدل هنري خوري ينص على إنشاء هيئة اتهامية عدلية، يكون ضمن اختصاصها النظر في قرارات المحقق العدلي وتتألف من ثلاثة قضاة، وسرعان ما نفى نائب كتلة “التنمية والتحرير” قاسم هاشم هذا الأمر.. وقال إنه غير مطروح على جدول أعمال الجلسة.
وبمجرد إعلان نائب في كتلة بري رفع الحصانة عن هذا الاقتراح، فإنه لن ينال عبارة “صدق” لا سيما إذ كان الاقتراح سيتغلب على وجود المجلس الأعلى لمحاكمة الرؤساء والوزراء.. الذي سيبقى يعلو ولا يعلى عليه.