Beirut weather 25.41 ° C
تاريخ النشر January 23, 2021
A A A
هل من بديل عن لقاء الرئيسين عون والحريري للعودة الى تأليف الحكومة؟
الكاتب: محمد بلوط - الديار

لم تنجح تمنيات ومناشدات بكركي الاخيرة في إعادة التواصل المباشر بين الرئيسين عون والحريري، لكنها تحرص على ابلاغ زوارها انها مستمرة في مسعاها لأن لا بديل عن استئناف اللقاءات المباشرة بين الرجلين لاستكمال تأليف الحكومة.

وفي البيان الذي صدر امس عن رئاسة الجمهورية يتضح ويتأكد ان عون لم يأخذ او يتجاوب مع رغبة البطريرك الراعي في دعوة الحريري الى اللقاء مرة أخرى، معتبرا ان الرئيس المكلف يستطيع ان يصعد الى بعبدا ساعة يشاء لعرض ما لديه في شأن الحكومة، ومتجاهلاً ما احدثه «الفيديو» المسرب واتهامه له بالكذب ما زاد من توتر وتعقيد العلاقة بينهما.

وفي المقابل، يرفض الحريري الصعود الى بعبدا في ظل الوضع الراهن، طالما ان رئيس الجمهورية لم يعط اي رأي او جواب على التشكيلة التي قدمها له، وطالما ان رئيس التيار الوطني الحر جبران باسيل هو الذي يتحكم بهذا الموضوع منذ البداية وحتى اليوم.

وتقول مصادر مطلعة ان سعاة الخير الذين زاروا الرئيس المكلف مؤخراً لمسوا حجم غضبه واستيائه من تعاطي الرئيس عون مع عملية التشكيل عدا عن الكلام غير اللائق بموقع الرئاسة الذي ورد في «فيديو» بعبدا الشهير.

ويعتقد هؤلاء ان الحريري غير مستعد لتكرار تجارب اللقاءات السابقة خصوصا ان هذه التجارب كشفت التغيرات والتبدلات المفاجئة التي كان تحصل في مواقف بعبدا بين اجتماع وآخر بسبب ضغوط صهره باسيل ودوره في تخريب كل المقاربات التي كانت تحصل.

وبرأي الزوار ان الحريري لا يرغب ان تتكرر اجواء اللقاءات السابقة، خصوصاً بعد ان قام بواجبه وقدّم تشكيلته الكاملة الى رئيس الجمهورية، معتبراً ان المطلوب من الرئيس عون التجاوب او ابداء ملاحظاته المباشرة بدل استمرار الهروب الى الامام .

اما في بعبدا، وبحسب اوساط رئيس الجمهورية ان الرئيس المكلف قدم تشكيلة رفع عتب غير متوازنة وبطريقة غير دستورية، وان استهلاكه كل هذا الوقت يصب في اطار المماطلة عن قصد او غير قصد، وتعتقد الاوساط ان لا مبرر للاستمرار بهذا الاداء او التصرف الذي لن يؤدي الى اي مكان، وان عملية تشكيل الحكومة تحكمها اصول دستورية معروفة تؤكد على الشراكة الكاملة لرئيس الجمهورية فيها من الالف الى الياء.

ووفقا لمصدر سياسي مطلع، فان التحرك الاخير للمدير العام للامن العام اللواء عباس ابراهيم يتركز على نقاط عديد ابرزها: ترطيب الاجواء قدر الامكان بين عون والحريري خصوصاً بعد الاضرار التي خلفها «فيديو» بعبدا وترتيب اعادة التواصل ثم اللقاء بين الرجلين، اخذ الدعم الكامل من الثنائي الشيعي الذي يستطيع في المرحلة اللاحقة ان يلعب دورا مهما وفاعلا في اعادة تحريك تبادل الافكار والصيغ حول التشكيلة الحكومية .

ويقول المصدر ان مهمة ابراهيم مستمرة بعيدا عن الاضواء، لكن ما سمعه في بعبدا وبيت الوسط في الجولة الاولى لم يكن بقدر الآمال المعلقة على استئناف لقاء سريع بين عون والحريري .

ومن الواضح ان كل المحاولات التي جرت حتى الان منذ اللقاء الفاشل الاخير بين رئيس الجمهورية والرئيس المكلف ما تزال تدور في حلقة مفرغة بسبب الهوة الكبيرة بين الرجلين .

وبرأي المصدر السياسي ان عون، الذي تعامل من البداية مع تكليف الحريري كأمر واقع، يفضل اعتذاره طالما انه لم يؤمن ما يصفه بالمعيار الواحد في التأليف، وبالتالي، التوازن داخل الحكومة الجديدة الذي يضمن عمليا حصة وازنة لصهره جبران ويحافظ على نفوذ فريقه في السلطة التنفيذية في المرحلة المقبلة.

ويعتقد المصدر ان رئيس الجمهورية لن يتراجع عن هذا الموقف، معتبرا ان المجيء بأي حكومة اخرى غير متوازنة من منظاره يعني استكمال الحرب على عهده وما تبقى منه.

وفي المقابل يرى المصدر السياسي ان الحريري مستمر بتحمل المسؤولية ولن يعتذر او يقدم هذا المطلب على طبق من ذهب الى عون وصهره باسيل، ويتمسك ايضا بحكومة غير سياسية او حزبية خالية من هيمنة فريق باسيل واستئثاره بشكل او بآخر بالثلث المعطل في الحكومة، وبالتالي تكرار تجارب الحكومات السابقة .

ويعتقد الرئيس المكلف ان الحكومة الانقاذية المطلوبة يجب ان تكون خارج اطار اشكال الحكومات السابقة، وان تملك صدقية وموضع ثقة داخلية وخارجية لكي تستطيع القيام بالمهام الكبيرة الملقاة على عاتقها، وتتمكن من الحصول على الدعم الاقتصادي والمالي من الدول والهيئات الدولية المانحة.