Beirut weather 22.99 ° C
تاريخ النشر July 31, 2020
A A A
ديــاب لم يقصد خـلـق أزمة مع فرنسا بــل تصحيح معلومات تواطئ ضد الحكومة
الكاتب: كمال ذبيان - الديار

رئيس الحكومة حسّان دياب كان صريحاً وواضحاً، عندما اعلن انه لن يستقيل، بالرغم من كل الضغوط السياسية، وافتعال الازمات بوجه حكومته، ووجوده في منصبه، رهن ثقة مجلس النواب، فاذا حجبها، تصبح الحكومة مستقيلة حكماً، وليس عند أي طرف سياسي في الحكومة، توجه في هذه المرحلة، نحو استقالة الحكومة، وان خرج بعض من مكوناتها يطرح تعليق مشاركته فيها لسبب يتعلق بتعيين او ملف ما يخصه.

وما يقوله الرئيس دياب في مواقفه عن ان هناك من يعمل على منع حكومته من مواصلة انجازاتها، هو كلام صحيح، وفق مصادره، التي تؤكد ان ازمات تظهر امام الحكومة، ولا تكون لها اسبابها، لا بل جرت معالجتها، كمثل المحروقات من بنزين ومازوت، وهي مواد مدعومة كما غيرها من المواد الاساسية كالدواء والقمح والطحين، اضافة الى السلطة الغذائية، فلماذا افتعال ازمات معيشية لتأليب الرأي العام ضد الحكومة، وهي تأتي من مافيات باتت معلومة من قبل الاجهزة الامنية والقضائية، التي لا يرتاح رئيس الحكومة لادائها، وعليها ان تكون حاسمة اكثر في قراراتها، وهو يطرح علامات استفهام عن تواطؤ ما ضد الحكومة، وارتباط مع اطراف سياسية معارضة، تقول المصادر، اذ ان تزامن انقطاع التيار الكهربائي المفاجىء ولعطل فني، ليس بريئاً، وقد يكون مفتعلاً، كما موضوع النفايات، والرئيس دياب لا يهمل قضية ويتابعها ويلتقي مع الجهات المعنية سواء الرسمية او في القطاع الخاص لايجاد الحلول لها.

والحكومة بالرغم من كل الازمات التي تواجهها، وهي ليست من صنعها، بل هي نتيجة اهمال متراكم من قبل حكومات متعاقبة، لم تعالج قضية النفايات، التي انفجرت في العام 2015 بعد اقفال مطمر الناعمة، فتم اللجوء الى مطمرين في خلده (كوستابرافا) وفي الجديدة، وكل منهما لم يعد بامكانه استيعاب كميات النفايات، وهو الوضع نفسه في مناطق اخرى، لأن المسألة عولجت بالترقيع وليس بالحل العلمي الذي تعمل به دول متقدمة، اضافة الى ان الشركات المتعهدة رفع النفايات من الشوارع والاحياء، سعت الى افتعال ازمة مشبوهة، بوجه الحكومة، لكن رئيسها نبهها الى ان هذا الموضوع خط أحمر، وان الاموال المستحقة للشركات، ستدفع وفق الظروف المالية، وكذلك الاوضاع الصحية التي نشأت عن وباء «كورونا» واصابة عمال فيه.

وفي الشأن المالي، فان الحكومة وضعت خطة للتعافي، وبدأت مفاوضات مع صندوق النقد الدولي، وباشرت التدقيق في الحسابات، واصدرت قوانين لمحاربة الفساد، تقول المصادر، التي تعتبر ان الاصلاحات وضعت على السكة، وبوشر تنفيذها، لكن هناك من يحاول ان يسرّب معلومات مغلوطة، بان الحكومة غير جادة في الاصلاحات، وهو ما حاول وزير الخارجية الفرنسية جان ايف لودريان، الاشارة اليه، لا بل التأكيد ان الاصلاحات لم تبدأ بعد، بالرغم من ان الرئىس دياب ابلغ الديبلوماسي الفرنسي، عن المشاريع الاصلاحية للحكومة، لكنه هو حضر الى بيروت بأفكار مسبقة، بأن الاصلاحات التي طلبها مؤتمر «سيدر» لم تتحقق منذ اكثر من عامين، وهي ليست مسؤولية الحكومة الحالية، التي باشرت بها، وهو ما ابلغه رئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى لودريان، الذي ليّن موقفه، وابدى مرونة، وهو ما اشار اليه الرئيس عون، وهو ما لم يلمسه الرئيس دياب اثناء لقائه به، والذي يأمل ان يغير رأيه، لان ما قصده رئيس الحكومة في موقفه من لودريان، ليس خلق ازمة مع فرنسا، بل تصحيح معلومات، وانتظارالنتائج التي ستظهر قريباً، وان المطلب الفرنسي ان يساعد اللبنانيون انفسهم ليساعدهم الآخرون، هو كلام سليم، وان مشكلتنا هي مع بعض القوى السياسية في لبنان، التي تعمل ضد لبنان وتنقل معلومات مشوهة، لمنع المساعدات الخارجية.