Beirut weather 17.73 ° C
تاريخ النشر June 26, 2019
A A A
موسكو تربط التفاهم مع واشنطن في سورية بالجولان… وماكرون يُعدّ مبادرة لقمة العشرين
الكاتب: البناء

خيبات أميركية متلاحقة لا تغطي عليها اللغة العنترية التي تحدّث بها الرئيس الأميركي دونالد ترامب مهدداً بمحو إيران بعدما هرب من المواجهة عندما أسقطت طائرة التجسس الأهم التي يملكها الجيش الأميركي بصاروخ إيراني، هذه الخيبات وحدها تفسّر مسارعة اوروبا بالتحدث مع إيران مباشرة لإنعاش الاتفاق النووي ومنعه من السقوط، عبر الاتصال الذي أجراه الرئيس الفرنسي إمانويل ماكرون بالرئيس الإيراني الشيخ حسن روحاني عارضاً التحضير لمبادرة تحمي التفاهم النووي من السقوط، وكشف عن مضمون المبادرة في بيانين منفصلين لمكتب الرئيس الفرنسي ومكتب الرئيس الإيراني، أمس الثلاثاء، في اتصال بين الرئيسين. وقال ماكرون لروحاني إن فرنسا تسعى لإقناع أميركا بالالتزام بالاتفاق النووي مع إيران كسبيل وحيد لمنع التصعيد في المنطقة، وفق البيان الفرنسي. ووفق بيان الرئاسة الإيرانية، أكد ماكرون خلال الاتصال الهاتفي مع روحاني تعاون الجميع للحيلولة دون زيادة التوتر في المنطقة، وشدد روحاني بالقول: إن القوات الإيرانية المسلحة «ستردّ بشكل حاسم وقاطع على أي تجاوز أميركي جديد لحرمة أجوائها»، على الرغم من تأكيده أن طهران لا تريد الحرب مع واشنطن، معرباً عن اعتقاده بأن «الظروف ستتغيّر كلياً إن نفّذ الأوروبيون بنود الاتفاق النووي خاصة المتعلقة بالبنوك وتصدير النفط». ونقل البيان تأكيد الرئيس الإيراني لنظيره الفرنسي أن العقوبات الأميركية ستفشل، واصفاً البيت الأبيض بأنه «متخلّف عقلياً»، مشدداً بالقول: «لن نعيد مفاوضات عملنا عليها لمدة عامين تحت أي ظرف»، وأضاف الرئيس روحاني: «في أي وقت تقوم 4+1، أي الدول الموقعة على الاتفاق النووي بعد الانسحاب الأميركي، بالعمل بالتزاماتها في الاتفاق النووي، وتحل مواضيع تصديرنا للنفط والتبادلات البنكية، فإن الأمور تعود إلى وضعها الطبيعي».

الخيبات الأميركية بدأت في الاجتماعات التي ضمت في القدس المحتلة مستشار الأمن القومي الروسي نيكولاي باتروشيف ومستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون ومستشار الأمن القومي الإسرائيلي مائير بن شباط، حيث عرض الأميركيون والإسرائيليون على روسيا مشروع صفقة تقوم على التعامل مع انتصار الرئيس السوري بشار الأسد كحصيلة نهائية شرعية للحرب في سورية، والاعتراف بشرعية الرئاسة السورية وتطبيع العلاقات العربية والغربية معها، وتمويل إعادة الإعمار وتفكيك المشروع الكردي الانفصالي في الشرق وانسحاب القوات الأميركية ووقف الهجمات الإسرائيلية، مقابل انسحاب إيران وقوى المقاومة، وكان الجواب الروسي سلبياً بإعتبار أن أي تفاهم مع أميركا و»إسرائيل» حول الحل النهائي في سورية غير ممكن في ظل الإصرار الإسرائيلي المدعوم أميركياً بضم الجولان السوري المحتل، ولأن احتلال الجولان هو الذي يبرر للدولة السورية التعاون العسكري مع إيران وحلفاء آخرين كحزب الله، حتى بعد استعادة الدولة السورية سيطرتها على كامل الأراضي السورية التي كانت تحت سيطرتها قبل الحرب الأخيرة، وأنه في ظل هذا الوضع يصبح للتفاهمات الممكنة سقف واحد هو منع التصادم وليس البحث عن تسويات شاملة، وقد كانت تصريحات مستشار الأمن القومي الروسي واضحة في الدفاع عن العلاقة مع إيران، بينما كانت تصريحات مستشار الأمن القومي الأميركي جون بولتون مرتبكة، فتحدث عن بيانات لوكالة الطاقة الذرية تتهم إيران بمخالفة التزاماتها النووية وهو كلام لا صحة له وفقاً لبيانات الوكالة التي تؤكد التزام إيران بكل موجباتها، وفيما دعا بولتون إيران للغة الحوار كان الرئيس الأميركي دونالد ترامب يوجه لها التهديدات، في صورة تعبر عن درجة الضياع والارتباك في توجهات الإدارة الأميركية.