Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر February 16, 2019
A A A
فيرا يمين: نعتمد السياسة “بُعد نظر” وغيرنا يعتمدها “وجهة نظر”
الكاتب: موقع المرده

أكدت عضو المكتب السياسي في تيار المرده السيدة فيرا يمين أن “الحساسية من أداء الحكومة مستمرة وهذا ما هو واضح ولكنني لا أريد أن أبدي التشاؤم، لافتة الى أن مؤتمر وارسو ولد ميتاً وصوّب لغة العداء للجمهورية الاسلامية الايرانية واللافت ان الاعلام العربي غيّب اي موقف من وارسو لدرجة أنه لم يرد فيه حتى الخبر الكلاسيكي عن هذا المؤتمر كما كرس محورين متنازعين في المنطقة والمؤتمر بالنسبة لايران هو اعلامي اكثر مما هو عملي مع العلم أن اكثرية الشعب البولندي يقف ضد الشكل الذي اتخذه المؤتمر”.
وقالت في حديث لبرنامج “السياسة اليوم” عبر قناة الـnbn مع الاعلامية الزميلة سوسن صفا: “جلسات مناقشة البيان الوزاري وما سبقها وما تلاها والانفعال الذي يلامس الجنون على مواقع التواصل والكمّ الكبير من المذهبية والطائفية وتكرار المصطلحات في كل آنٍ يوحي بالشك فيها وكل هذه الامور خطرة وعندما نادينا بحقيبة وازنة للتكتل الوطني لم نحدد عما اذا كانت الحقيبة ستُسند الى مسيحي او مسلم ويُشهد لتيار المرده انه وقف دوماً الى جانب المظلومين ولا يؤخذ علينا اننا وزّرنا وزيراً مارونياً، لافتة الى أن حق المسيحيين والمسلمين والعلمانيين أن يكون هناك دولة حاضنة للجميع وفق الكفاءات والدولة القوية لا تكلمني بالطائفية وحقي لا يكون على حساب الآخر”.
واضافت: “كما قال امس النائب طوني فرنجيه في مجلس النواب لم يوضحوا لنا حتى الآن لماذا استغرق تشكيل الحكومة تسعة أشهر وبعد كل هذه التراكمات والمخاضات العسيرة التي شهدها لبنان لا يمكن القول ان ما حصل بالامس يشبه ما يحصل اليوم فالامور تغيرت وهناك 15 سنة من تراكم العمل في السلطة، متسائلة: “ما هو وضع الكهرباء اليوم؟، معتبرة ان بند المقاومة لم ولن يتبدل في البيان الوزاري موضحة أن لبنان يعيش فوضى”.
واستطردت يمين قائلة: “نغني بالعيش المشترك ونحن لا ندركه وبعد تشكيل الحكومة الجديدة لا نملك الا التفاؤل شرط ان يقوم مجلس النواب بدوره كمراقب، داعية الى ضرورة ان يكون النائب في كتلة معينة على مسافة من الوزير الذي يمثله في مجلس الوزراء وهناك جزء معين يدفعني الى التفاؤل ألا وهو الواقع الاقليمي والتوازن الذي يمكن ان ينعكس توازناً في الداخل اللبناني”.
واضافت: “الثلث هو معطل اكثر مما هو ضامن والقصة كلها كانت تدور حول هذا الثلث لانه كان هناك توجس في مكان معين، فحزب الله حريص على تمتين العلاقات وهناك واقع طائفي داخل الحكومة فللشيعة حصتهم وللمسيحيين حصتهم وللسنة حصتهم والوزير جبران باسيل حاول ان يكون له الحصة الضامنة داخل مجلس الوزراء والحكومة الجديدة متوازنة عددياً ولا يقاس الوزراء بالارقام ومن المعيب فرض توقيع الوزراء على استقالاتهم ولا يمكن ان اقبل بشكل او بآخر المسّ بالدستور وموضوع الوزير الملك احدث خوفاً كما أن التيار الوطني الحر لم يحصل على الوزن الذي يريده”.
واضافت يمين: “تلويح رئيس الحكومة سعد الحريري قبل اسبوع من تشكيل الحكومة اللبنانية بالاستقالة اذا تعذر التأليف الحكومي شكّل ورقة ضاغطة للاسراع بتشكيلها وانعكس الواقع الاقليمي على الداخل اللبناني ما اسهم بتشكيل الحكومة خاصة بعد الضربات المتتالية للعدو الاسرائيلي على سوريا مخترقا الاجواء اللبنانية وما حصل في أميركا اللاتينية ولا يجب ان نسقط سوتشي من الحسبان فهناك محوران تارة يتقاطعان وتارة اخرى يتضاربان وهناك بعض البلدان تسعى الى لعب دور التوازن بين محورين”.
واعتقدت يمين أن “لا أحد رابحاً الا لبنان وكفى “عرض عضلات” على بعضنا البعض والوطن يجب ان نبنيه وهذا يتطلب الانفتاح بين كل المكونات السياسية”.
وعن العلاقة بين التيار الوطني الحر والمرده توقفت يمين قائلةً: “عندما تستدعينا بكركي اعتقد ان ذلك كفيلاً بتبيان كيف نتعاطى وقد يكون المرده الطرف الوحيد الذي ليس لديه مشكلة مع أحد وحتى الآن متفقون بمعظم العناوين السياسية مع كوادر التيار الوطني الحر وما يجمع بيننا أكبر بكثير مما يفرقنا فنحن منسجمون مع قناعاتنا وقالها رئيس تيار المرده سليمان فرنجيه مراراً وتكراراً أن رئاسة الجمهورية هي نتيجة الظروف ولا يمكن لاحد ان يرسم “profile” رئيس الجمهورية العتيد مسبقاً ولا نشعر بالتعب ولسنا في عُجالة من أمرنا، لافتة الى ان المرده يعتمدون السياسة “بُعد نظر” فيما غيرهم يعتمدها “وجهة نظر” ولا نختلف مع احد ان وصول الرئيس عون الى سدة الرئاسة هو ضمانة فعلية”، مشيرة في هذا الاطار الى ان العلاقة مع التيار تشوبها علامات استفهام مطروحة وهذا امر مشروع في الديمقراطية ولعل الجملة الاروع التي قالها النائب سليم سعادة ان “هناك الكثير من الفساد ولكن ليس هناك فاسدين”.
ومضت في حديثها تقول: “حزب الله حريص على السلم الاهلي والوحدة الداخلية وهو قادر ان يضبط كل غضب وانفعال يحدث لأن الهدوء في الداخل اللبناني يصب في مصلحته”.
وشددت يمين على أن “نحن لا نُحرج وخطاب النائب فرنجيه اتّسم بالعفوية والواقعية وكان بعيداً كل البُعد عن الاستعراض وأعتقد انه لا سياسة ناجحة بمعزل عن الواقعية”.
وأشارت الى أنه “كلنا محكومون في لبنان بالحوار وببعضنا البعض وما يخيفني ان نذهب الى محاربة الفساد فنجد الضعفاء في “كبش المحرقة” واللبناني “جرب ومين جرّب المجرّب كان عقلو مخرب”.
ورداً على سؤال حول العلاقة بين لبنان وسوريا وما يقابلها من اعتراضات وعن عودة النازحين السوريين قالت يمين: “هناك اقرار من الحريري ان هناك علاقة مع سوريا وعندما ذهب اللواء عباس ابراهيم للتفاوض مع سوريا طبعاً ذهب بشكل رسمي والعدد الاكبر من النازحين يتواجد في لبنان، مشيرة الى أن سوريا تنعم بالأمن بنسبة 90% واذا ذهب النازحون بطريقة طوعية أو آمنة اين تكمن المشكلة في ذلك؟، منوهة بلجوء الامارات وبعض الدول الى فتح سفاراتها في دمشق في وقت طُلب الفرملة وليس الالغاء ومصلحة لبنان تكمن في اجراء حوار رسمي مع سوريا ولماذا انتظار مبادرة روسية او اميركية في هذا الموضوع داعية الى ترشيق الحوار وحل هذا الملف وعدم استخدامه “شماعة”.
ولفتت يمين الى أن زيارة الرئيس ميشال عون تأخرت كثيراً الى الجمهورية العربية السورية، منوهة باللقاء الذي جمع وزير الخارجية الايراني محمد جواد ظريف والحريري قائلة في هذا السياق: “لا يزال الحريري على نفس مستوى المرونة الذي يتحلى به ولبنان دائماً ما يتأثر بالتغيرات الاقليمية ولا يمكننا ان نكون بمعزل تام عن الواقع الاقليمي فالواقعية في السياسة ضرورية وكان لقاءاً راقياً و”مرتّباً” ما يشير الى مرونة معينة ودور للواقع الاقليمي في هذا الاطار كما يمكننا قراءة زيارة الموفد السعودي نزار العلولا الى لبنان بانها اعتراف لكل المكونات اللبنانية في الداخل”.
واعتبرت يمين أن “اللقاء التشاوري وصل الى الخواتيم المُرضية التي كان يريدها واثنت على الكلمة التي القاها النائب المهندس جهاد الصمد وعلى مدى قربه من الناس”.