Beirut weather 19.83 ° C
تاريخ النشر December 28, 2018
A A A
فيرا يمين: المرونة مطلوبة من أمّ وأب الصبي وليس من الفروع
الكاتب: موقع المرده

أكدت عضو المكتب السياسي في المرده السيدة فيرا يمين أن “لبنان لم يشهد قط ازمة اقتصادية متردية كالتي نعيشها ونلمسها في هذه الأيام”. لافتة الى أن “الدول التي شنّت عدواناً دولياً على سوريا بدأت تعيد حساباتها وما رُسم للمنطقة عبر الجمهورية العربية السورية بدأ يسقط على أعتاب دمشق والمعروف أن الرئيس السوداني عمر البشير من المقربين للسعودية وزيارته لدمشق كانت المؤشر الاساس لاعادة القراءة وبلورة الحسابات وان العرب يستعيدون بعض كرامتهم في العودة الى ​سوريا​ اليوم، ودمشق عبر صمودها جعلت العرب يصمدون معها.

واوضحت ان سوريا فتحت ابوابها للسفارات التي كانت شريكة في العدوان، متسائلة في هذا السياق: “هل في ذلك مؤشر الى عودة سوريا الى الجامعة العربية؟ ولكنني اقول العكس وهو عودة الجامعة العربية الى جذورها الاساسية اي الى سوريا والبعض يحاول البلسمة علّه يستعيد رونقه في مكان ما، معتبرة أن سوريا تقول للعرب انها بصمودها جعلتهم كلهم صامدين”.
وقالت في حديث لبرنامج “الحدث” مع الاعلامية سمر ابو خليل على قناة “الجديد”: “لو اتخذت بعين الاعتبار تجربة اربيل لكان بعض الأكراد أنقذوا أنفسهم، لافتة الى أن انسحاب القوات الأميركية من سوريا يشكل مؤشراً امنياً مقلقاً ويترتّب عنه تبعات، ويجب قراءة الموضوع بتأنٍّ كما يمكننا قراءة ذلك بطريقة أخرى ألا وهي أن سوريا والمحور الذي تنضوي معه قد انتصرا وكلما حان الوقت لتنضج التسوية يسبقها واقع أمني متردٍّ”.
وأضافت يمين: “كلما انتصر بلد عربي نكون نحن في هذه المنظومة قد انتصرنا فكيف اذا كان هذا البلد بوابتنا الى العالم العربي”.
وتساءلت: “اين الحكومة اللبنانية اليوم التي تنأى بنفسها؟ وها قد بدأنا السنة الثالثة من العهد الرئاسي وقد توسّم فيه اللبنانيون ولا يزالون خيراً داعية الى اقامة علاقة جيدة من الندّ للندّ مع سوريا لان ذلك يصبّ في مصلحة لبنان فلماذا نهرب ونختبئ وراء الحجج”؟
وقالت: “لا يحق لنا التلاعب بالناس في موسم الاعياد، والمواطنون لا يأملون بتشكيل حكومة “تشيل الزير من البير” ولكن تشكيلها يعتبر ضرورة للجميع، موضحة أن ​التأليف الحكومي​ لن يخلق المعجزات الا انه يثبت الاستقرار في البلد.

ورأت انه لو كان هناك دولة موجودة كان يجب ان تعترف انها لا تستطيع حل ملف النازحين. واوضحت انه لا يمكن الهروب الى الامام في ازمة النازحين، لا سيما وان سوريا دولة جارة”.
واشارت يمين الى انه “لا يجب ان نكتفي بالكلام على ايجابياته بل علينا أن نترجم هذا الكلام الى افعال”.
ومضت في حديثها تقول: “كل المشاكل اختصرت بعقدة اللقاء التشاوري وتبين فيما بعد انها ليست عقدة مستجدة لانه منذ الانتخابات النيابية اتفق على أن السنّة المستقلين الذين ستفرزهم نتائج الانتخابات يجب ان يمثلوا بوزير في مجلس الوزراء وكل العقد ذُللت واللقاء التشاوري أبدى مرونة بعد أن كان مصرّاً على توزير أحد أعضائه حصراً وبالرغم من شدة خطاباته السابقة، ورأت أن تمثيل السنة المستقلين بوزير ينتمي الى كتلة أخرى  يشكل اهانة لهم ومن الافضل في هذا الوضع ان لا يتمثل بجواد عدرا اذا كان يريد الانتماء لكتلة اخرى”.
واعتبرت يمين أن “المرونة قوة ومطلوبة من أمّ وأب الصبي وليس من الفروع  وبمنطق المرده فان وزارة البيئة من الوزارات الاساسية نظراً لما يعانيه لبنان من مشاكل بيئية،  مستغربة من ان البعض استفاق الآن واعتبر ان هذه الوزارة اساسية بعد ان منحها مؤتمر سيدر مبلغاً مهماً”.
وشددت يمين على أن من يتحدث بالمنطق الطائفي يكون بذلك يدمّر البلد ولا يبنيه ولا تُستعاد حقوق اي طائفة الا بالخطاب الوطني واذا قزّمنا خطابنا الوطني نكون عندها نرتكب خطيئة عظمى”.
وأضافت: “لم يزهد يوماً أحد في لبنان كما زهد تيار المرده ومن يعرف سليمان فرنجيه يدرك انه لكان زهد وأعطى في كل المناصب، لافتة الى أن العقل الالغائي هو عقل مدمر وسياسة الاقصاء تبعد القريب قبل البعيد”.
واعتبرت أن الحق للبنان فقط بولادة حكومة جديدة وعندما يخسر الوطن نكون موجوعين ولا نشمت لاي شرخ يحصل بين فريقين لان الشرخ يؤذي وطننا”.
وعن الخلافات بين حزب الله والتيار الوطني الحر، أسفت يمين لذلك وقالت: “كل تصريحات حزب الله في اليومين الماضيين تشير الى أنه ليس ضد ان يأخذ التيار الوطني الحر الثلث المعطل متسائلة على من يتشكل هذا الثلث المعطل؟ هل على حزب الله بمعنى هل تفاهم مار مخايل مهدد؟ واضافت: “صلابة حزب الله في الدفاع عن العهد وسيد العهد يُشهد لها كما يُشهد له وفاؤه للقاء التشاوري”.
وشددت على أن “الوفاء ثقافة ولا يتجزأ وأهل العهد يجب ان يكونوا الاحرص على انجاحه لا عرقلته والمهم البلد لا الجمهورية واذا كان أحد يحضر اجندة مستقبلية ويخطط ليتبوّأ منصب رئاسة الجمهورية فيلجأ لتقسيم مجلس الوزراء ويؤمن الثلث المعطل فيكون بذلك يخرب البلد ومن يمنّن بالعطاء الافضل له ان لا يعطي”.
وأردفت يمين قائلة: “الرئاسة تنتجها الظروف وكل من يعمل للرئاسة فقط يكون بذلك يغامر بالبلد ولا يجب ان نغامر بالبلد كرمى للرئاسة”.
وعن العلاقة بين المرده والقوات اللبنانية علقت يمين قائلة: “العلاقة تأخذ مساراً روتينياً فاللجنتان المنبثقتان عن الحزبين تجتمعان بطريقة عادية وأجمل ما في اللقاء روحانيته ولم يرتبط بمصلحة انتخابية او رئاسية بل كان محكوماً بالبعد الوجداني والروحاني وهذا اللقاء لا يتصدع لانه لم يبنَ على مصلحة سياسية ولقاء فرنجيه مع أهالي الشهداء في زغرتا قبيل لقائه رئيس حزب القوات سمير جعجع في بكركي سطّر أمثولة بالرقي في التعاطي مع الناس وهو يتقدمهم جميعاً بما قدم على مذبح الوطن فهذه مدرستنا واخلاقنا”.
وختمت يمين: “نحن دائماً موجودون ونحن بموقع الصامد وليس الصامت ولدينا عمل حثيث وحركة فعلية وعندما كان فرنجيه وزيراً للصحة لم يميز بين مريض وآخر وطائفة واخرى بل عامل الجميع بالمساواة”.