Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر November 28, 2018
A A A
أسماء الشهداء والناجين في الباخرة ″ترانزيت″.. هكذا إرتكبت إسرائيل جريمتها
الكاتب: غسان ريفي ـ سفير الشمال

في العام 1982، كان على متن الباخرة المنكوبة ″ترانزيت″ 56 شخصا من جنسيات لبنانية، مصرية، سورية وعراقية، لكل منهم حكاية وهدف وطموح، وكان القاسم المشترك بينهم الخروج من لبنان الذي كانت تتآكله الحرب الأهلية البغيضة، ويشهد إجتياحا إسرائيليا من جنوبه الى عاصمته بيروت..

كانت الباخرة ″ترانزيت″ تشكل خشبة خلاص لعدد كبير من الركاب، في ظل إقفال مطار بيروت الدولي، بعض اللبنانيين كانوا يتطلعون الى تأمين إقامة في قبرص ومن ثم إستدعاء عائلاتهم هربا من شبح الحرب أو الانتقال الى دول أوروبية أو أميركية للعمل أو الدراسة، والمصريون كانوا يرون في قبرص محطة للانتقال الى بلدهم عبر الاسكندرية أو بور سعيد، وكذلك العراقيين، لكن العدو الاسرائيلي كعادته عطل باجرامه أحلام الأبرياء الذين تحولوا بعد ساعة واحدة من إبحار الباخرة من مرفأ طرابلس الى شهداء أو جرحى أو ناجين يحتاجون الى علاج نفسي من هول الرعب الذي خيّم عليهم.

يوم 17 حزيران من العام 1982، كان مشهودا في طرابلس، حيث لم تنم المدينة ليلتها بحثا عن جثث وجرحى وناجين من الباخرة ترانزيت المملوكة من أربعة أشخاص من الميناء هم: تحسين عيسى، إبراهيم الصايغ، يعقوب بواب، وأحمد صبره، والتي إستهدفها العدو الاسرائيلي بصاروخين من إحدى غواصاته وقد أخفى جريمته 36 عاما، قبل أن يعترف بها قبل أيام قليلة ويعيد فتح جروح العائلات التي خسرت أبنائها وأحبائها.

في ذاك اليوم المشؤوم إكتملت التحضيرات اللوجستية لابحار الباخرة ترانزيت التي كان من المفترض أن تنطلق باتجاه قبرص عند الساعة الثالثة من بعد الظهر، لكن تأخيرا طرأ عليها، فإنطلقت عند الساعة الخامسة عصرا، ولدى وصولها الى محيط جزيرة الأرانب إستهدفها العدو الاسرائيلي فأصاب الصاروخ الأول إحدى جوانبها الذي كان يضم الركاب اللبنانيين، بينما أصاب الصاروخ الثاني محركها الذي غرق في قاع البحر، فيما إندلعت النيران في الباخرة التي كانت محملة بـ 24 طنا من المازوت.

مع وصول الخبر المفجع الى طرابلس، ضجت المدينة وخرجت القوى الأمنية وعائلات الركاب وأصحاب الباخرة الى عرض البحر بحثا عنهم، حيث تم إنتشال الجرحى والناجين من الغدر الاسرائيلي ونقلهم عبر فرق الاسعاف والصليب الأحمر الى مستشفيات المدينة، في وقت أبعد فيه التيار البحري الباخرة الى محيط مخيم نهر البارد، حيث عثر عيلها هناك في اليوم التالي في 18 حزيران حيث تم سحبها الى كورنيش الميناء وإنتشال الجثث منها.

سفير الشمال حصلت على الملف الكامل للباخرة ترانزيت وعلى صورها بعد إستهدافها، وهي كانت تضم 56 راكبا، سقط منهم 18 شهيدا، وعدد من الجرحى، فيما نجا الآخرون.

الشهداء

الشهداء اللبنانيون هم: سعدالله السيد، لينا عبدالله أفيوني، محمد عمر داموري، نديم شاهين، زهير الزعبي، خليل محمد المصري، دافيد فؤاد إلياس، نبيل جابر، وفاء صادق، أحمد بشير سنو، غيداء اللبان، بشير سنو، رشيد يوسف الخيال، مصطفى حمادة، محمد بشير النجار، علي نجيب حاطوم. إضافة نجل قبطان الباخرة السوري أحمد صبره، والمصري أحمد سوادان.

الناجون

أما الناجون اللبنانيون فهم: داوود حسين دهيني، فؤاد إسحق إلياس، فواز مصطفى جباضو، نبيل مروة، رأفت مروة، رانيا مروة، محمد مروة، فتحي مروة، منى الفقيه، داليا الفقيه، سوسن الفقيه، وائل الفقيه، رياض الفقيه.

والمصريون الناجون هم: هاني الجندي، عبدالله حنفي، أحمد حسان، عزت كامل، جمعة عطية، راغب الحداد، السيد المتولي، عبدالناصر بحرواي، حسان رمضان، إبراهيم أحمد، عبدالفتاح ربيع، محمد عزيز إبراهيم.

ونجت أيضا عائلة عراقية مؤلفة من رجل وزوجته هما فرحان بشير وإبتسام اللون، ومعهما ثمانية أولاد، كما نجا قبطان الباخرة السوري محمد صبرة ونجله المهندس عبدالجليل صبره.

يقول الحاج إبراهيم الصايغ (أحد أصحاب الباخرة ترانزيت) لـسفير الشمال: كانت مجزرة فظيعة، فركاب الباخرة كانوا من الأبرياء، وإذا كان اليهود يطالبون بالتعويض عن المحرقة في ألمانيا، وإذا كان العالم ما يزال يتحدث عن طائرة لوكربي التي دفع النظام الليبي أموالا طائلة تعويضا لها، فمن حق لبنان أن يطالب بالتعويض عن هذه المجزرة التي إرتكبها العدو الاسرائيلي بحق أبرياء لبنانيين كان كل منهم يخطط كيف يمكنه الهروب مع عائلته من الحرب، ومنهم من كان يقصد قبرص كمحطة للانتقال الى بلد آخر إما للعمل أو للدراسة.

ويضيف الصايغ: لم يكن كافيا بيان وزارة الخارجية، ولا رأي الوزير جبران باسيل، فالاعتراض لا يكفي، فهذه جريمة مروعة وهي جريمة حرب إرتكبها العدو الاسرائيلي بحق لبنانيين أبرياء عزل، لذلك ندعو نقيب المحامين محمد المراد وكل النقباء السابقين وكل القيادات السياسية في طرابلس وكذلك لبنان الى العمل على التقدم بدعوى قضائية دولية ضد إسرائيل، فهناك أبرياء سفكت دماءهم ظلما، كما ندعو بي الكلرئيس الجمهورية العماد ميشال عون الى أن يأخذ هذه القضية على عاتقه، فهناك أطفال فقدوا آبائهم في هذه الباخرة، وهناك أطفال أبصروا النور بعد إستشهاد آبائهم فلم يروهم ولم يعرفوهم وهذا قمة الظلم، وهذا يتطلب من لبنان دولة وقيادات وشعبا أن يتحرك لمقاضاة إسرائيل والمطالبة بالتعويض، وإذا لم يحصل ذلك فسنكون شعب غير جدير بالحياة.