تخيّل نفسك ملكاً على أمة صغيرة سعيدة في أعلى الجبال، معزولة عن حروب ومشاكل العالم الحديث، ملكاً يبذل أقصى جهده لتحسين حياة الناس، ببناء الطرق والمدارس والمستشفيات. وبدلاً من أن يقاس نجاح بلادك بالناتج القومي الإجمالي، يقاس بنسبة السعادة الوطنية الإجمالية. هذه ليست قصة خيالية من كتب قصص العجائب، بل قصة حقيقية احتوتها جبال الهملايا لدولة بوتان الواقعة بين الهند والصين.
ففي العام 2008، تنحى الملك جيغمي سينغي وانجتشوك عن عرشه الذهبي، ليعطي منصبه لابنه الأكبر، وسلطته لعامة شعبه. ويؤمن مؤسس بوتان الحديثة أن السعي لتحقيق السعادة هو حق وهبه الله لخلقه. ولكن السعادة بالنسبة لآخر مملكة بوذية مستقلة على الأرض، تختلف تماماً عن منظور السعادة في باقي بقاع العالم.