Beirut weather 25.66 ° C
تاريخ النشر November 8, 2018
A A A
هل يكون الشرق السوري أحد عناصر التسوية في قضية الخاشقجي؟
الكاتب: حسان الحسن- موقع المرده

 

تتسارع الاحداث في المنطقة والاقليم بعد حادثة مقتل الصحافي السعودي جمال الخاشقجي في قنصلية بلاده في تركيا، وحيث كانت اساسا ملفات هذه المنطقة متداخلة ببعضها حسب تضارب مصالح الاطراف اللاعبين الكبار او الصغار، جاءت الحادثة المذكورة لتزيد هذه الملفات تعقيدا، ولتطرح في مكان ما اعادة تصويب تلك المصالح وتوجيهها تبعا لاستراتيجية جديدة، هي غير واضحة المعالم حتى الان .

من هنا، لا يمكن الا ملاحظة هذا التغيير في الاستراتيجية الجديدة انطلاقا مما يجري في المنطقة الشمالية – الشرقية من سورية، أي شرق نهر الفرات، فهي لم تعد كما كانت من قبل، رغم عدم وجود أي معلومات دقيقة عن حقيقة هذا المتغير، ولكن يؤشر قصف القوات التركية في الأيام الفائتة لمواقع الميليشيات الكردية في منطقة عين العرب، وفي المناطق المرتفعة المطلة على الحدود التركية في زور مغار، الى مسار هذا التغيير .

وبحسب الإعلام الرسمي التركي، يهدف هذا النشاط العسكري التركي الى إعاقة الأنشطة الإرهابية للمنظّمة والى عرقلة ومنع أعمالها في بناء الخنادق والتحصينات، كما و جاءت الاشتباكات التي إندلعت بين عناصر من “الفيلق الثالث” التابع للجيش السوري الحر وعناصر من ميليشيا الوحدات الكردية على محور “الطويحينة- مارع” في ريف حلب الشمالي لتعطي مؤشر الى وجود بعض المعطيات حول مساومة أميركية مع الأتراك على الأكراد.

من جهة اخرى، جاء الهجوم الذي شنه مسلحو تنظيم داعش الإرهابي على المواقع الكردية في منطقة دير الزور الواقعة على الحدود العراقية – السورية، ليزيد من هذه المعطيات أيضاً وليعزز فرضية المساومة المذكورة، خصوصاً أن الطيران الحربي الأميركي لم يقم بمساندة حلفائه الأكراد عند قيام “داعش” بالهجوم، ولا حتى تبليغه بالهجوم، خصوصاً وأن أجهزة الرصد والاستعلام الأميركية قادرة على كشف أي تحرك عملاني في نطاق مناطق عملياتها، ولم يبق سوى هذا الجيب الداعشي في منطقة هجين في دير الزور، بحسب ما تؤكد مصادر ميدانية.
وتشير المصادر الى أن هذا الجيب يشبه الى حدٍ كبيرٍ الجيب الذي كان موجوداً في منطقة السويداء، لضرب الاستقرار وتهديد الأهالي، والأول متروك للتفاوض والضغط على الأكراد، لغاية ولوج مرحلة الحل السياسي للأزمة السورية، ودائما برأي المصادر.
في المقابل ، ومن ناحية اخرى ، من الواضح أيضاً أن ليس هناك تخلٍ أميركيٍ كامل عن الأكراد، ولو في المدى المنظور، رغم كل المؤشرات الى السعي الأميركي الى إعادة تفعيل التعاون الأمني مع الأتراك، أو أن الأميركي خفت حماسته للتعاون مع الأكراد، على حد قول مصدر سياسي سوري، والدليل أن القوات الأمريكية نظمت مؤخرا دوريات عسكرية لها بالاشتراك مع قوات كردية، وانتشرت على الحدود السورية التركية في شرق الفرات، وتحديدا في منطقة الدرباسية ورأس العين في أقصى الشمال، الأمر الذي اعتبره الرئيس التركي رجب طيب أردوغان أنه أمر غير مقبول”، متوقعا أن يقوم الرئيس الأمريكي دونالد ترامب بوقفها.
ورأت مصادر سياسية سورية أن هذا الإجراء الأميركي، يهدف الى وقف القتال بين الجهتين التركية والكردية، لا أكثر.

في حين ترى جهات متابعة لاستراتيجية الولايات المتحدة الاميركية، ان الاخيرة، تعمد دائما الى الخداع عند اي تغيير في مناورتها، خصوصاً لناحية التخلي عن حلفائها، هذا دائما ما يحدث، وحسب هذه المصادر ، فان هذه الخدعة اميركية تقوم على الايحاء للاكراد بأنها ما زالت تدعمهم، انما في الحقيقة هي قررت التخلي عنهم، لاسيما بعد مقتل خاشقجي.

وترجح المصادر الميدانية المذكورة، فرضية إعادة تفعيل التنسيق الأمني الاميركي – التركي في المنطقة، وتقليص الدور السعودي فيها، خصوصاً أثر اغتيال خاشقجي في تركيا، وترى أن هذا الاغتيال يشبه الى حدٍ كبير جريمة اغتيال الرئيس رفيق الحريري في بيروت في العام 2005، خصوصا لناحية النتائج، حيث ظهر يومها تصاعد دور جهة إقليمية معينة في لبنان على حساب ضمور جهة أخرى، كذلك برزت قوى لبنانية جديدة على الساحة بقوة على حساب تراجع قوى أخرى، على حد قول المصادر.

من هنا، لا تستبعد هذه المصادر، أن يكون الخاشقجي “كبش فداء” لإعادة ترتيب الأوضاع في اليمن، خصوصا بعد الدعوة الأميركية الى وقف القتال فيه، وتلفت المصادر الى أن الدول الكبرى تستغل دائما حدوث الاغتيال السياسية، لفرض سياسيات وتوازنات جديدة، والأمر مرهون أيضاً بالتطورات والتجاذبات داخل الإدراة الأميركية، خصوصا بين الرئيس الأميركي دونالد ترامب وخصومه السياسيين، أثر دخول قضية خاشقجي وسواها في هذه التجاذبات، تختم المصادر.