Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر October 23, 2018
A A A
هل تُقرع طبول الحرب ويتّجه العالم الى سباق تسلح نووي؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

اعتاد العالم بأسره على القرارات التي يتّخذها “رجل المفاجآت” سيّان عنده ان نال رضاهم أم لا، لا ينفكّ “الرئيس الاشقر” عن احداث خضات استراتيجية وسياسية في النهج الذي يتّبعه محدثاً ردات فعل قوية وملغومة.
سياسته “الملبّدة والحنونة” في الوقت عينه تجعله رجل السياسة المتقلب بامتياز تراه عنيفاً مثلاً في الرد على نظيره الكوري الشمالي لكنه ما يلبث ان يلجأ الى اسلوب الغزل والتراضي معه.. هذا هو دونالد ترامب.
ها هو اليوم وبعد اعتباره في مواقف سابقة له ان روسيا دولة قوية آملاً تطبيع العلاقات معها واحداث لغة مشتركة اميركية روسية يقوم بمناقضة أقواله “ضارباً عرض الحائط” اي خطوة ايجابية نحو الامام مع موسكو، حيث طالعنا باعلان انسحاب بلاده من معاهدة القوى النووية متوسطة المدى متهمًا روسيا بتطوير صواريخ جديدة تتيح لها الهجوم على دول حلف الناتو خلال فترة قصيرة في تطور خطير رآه خبراء ضربة قوية للاستقرار الإستراتيجي في العالم ولم يكن انسحاب ترامب من المعاهدة بالأمر الجديد فمنذ توليه منصبه منذ عامين انسحب من اتفاقات عدة أبرمتها بلاده من قبل، حيث أعلن انسحابه من معاهدة باريس للمناخ فضلًا عن الاتفاق النووي المبرم مع إيران.
في المقابل “نفض الجانب الروسي يديه” من الاتهامات الأميركية فهو منها براء وكان قرار ترامب صادمًا بالنسبة للكرملين، وعلى طريقة البادئ أظلم أكدت موسكو أنها مضطرة للرد بالمثل في حال بدأت واشنطن تطوير صواريخ جديدة عقب الانسحاب من معاهدة القوى النووية المتوسطة المدى، مشيرةً أنها “لن تكون البادئة في مهاجمة أحد”.
يشير أحد المراقبين في حديث خاص لموقع المرده الى أن ” المعاهدة مهمة للأمن العالمي في أجواء سباق التسلح، ومن أجل الحفاظ على الاستقرار الإستراتيجي وقرار ترامب هذا بالانسحاب يأتي وكأنه ضربة قوية للاستقرار الإستراتيجي في العالم مما سيجعل العالم أكثر خطورة”.
وشدد المراقب على أن “هذا التطور يؤسس لانهيار عقود من الجهود الدولية للحد من اسلحة الدمار الشامل ونطاق انتشارها والانسحاب الاميركي من المعاهدة من شأنه أن يدفع الصين إلى تطوير أسلحة نووية متوسطة المدى دون قيود، لاسيما أنها لم توقع على الاتفاق، مما سيؤدي إلى تبعات ضخمة على السياسة الدفاعية الأميركية في آسيا، لاسيما الصين التي يخوض ترامب ضدها حربًا تجارية وبذلك يكون ترامب قد أعطى للصين “على طبق من فضة” دافعاً للتحرك ضده ومؤازرة حليفتها روسيا خاصة وان بكين مستعدة للوقوف الى جانب موسكو “متى دعت الحاجة وفي السراء والضراء”.
ويرى المراقب أن القرار الأميركي من شأنه أن يشحن الروس ويعقد الموقف ويهدد أمن المنطقة بأسرها وربما تُقرع طبول الحرب من جديد ويتجه العالم الى سباق تسلح نووي خاصة وان ترامب هدد اليوم بتعزيز ترسانة بلاده من الأسلحة النووية للضغط على روسيا والصين.
والسؤال: ماذا بعد وهل نحن مقبلون على حرب لا تُحمد عقباها؟