Beirut weather 19.41 ° C
تاريخ النشر September 17, 2018
A A A
عن أماني مبروك التي لا تريد لمهمتها أن تنتهي!
الكاتب: جويل رياشي - الأنباء

حبها للسفر والاكتشاف وخوض تجارب جديدة ورغبتها في العمل في اجواء مختلفة دفعتها الى التطوع في اطار برنامج «متطوعو الفرنكوفونية» لدى المنظمة الدولية للفرنكوفونية.
أما عن اختيارها للبنان، فتقول الشابة التونسية أماني مبروك التي تعمل متطوعة في اطار فريق عمل الوكالة الجامعية للفرنكوفونية في بيروت، انه كان نابعا من «عشق قديم للثقافة اللبنانية، فقد تربيت وكبرت على أغاني فيروز والصبوحة ووديع الصافي، ورغم كل الحروب والصعوبات التي مر بها لبنان فإنه يبقى نقطة اشعاع في الوطن العربي. هذه التركيبة الغريبة والمعقدة لهذا البلد لها سحرها الخاص».
ولكنها تعترف بان «الاسابيع الاولى هنا كانت صعبة نسبيا، احسست بالاحباط، كنت أنتظر من بيروت (التي ازورها للمرة الاولى) ان تسحرني بمنازلها القديمة التي كنت اراها في الافلام والصور، الا انني فوجئت بمبان ضخمة حديثة مهجورة بلا روح ولا تاريخ ولا حضارة».
وتضيف: «استغربت ايضا الفوضى في الطرقات حتى انني لم أكن أستطيع ان أعبر الطريق بمفردي الا بعد مرور الشهر الثاني لي هنا. أما عن احباطي الاكبر فقد كان سببه انتظاراتي العالية ربما. كنت أسمع دائما أن بيروت عاصمة ثقافية بامتياز. فتوقعت أن أجد عروضا فنية بدءا من المطار حتى كل الشوارع وادراج المدينة، ومهرجانات على مدار السنة (أعلم انني بالغت) الا ان ما وجدته هو عروض بأسعار اعتبرتها باهظة وأحيانا مستفزة.
فلم أستوعب ان أحضر حفلة لخالد الهبر الفنان الذي يغني للفقراء بـ 30 دولارا، أو حفلة لزياد الرحباني بـ 50 دولارا.
توقعت أن أجد هؤلاء الفنانين في شارع الحمرا يغنون في حانة من الحانات اليسارية لـ «الشعب المسكين»، لكن مع مرور الوقت ادركت أن هذه هي بيروت، وان ثمن الخبز يحدد ثمن تذكرة المسرح… وهكذا».
ورغم كل ذلك، تقول مبروك انه «بعد مرور ثمانية أشهر لا رغبة لي سوى ان أوقف عقارب الساعة وان اظل هنا… نعم لقد وقعت في حب لبنان بشماله وجنوبه وبيروته. سحر الجبال وجمال البحر واختلاف اللهجات والعادات والأديان في هذه الرقعة الجغرافية الصغيرة رائع وساحر».
كل «مشوار» رحلة مع اصدقائها كان عبارة عن حلم لا تريده ان ينتهي، تقولها والغصة بادية في صوتها.
تعمل مبروك مساعدة في مكتب الاعلام والتواصل في الوكالة الجامعية للفرنكوفونية حيث هي على تواصل دائم مع الاوساط الجامعية اللبنانية والشباب، وتضع كل طاقاتها ومواهبها في فنون الغرافيك في خدمة النشاطات الجامعية التي تنظمها الوكالة او تدعمها.
أما عن الحياة الاجتماعية والصداقات الجديدة، فقد قابلت أصدقاء من كل الجنسيات في لبنان، وتقول انها سترحل بذكريات كثيرة وبصداقات أكثر، من لبنان ومصر وفرنسا وايطاليا والمغرب وسورية وفلسطين وحتى من تونس: «جمعتنا هذه المدينة الصغيرة الكبيرة بنا وبكثيرين غيرنا».