Beirut weather 32.43 ° C
تاريخ النشر May 27, 2018
A A A
ترامب لحلٍّ مع روسيا لكنّه لا يجرؤ على السعي إليه!
الكاتب: سركيس نعوم - النهار

مسؤول رفيع سابق، ساهم في إدارات أميركيّة عدّة في عمليّة السلام الشرق الأوسطيّة وفي قضايا إقليميّة أخرى، ويعمل الآن في مجال الأبحاث، قال عن إدارة ترامب: “أيّ قرار يناسب مؤيّديه (Constituency) يمشي فيه ويُنفّذه، وأي قرار لا يناسبهم يعارضه، إلّا إذا قُدّم له بطريقة تُقنعه أنه صاحب الفكرة والمشروع. ربما يستطيع مايك بومبيو الرئيس السابق للـ”سي. آي. إي” الذي صار وزيراً للخارجيّة أن يُؤثّر عليه. جيمس ماتيس وزير الدفاع يقوم أيضاً بدور مُهمّ إلى جانب ترامب”.

قلتُ: سمعت أن ماتيس والجنرال دانفورد رئيس الهيئة المشتركة للأركان في القوّات المسلّحة الأميركيّة وغيرهما هدّدوا بالاستقالة في حال اتّخذ ترامب قراراً بسحب الـ 2000 ضابط وجندي أميركي المُرابطين في سوريا. هل هذا صحيح؟ أجاب: “لم أسمع بذلك. لكن ماتيس هو الذي أقنع ترامب بإرجاء قرار كهذا وإبقاء هؤلاء “العسكر” في سوريا ستّة أشهر أخرى. وماتيس سيصمد مع ترامب أكثر ممّا تتصوّر أو يتصوّر كثيرون داخل أميركا وخارجها لأن عنده التزام وطني كبير (Obligation)، ولأنّه يريد الحدّ من الأذى والخسائر ومنع التهوّر أو تلافيه. وهذا ما سيفعله.

طبعاً هناك لاعب جديد الآن في البيت الأبيض وفي فريق ترامب هو السفير السابق جون بولتون. لنرى إذا كان سيكون عاملاً مساعداً أم لا، علماً أنه “تدخّلي” Interventionist، وأن ترامب انعزالي. هذا اللاعب الجديد يريد شنّ حرب على كوريا الشماليّة وعلى غيرها، وترامب يريد الانسحاب من العالم”. سألتُ: كيف يكون بولتون عاملاً مساعداً في ظلّ وصفك له المذكور أعلاه، والذي أصدّقه جرّاء خبرتك الطويلة ومعرفتك ومُعطياتك؟ أعتقد أنه ذكي من دون شكّ وربّما أكثر ذكاء من ترامب، لكنّه مثله مُندفع إلى درجة التهوّر Impulsive. علماً أن الرجلين قد يصطدمان إذا ذهب بولتون بعيداً في محاولة إقناع ترامب بالتدخّل العسكري في الخارج أو بالأحرى في محاولة الضغط عليه للقيام بذلك.

في أوّل اجتماع نقله الإعلام التلفزيوني الأميركي جلس بولتون وحده على طاولة خلف ترامب وكبار وزرائه ومساعديه. وعندما رحّب بانضمامه إلى فريقه سمع تصفيقاً كثيراً من الحضور، فعلّق مازحاً بما معناه: هل توحون لي بتصفيقكم له بطرده Fire Him؟ أجاب: “في أي حال الوضع صعب. ولا شيء سيحصل قبل الانتخابات النصفيّة في تشرين الثاني المقبل. إذا حصل “تسونامي” و”استولى” الديموقراطيّون بواسطة الانتخابات على الغالبيّة في مجلس النوّاب يخسر ترامب، وينفضّ عنه الجمهوريّون لأنّهم لا يحبّونه، لكنّهم يخافون على مقاعدهم ويحرصون على الفوز في الانتخابات. وعندها ربّما يُفتح الباب أمام طرده أي الـ Impeachment. على كل الديموقراطيّون يختلفون عن الجمهوريّين. كانت هناك دائماً خلافات بين الفريقين في إطار القانون والمؤسّسات ودولة “الكبح والتوازن” (Checks and Balances). الآن لا توافق بينهما على شيء”.

ماذا في جعبة مسؤول كبير سابق تخلّى عن موقعه بسبب اختلافات مع الرئيس الذي كان يعمل معه قبل سنوات؟ تحدّث بداية عن ترامب وإدارته قال: “لا شكّ في أن روبرت مولر المُحقّق الخاص توصّل إلى بعض الأمور التي قد تُضيّق الحبل على عنق ترامب. لماذا سكت ترامب ولم يُعلّق على ما قالته “ستورمي دانييلز” التي اتّهمته بإقامة علاقة معها ثم بمحاولة إسكاتها بضغوط ومال واتّفاق مكتوب، هو الذي لا يترك أمراً إلّا ويُعلّق عليه (علّق أخيراً ولكن على نحو مُقتضب). وكان ذلك في برنامج تلفزيوني على شاشة CNN حاورها فيه الإعلامي المعروف أندرسون كوبر. “ستورمي” قالت إن علاقتهما استمرّت عشرة أشهر.

هذا السؤال ربّما يؤكّد تورّط ترامب في طريقة التعامل معها التي مارسها محاميه مايكل كوهين في أثناء الحملة الانتخابيّة الرئاسيّة الذي يُحقّق معه الآن. لدي شعور أن الجمهوريّين سيخسرون مجلس النوّاب في الانتخابات النصفيّة بعد أشهر، وربّما مجلس الشيوخ. صحيح أن بعضهم لا يزال يؤيّد ترامب حرصاً على الفوز في الانتخابات، لكن غالبيّتهم تكرهه. فهو ليس جمهوريّاً في رأيها ولم يكن يوماً كذلك، كما لم يكن ديموقراطيّاً. فوز الديموقراطيّين في مجلس النواب قد يفتح الباب أمام “طرده” من الرئاسة، لأنّه يفتح باب هذه الآلية. لكن مجلس الشيوخ هو الذي سيكون المحكمة. ترامب يريد أن يكون مثل بوتين والرئيس الصيني الذي عدّل دستور بلاده أخيراً كي يبقى رئيساً ما دام حيّاً. لقد ألحق ترامب بأميركا أذى كبيراً ولا يزال يؤذيها”. أضاف: “أتى ببولتون مستشاراً له لشؤون الأمن القومي.

هل يعني ذلك أنه يتّجه إلى حرب مع كوريا الشماليّة يدعو إليها الأوّل من زمان؟ لا شكّ في أنه يريد حلّاً مع روسيا، لكنّه لا يجرؤ على التحرّك في هذا الاتّجاه. أتى ببومبيو من “المخابرات المركزيّة” إلى وزارة الخارجيّة. هل يدرك ماذا يعني ترئيس رئيس الـ”سي. آي. إي” وزارة الخارجيّة؟”. ماذا عن وليّ العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان وعلاقته مع أميركا وتوافق الكيمياء بينه وبين رئيسكم ترامب؟ سألتُ. أجاب: “وليّ العهد المذكور مُستعجل ويريد تطبيق “أجندة” مُعقّدة في سرعة. كيف ذلك وبأي أدوات؟”. تدخّل صديق له ولي كان معي في اللقاء، قال: “كان هناك إثنان. الأمير متعب بن عبدالله والأمير محمد بن نايف المعروف أميركيّاً بـ MBN وكان الاتّكال عليهما ممكناً، ماذا الآن؟ وعلى من يمكن الاعتماد؟”. علّقت على الموضوع ماذا قلتُ؟