Beirut weather 21.41 ° C
تاريخ النشر January 13, 2018
A A A
ما هي تقنية التفكك الحراري وكيف يمكن من خلالها معالجة النفايات؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

لم يغب ملف النفايات الذي بات “معضلة” عن أولى جلسات مجلس الوزراء في هذا العام التي انعقدت في السراي الحكومي برئاسة رئيس الحكومة سعد الحريري وكان من ضمن الملفات الاساسية المطروحة.
ووافق المجلس على توسيع مطمر الكوستابرافا وانشاء معمل تسبيخ جديد واطلاق مناقصة لمعامل التفكك الحراري خلال ستة أشهر، وان هذه التقنية الشائعة عالمياً يبدو أنها الحل لمشكلة ذاق منها اللبنانيون الأمرّين.

ولمعرفة ما هي تقنية التفكك الحراري وهل هي خيار جيد وكيفية معالجة النفايات عبرها، كان لموقع “المرده” حديث خاص مع الأستاذ الجامعي والباحث البيئي الدكتور بيار شلالا الذي أشار الى ان تقنية التفكك الحراري ترتكز على تسخين مادة ما كيميائيا، “مثلاً اذا سُخن الماء على درجة 2000 يتفكك عنصرا الاوكسيجين والهيدروجين، والتسخين بحاجة الى محرقة حتماً”.
ولفت الى أنه “بداية ان المعمل الذي يلغي المطمر، الذي باستطاعته معالجة العوادم كلياً يجب أن يتضمّن:

1- غرفة أساسية تتألف من طبقتين الاولى لحرق النفايات والثانية لحرق الانبعاثات تحصل بداخلها عملية التفكك الحراري.

2- مجموعة من الفلاتر والأجهزة التي تقوم بتفكيك الغازات وتقنية الانبعاثات التي تضمن احترام أعلى المعايير البيئية”.

وبالنسبة للخطوات التي يجب اتباعها لتنفيذ هذه العملية قال شلالا: “يجب اعتماد الفرز اليدوي للنفايات وإزالة المواد القابلة للتدوير، كما يجب تنشيف المواد العضوية والعوادم للتخفيف من درجة الرطوبة ولتهيئتها لعملية التفكك الحراري.
وأوضح أن “التفكك الحراري للنفايات يتم على درجة حرارة ما بين الـ 1000 و1100 درجة مئوية، ومن ثم حرق الانبعاثات على درجة حرارة تقارب الـ900 درجة مئوية لمدة تزيد عن ثانيتين ما يسمح بالقضاء على 99,99 في المئة من الديوكسيجن الناتج من عملية التفكك الحراري. وبعدها تتم معالجة الانبعاثات الصادرة بعد حرقها عبر خفض درجة حرارتها العالية من 900 الى 200 درجة مئوية بسرعة أقل من نصف ثانية لمنع إعادة تكون الغازات السامة، وذلك عبر طريقتين:

أ- إجبار الانبعاثات على المرور داخل مبدّل حراري لخفض درجة الحرارة.

ب- مرور تلك الانبعاثات بسلسلة من الأجهزة والفلاتر والمفاعل التي تقوم بالقضاء على كل الانبعاثات المضرّة بالبيئة وبالانسان بالدرجة الأولى ما يسمح بخروج الدخان فقط الذي يحترم أعلى المعايير البيئية التي تطبق في الدول المتطورة.
ولفت الى أن هذه التقنية ناجحة شرط ألاّ تُنشأ المحارق الضرورية لعملية التفكك من دون معالجة الرماد المتطاير والغازات السامة الناتجة عن عملية الحرق ويجب ان تكون المعالجة وفق أعلى المعايير الدولية خدمة لصحة الانسان وسلامته العامة وتعتبر ناجحة اذا دُعمت بآليات وتقنيات متطورة لتحويل المواد المفككة الى طاقة ولكن كل ذلك يتطلب أموالاً باهظة وباهظة جداً أستبعد أن يتحملها لبنان، عدا هذين الشرطين فان تقنية التفكك الحراري تعتبر مؤذية ولزوم ما لا يلزم”.
واضاف شلالا: “حتما ثمة تداعيات كارثية على البيئة اذا اعتمدت هذه التقنية ان لم تتم معالجة الرماد المتطاير والغازات السامة التي تنبعث من المحارق كما هناك تداعيات مالية تثقل كاهل اللبنانيين وموازنة الدولة لتجهيز المحارق بالآلات المتطورة لتحويل النفايات الى طاقة وهذا ما لن يتحمله اللبنانيون في هذا الوقت الدقيق”.