Beirut weather 31.41 ° C
تاريخ النشر November 22, 2017
A A A
عون يحذّر الدول العربية من دفع لبنان بـ«اتجاه النار»
الكاتب: الأنباء

دعا الرئيس اللبناني ميشال عون مساء امس في كلمة متلفزة الدول العربية إلى التعامل مع لبنان بحكمة «وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار». وقال: «رسالتي للأشقاء العرب.. التعاطي مع لبنان يحتاج إلى الكثير من الحكمة والتعقل وخلاف ذلك هو دفع له باتجاه النار».
وأضاف: «على الرغم من كل ما حصل، لاتزال آمالنا معقودة على جامعة الدول العربية بأن تتخذ المبادرة انطلاقا من مبادئ وأهداف وروحية ميثاقها وتنقذ إنسانها وسيادتها واستقلالها».

وفي إشارة الى الاستقالة المفاجئة لرئيس الوزراء سعد الحريري، قال عون إن الأزمة الحكومية الأخيرة «عبرت» ولكنها ليست قضية عابرة.

وشدد على أن لبنان ليس وطنا تسهل استباحته ما دام يعتصم بوحدته الداخلية في وجه الفتنة وهو لن ينصاع الى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، قائلا: «الوطن الذي بذل الدماء سخية، شعبا وجيشا، ضد العدو الإسرائيلي كما التكفيري، وسطر بطولات وتضحيات في تحرير أرضه من الاثنين معا».

واعتبر عون ان ما تلقاه لبنان هو تداعيات الصدامات وشظايا الانفجارات، ولا شيء ينفع في معالجة التداعيات إن لم يقفل باب النزاعات، مشيرا الى ان لبنان في كل الحالات لن ينصاع الى أي رأي أو نصيحة أو قرار يدفعه باتجاه فتنة داخلية، ومن يريد الخير للبنان يساعده على تحصين وحدته لأنها صمام أمانه، قائلا: «وفي هذا السياق تأتي الأزمة الحكومية الأخيرة، والإشكالية التي أحاطتها، وصحيح أنها عبرت، إلا أنها قطعا لم تكن قضية عابرة، لأنها شكلت للحكم، وللشعب اللبناني اختبارا صادما وتحديا بحجم القضايا الوطنية الكبرى، يستحيل إغفالها والسكوت عنها».

واليوم يوم استقلال لبنان الرابع والسبعون، الذي دافع عنه وأكد عليه وعلى حماية ديمومته الرئيس ميشال عون امس، في رسالته الاستقلالية الثانية منذ وصوله الى بعبدا، وغدا يوم الحكومة، استقالة ام رجوع عن الاستقالة؟ في أجواء الاحتضان الدولي والعربي لشروط رئيس الحكومة سعد الحريري، لقاء البقاء في السراي الكبير، وعلى رأسها التزام الرئيس عون بسياسة النأي بالنفس، قولا وفعلا، وبتنفيذ حزب الله سياسة الخروج من الساحات العربية التي تحدث عنها السيد حسن نصرالله امس الاول، وسحب إعلانه الاستعداد للتدخل حيث يجب، كما قال. تاريخيا، في مثل هذا اليوم 22 نوفمبر عام 1943 أفرج الانتداب الفرنسي عن رئيس الجمهورية بشارة الخوري ورئيس الوزراء رياض الصلح من سجنهما في قلعة راشيا (البقاع الغربي) بعد اسبوع من الاحتجاز.

آنيا، رسالة الاستقلال التي وجهها الرئيس ميشال عون تناولت الماضي والحاضر، وأكدت على استقلال لبنان، رغم الظروف العابرة، والعرض العسكري الذي سيقدمه الجيش المنتصر في «فجر الجرود»، صباح اليوم، له رمزيته الوطنية العالية، ودلالته السياسية البالغة، ردا على التشكيك في القدرة والفاعلية من جانب المراهنين او المرتبطين بالقوى الحزبية الداخلية المستعارة.

لكن دون شك فإن متابعي الاحتفالات الاستقلالية اليوم، ستكون عينهم على هذه المناسبة الوطنية، وفكرهم عند مصير الحكومة الحريرية، هل يصر الرئيس سعد الحريري على الاستقالة، ام تنشأ ظروف تلزمه بإعادة النظر؟

الاحتضان العربي والفرنسي، يعمل على بقاء الحريري في السراي، استنادا الى جملة عوامل، كالبيان الصادر عن وزراء الخارجية العرب الذي تضمن مضبطة اتهام بحق إيران وحزب الله، واستعداد الرئيس ميشال عون الى ضمان اعتماد سياسة النأي بالنفس، وبإقناع حزب الله بهذه النقطة. وقد عبرت قيادة الحزب عن استعدادها لتسهيل بقاء الحريري على رأس الحكومة، شرط عدم المس بسلاح الحزب، لا قولا ولا فعلا، مع لفت الانتباه إلى خطاب نصر الله الأخير، الذي أوصى بالاستعداد لانسحاب الحزب من سورية والعراق، بعد اعلان انتهاء وجود داعش، مع نفي علاقته بما يجري في اليمن.

لكن تبقى المشكلة في نقطتين: مصير الحكومة، ومشاركة حزب الله في أي حكومة بديلة.

هنا تقول المصادر المتابعة لـ «الأنباء»، ان حزب الله مصر على بقاء حكومة الحريري الحالية، كما هي، او إعادة تسمية الرئيس الحريري، مع احتفاظ الحزب بحق المشاركة فيها، مع رفض فكرة حكومة التكنوقراط، والإصرار على حكومة حزبية وسياسية يتمثل فيها حزب الله مباشرة، وليس مواربة أو بالواسطة، وبوزيرين حزبيين تختارهما قيادة الحزب.

وردت المصادر استعجال وصول السفير السعودي الجديد وليد اليعقوب الى بيروت أمس الأول، إلى الحاجة لمتابعة الأمور اللبنانية عن كثب.

المصادر تعتقد انه برجوع الحريري عن استقالته مشكلة كبرى، وبرفضه اشراك حزب الله في حكومة جديدة، مشكلة أكبر، إلا في حال عاد الحريري من لقائه الرئيس السيسي مزودا بمخارج مصرية أفضل.