Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر October 10, 2017
A A A
هل اقتنعوا أن لا فائدة من معاداة روسيا وسوريا؟
الكاتب: سعدى نعمه - موقع المرده

كُتبت في الآونة الأخيرة فصول في الاجندة السياسية الدولية والاقليمية تحمل طابعاً مغايراً، فبالرغم من المواقف الضمنية التي تحتفظ بها كل دولة الا أن ما يشاع في العلن يشهد تغييرات جذرية ومسارات استراتيجية وحسابات ثنائية واقليمية.
فها هو التقارب الايراني التركي يلوح في الافق بعد تباعد والقاء اتهامات، وموقف العديد من الدول من بقاء الرئيس السوري بشار الأسد في السلطة يطرأ عليه تغييرات جذرية مفاجئة، فمن كان ضد بقائه يعتبر اليوم وجوده ضرورياً لا بل ملحاً.
الا أن المانشيت الابرز هي زيارة الملك السعودي سلمان بن عبد العزيز الى موسكو وما نتج عن هذه الزيارة من حزمة اتفاقات اقتصادية وتجارية بين الجانبين الروسي والسعودي.  يرى أحد المراقبين في حديث خاص لموقع “المرده” أن الدول الغربية حاولت من خلال الربيع العربي اسقاط الدولة السورية ونظامها وتفكيك جيشها الحامي للدولة ووحدة البلاد ما أثّر بوجه خاص على الاقليات المسيحية ووضعها في خطر داهم وحوّل المناطق المعتمد تفكيكها الى دويلات متناحرة، فالتطرف في المنطقة جعل المسيحيين مجرد رهائن.
لذلك يعتبر المراقب ان كل ذلك التقارب والتغير في السياسة العالمية تجاه سوريا سببه ان كل حريص على التعايش الإسلامي المسيحي في المنطقة وفي روسيا وفي العالم عليه ان يناصر وحدة سوريا من خلال اعادة المسيحيين الى وضعية المواطنين الأصليين.
ولفت المراقب الى أن الدور الروسي الجديد في المنطقة يفتح آفاقاً واسعة للتعاون المثمر على اسس المصلحة المتبادلة، ومن المداخل الأساسية في هذا الشأن كيفية التعاطي مع الاقليات لانهم بحاجة ماسة الى التطمين من جهة دولية لذلك ان روسيا على ما يبدو هي اكثر تلك الجهات المؤهلة لبسط حمايتها الضامنة للاقليات في وقت اقتنع كثيرون أن لا مستقبل جيد لسوريا العلمانية التي تحفظ حقوق كل مكوناتها بدون الأسد.
واعتبر ان روسيا شكلت سداً لرد الاجتياحات الخارجية على سوريا من قبل دول اقليمية ودولية.
وعن زيارة الملك سلمان الى موسكو، رأى المراقب أن هذه
الزيارة جاءت بايعاز اميركي للتباحث في مستقبل المنطقة ووضع الاقليات، كما ان التقارب الايراني التركي جاء بشبه ايعاز روسي اميركي، معتبراً أن هناك خطة سياسية استراتيجية جديدة في الشرق في شأن المصير ونفوذ الدول فيه، معرباً عن اعتقاده بان التجزئة ما زالت واردة ولكن ان تمت سيكون بطرق سلمية وهذا يرضي ايران والسعودية.

ويختم المراقب بالتساؤل: هل اقتنعت الدول ان لا فائدة لمعاداة سوريا وروسيا لانهما قوتان لا تقهران؟