Beirut weather 20.41 ° C
تاريخ النشر September 17, 2017
A A A
التمدد الكردي في شمال شرق سوريا الى اين؟
الكاتب: حسان الحسن- موقع المرده
<
>

تؤكد مصادر سياسية سورية واسعة الإطلاع، أن جل ما يمكن أن يحققه الأكراد، هو التفاهم على تطبيق نظام فيدرالي في مناطق نفوذهم، ويتطلب ذلك موافقة أميركية – روسية، حصراً، هذا في حال نالها الأكراد، على حد تعبير المصادر، وايضا اذا استطاعت الولايات المتحدة الاميركية عزل معارضة الاتراك العنيفة لاي شكل من اشكال الاستقلال الكردي في سوريا ولو بطريقة جزئية .

هذا لناحية النظرة الرسمية السورية لما يمكن ان يذهب الاكراد في حراكهم العسكري والسياسي الواسع في شمال شرق سوريا، ولكن تشير الوقائع الميدانية الى أن القوات الكردية تعمل وبدعم أميركي مباشرٍ على منع الجيش السوري من التقدم نحو الحسكة اذ انهم يتمددون نحو حقول رميلان النفطية في الشمال – الشرقي من الحسكة، وحيث توجد قاعدة جوية أميركية، كانت في السابق مطاراً زراعياً، وهذا الحقل الحيوي والاستراتيجي سيكون بنظرهم ضروريا لتأمين مورد إقتصادي لمشروعهم “الفدرالي” المفترض في الشرق السوري، إذا تسنى له النجاح، على غرار ما حدث في كردستان العراق، ما يمنكهم من الحصول على قرار إقتصادي مستقل عن الدولة المركزية السورية، بحسب رأي المصادر .

من ناحية اخرى ، ورغم الإنجازات الميدانية التي يحققها الجيش السوري في محافظة دير الزور الواقعة على ضفاف نهر الفرات، وإستكمال عملية تطويق الدير، لمحاصرة تنظيم “داعش”، وبالرغم أيضاً من تقدم وحدات الجيش نحو شرق النهر، غير أنها توقفت على بعد نحو خمسة كليومترات في منطقة الشمال الغربي للمحافظة المذكورة، كي لا تصطدم مع “قوات سورية الديموقراطية” الكردية، المدعومة مباشرة من الولايات المتحدة الاميركية، التي توفر بدورها الغطاء الجوي لتمدد
القوات الكردية شرق الفرات على حساب ضمور “دولة داعش”، ما يؤشر أن فرضية إمكان “الكونتون الكردي” شرق الفرات، لم تسقط في شكلٍ نهائي، قبل تمكن القوات السورية من الوصول الى محافظة الحسكة، قلب المنطقة الشرقية في الجمهورية العربية السورية الواقعة ما بين شرق “النهر” والحدود العراقية، و التي كانت دائما تشكل عبر التاريخ خط صراع ما بين الشرق والغرب، وبين العرب والرومان في زمن الفتوحات العربية .

بناء على ذلك، يبدو أن هذا الحلم الكردي بعيد المنال،  أولاً في ضوء وجود رفض إقليمي، تحديداً من العراق وسورية وتركيا وايران، لنشوء أي كيان كردي على الأراضي السورية، الذي لا يحظى إلا بتأييد من الكيان الإسرائيلي،  الذي يعتبر ان مصلحته في المنطقة  تتأمن في ذلك، والذي هو في الحقيقة فقط لمصلحة العدو الاسرائيلي، وثانيا لانه في حال الضغط باتجاه حصوله، فلن يكن أكراد سورية أفضل حالٍ من أكراد العراق، الذين يسعون الى إنفصال إقليم كردستان، عبر إجراء استفتاء في 25 الجاري، بدعمٍ من الولايات المتحدة وبمباركة إسرائيلية،  الامر الذي  تراجعت واشنطن عنه، اقله لكي تتوضح الامور لناحية محاربة داعش في شمال وشرق سوريا، حيث تشكل وحدات سوريا الديمقراطية رأس الحربة الاميركية في هذه المواجهة، و قد امل المبعوث الأمريكي الخاص للتحالف الدولي بريت مكغورك من قادة الإقليم تأجيل الاستفتاء على انفصال الإقليم، محذراً أربيل أن المضي قدما في إجراء الاستفتاء يوم 25 أيلول الحالي سيكون تحركا “محفوفا بالمخاطر” للإقليم وسكانه، لأنه لا يحظى بشرعية دولية، جازماً من أن التحالف الدولي، بقيادة الولايات المتحدة، “لا يدعم” الاستفتاء.. فهل يستخلص الأكراد السوريون العبر؟