<

►

>

تصدّر لبنان لائحة البلدان المصدّرة للمشاهير والشخصيات البارزة. فرفع اسم لبنان عالياً الأديب جبران خليل جبران في عالم الشعر والأدب، في الفنّ سطع نجم سفيرتنا إلى النجوم فيروز، في السينما نادين لبكي، وآخرون كثر في مجال الطب والهندسة والاعلام. لكن للرياضة سمة خاصة. فبالرغم من ان كرة القدم في بلدنا ما زالت رياضة “هواة” وغير محترفة، الاً أنها صدّرت الى الخارج نجوم برزت اسماؤهم في ابرز النوادي المحلية والعالمية. فبالأمس كرّم لبنان اسطورته رضا عنتر بحضور لاعبين من مختلف الأندية اللبنانية، وطبعاً ثلاثة من أبرز لاعبي النادي الاسباني برشلونة وهم “جيرار بيكيه، سيرجيو بوسكيتس وجوردي ألبا”.
لكن الملفت والمخيب للامل كان الحضور الجماهيري المتواضع الذي باتت له اسباب عديدة منها موجة الحر حيث كان من المفضل اقامة المباراة ليلاً، كما ان المباراة لم يتم تسويقها بالشكل الكافي، هكذا أفادت بعض المواقع الالكترونية، فيما اعتبر آخرون ان استقطاب نجوم لم تعد تخلق “رهجة” لدى الناس.
دخل عنتر والنجوم المستقطَبين وسط تصفيق حار من اللاعبين والمنظمين. انقسم الفريقان على الشكل التالي: فريق نجوم منتخب لبنان بقيادة نجم الحفل رضا عنتر وتحت اشراف المدرب اميل رستم ونجوم لبنان بقيادة اسطورة نادي النجمة المايسترو موسى حجيج وتحت اشراف المدربين جمال طه ومحمود حمود.
تألق نجوم منتخب لبنان كمحمد حيدر، المحترف حسن معتوق، بول رستم، حامي العرين مهدي خليل، عباس عطوي اونيكا المنتقل حديثاً الى نادي الانصار، وآخرون. أما نجوم لبنان فبرهنوا انهم كانوا وما زالوا ملوك كرة القدم في لبنان ولم يبخلوا بإتحافنا بمهاراتهم. فلبث حارس منتخب لبنان سابقاً زياد الصمد حامي العرين وقدوة لحرّاس أندية لبنان، كذلك محمد قصاص، عباس عطوي (قائد النجمة سابقاً) وغيرهم.
انطلقت المباراة على ملعب صيدا البلدي بصافرة الحكم محمود درويش. وفي الدقيقة الخامسة، افتتح فريق نجوم منتخب لبنان التسجيل عن طريق نجم العهد محمد حيدر الى ان سجل الهدف الثاني قائد منتخب لبنان حسن معتوق لينتهي الشوط الاول بنتيجة 2-0 لصالح نجوم منتخب لبنان. اما في الشوط الثاني سجل اللاعب بول رستم ثنائية في شباك نجوم لبنان في الدقيقتين 54 و 66 من عمر المباراة وفي الدقيقة 72 حصل فريق نجوم لبنان على ركلة جزاء سجلها بلال حاجو ليقلص النتيجة الى 4 – 1. وفي الـ 74 بعد ان سجل لاعب النجمة أحمد مغربي الهدف الخامس، انتهت المباراة بنتيجة 5-1 لنجوم منتخب لبنان.
الملفت في المباراة “شغف” اللاعبين تجاه زميلهم المعتزل رضا عنتر. فأصروا على حمله ورميه في الجوً وسط حماسهم وتشجيعهم الحار عند مغادرته الملعب في الدقيقة 55 ليلحقه بعدها بالتوالي نجوم النادي الكاتالوني.
جدير الذكر ان استقطاب نجوم اوروبيين وخوضهم مباريات مع لاعبينا يزيد من معنوياتهم ويخولهم من اكتساب خبرات على ارض الملعب. فطبعاً سُرّ المهاجم محمد حيدر حين استطاع مراوغة بيكيه، زوّده ذلك بثقة لن يستطيع احد سلبها منه.
رضا عنتر شكراً على عطائك ومحبتك لكرة القدم. فبالامس، برهنت انها اكثر من مجرد لعبة. انها مليئة بمشاعر الحب، والشغف، والتضحية. انها نمط عيش، هواية، وظيفة، حياة! عسى ان ترتقي من بعدك كرة القدم وتتطور لتربي أجيال على الرّوح الرياضية.