Beirut weather 29.41 ° C
تاريخ النشر March 11, 2023
A A A
استراتيجيّة نصرالله وصمود الأسد والدعم الإيراني حققت التحوّلات الكبرى في المنطقة!
الكاتب: رضوان الذيب - الديار

العمليات النوعية لرجال المقاومة داخل تل ابيب وفي قلب المناطق الاستراتيجية المحصنة بكل الترسانات العسكرية، تصنع التحولات الكبرى في مسار الصراع العربي الاسرائيلي وتطرح وجود “اسرائيل” على بساط البحث باعتراف رئيس العدو الاسرائيلي نتنياهو وكبار المحللين الصهاينة، وعندما تنضم وحدات النخبة والمظليين في جيش العدو الى التظاهرات والعصيان ورفض الخدمة في القطاع فهذا تاكيد على بداية النهاية لهذا الكيان الغاصب الذي يعيش مازقا فعليا لاول مرة منذ احتلاله لفلسطين عام ١٩٤٨ بسبب ما يجري في الضفة والقطاع والقدس والمسجد الاقصى، فالعمليات اليوم في تل ابيب وكل المدن الفلسطينية المحتلة رغم كل الامن والجيش والموساد والغطاء الاميركي والعربي، والفلسطينيون اليوم يملكون الاسلحة النوعية والصواريخ ويبادرون الى الهجمات ونصب الكمائن وفرض معادلة الكاتيوشا “صاروخ مقابل صاروخ” التي ابتدعتها المقاومة في جنوب لبنان ودحرت من خلالها الاحتلال، هذه المعادلة نفسها اليوم تتقمص في فلسطين وتصنع المتغيرات وتؤسس لمرحلة جديدة وجذرية ترفض المساومات والاتفاقيات الامنية والتنازلات، تقودها قيادة واعية وصلبة ونوعية، تعرف ماذا تريد؟ تفرض شروطها؟ لا تتراجع عن ثوابتها بازالة الاحتلال والوفاء لدماء الشهداء والجرحى وكل العذابات والحصارات؟

هذا المشهد السياسي في فلسطين المحتلة يعيد للقضية الفلسطينية رونقها ونقاوتها ورمزيتها لدى كل الشعوب العربية والاسلامية واحرار العالم، ورغم كل الاعلام الذي يحاول طمس النضال الفلسطيني وجره الى الزواريب المذهبية، فان العمليات النوعية في فلسطين تشكل الرد العملي على كل هذه المحاولات الفاشلة، وقمة هذه الردود ظهر في مونديال قطر عبرالرفض القاطع لكل المشاهدين العرب الحديث مع الاسرائيليين والتصدي لهم ورفع اعلام فلسطين في كل المباريات، وتوجها المنتخب المغربي وسقطت بساعات كل مليارات التطبيع وصفقة القرن والربيع العربي ومحاولات جر الشباب الى متاهات تسفه كل قيم النضال رد عليها شباب فلسطين بملاحمهم البطولية اليومية في مواجهة جيش العدو.

في ظل هذا المازق، ماذا ستفعل اسرائيل في ظل خياراتها المحدودة، وحروبها لم تعد نزهة، ومقابل كل صاروخ على غزة والضفة هناك صاروخ على تل ابيب ؟ هذا ما انعكس خوفا وقلقا عند كل الاسرائيليين وتفاقم مع ازدياد عمليات الدهس والطعن، بالمقابل رفعت العمليات من معنويات الشعب الفلسطيني امتدادا الى عرب الـ ٤٨ وصولا الى اهالي الجولان هذا ما فاقم المأزق الوجودي لدولة العدو العاجزة عن الخروج منه وحصر تداعياته.

وحسب المصادر السياسية، من لا يرى هذه المتغيرات اعمى فعليا، مهما حاول طمس وتجاهل الحقائق والقفز فوقها، والتركيز على العذابات والازمات والصراعات الطائفية والمذهبية والهجوم على ايران من الباب الشيعي ضد السنة، واتهامها بشتى النعوت كونها عرت كل التخاذل العربي وساهمت في صناعة التحولات عبر الدعم غير المحدود والنوعي لفلسطين وسوريا والمقاومة في لبنان، وهذا هو السبب الرئيسي للحرب الكونية عليها وحصارها ومحاولات ضربها من الداخل بمئات الاساليب الاعلامية والعسكرية والمخابراتية والسياسية، ونجحت طهران في تجاوزها منذ اليوم الاول لقيام الجمهورية الاسلامية.

وحسب المصادر السياسية، هذه التحولات ليست الا ثمرة من ثمرات حافط وبشار الاسد وحسن نصرالله الذين صنعوا المعجزات واسسوا البدايات لكل هذه التحولات التي بدات مع صمود القوات السورية عام ١٩٨٢ في عين دارة وبيادر العدس ومنع القوات الاسرائيلية من الوصول الى زحلة، وساهم احتضان سوريا للقوى الوطنية دفع اسرائيل الى الانسحاب من منطقة الجبل، وبعدها حمى الرئيس الاسد المقاومة الوطنية والاسلامية من المؤامرات ووفر لحزب الله كل اسباب القوة والحماية السياسية ومده بمختلف انواع الاسلحة، ونفذت المقاومة الاف العمليات وانهكت العدو ” بوخزات الابر المتتالية” ودخلت صواريخ الكاتيوشا في المواجهات وفرضت معادلة صاروخ مقابل صاروخ نفسها وحمت المدنيين، ونجح حزب الله في كل المواجهات حتى جاء تحرير الجنوب عام ٢٠٠٠، وخرجت اسرائيل مهزومة وانتصر لبنان ومعه محور المقاومة.

وتؤكد المصادر السياسية، على عمق التحالف بين حزب الله وسوريا بدعم ايراني شامل وغير محدود، وواصل الرئيس بشار الاسد نهج والده واعطى المقاومة كل ما تريده من صواريخ كورنيت وفتح مخازن الجيش السوري للمقاومة، وساهم هذا السلاح بهزيمة اسرائيل وسقوط هيبتها والبداية لكل تراجعاتها، وانتقلت الشرارة الى فلسطين والعراق عبر الدعم الكلي للمقاومين ضد الاحتلال الاميركي ووجهت يومها تهديدات للاسد “بدفع الثمن”.

وتتابع المصادر السياسية، هذه التحولات الكبرى ما كادت لتصل الى هذه النتائج لولا قوة المقاومة، وعصر التحولات بدا، وهذا ما اكد عليه الامين العام لحزب الله السيد حسن نصرالله في الخطاب غير العلني منذ ايام في ختام اعمال المؤتمر الاول للخبراء والمحللين السياسيين، وقال سماحته ” اننا نعد للحرب الكبرى لتحرير كامل فلسطين، هذه اللحظة اتية، نحن نستعد لها بكل قوة وجهوزية ” واكد، ان ” المقاومة تملك الصواريخ الدقيقة ولدينا قدرات بشرية هائلة، هذا في دولة فكيف اذا فتح باب المشاركة، ” وقال، ان تحرير فلسطين من البحر الى النهر هو مبدا اساسي لا مساومة عليه ونحن قريبون من هذا التحرير واضاف: العدو في اسوأ حالاته والمنطقة ذاهبة لحرب كبرى عاجلا ام اجلا، وقد تندلع الحرب في اي لحظة، مؤكدا ان المرحلة القادمة تسير لصالح محور المقاومة الذي يتحضر بشكل جدي وكبير ليكون على مستوى المرحلة وفرض واقع جديد في المنطقة.