Beirut weather 18.41 ° C
تاريخ النشر December 1, 2024
A A A
أهداف “إسرائيل” من إجراءات الجنوب أبعد من الترويع
الكاتب: محمد علوش

كتب محمد علوش في “الديار”:

بعد توقف حرب تموز في العام 2006، في 14 آب، أبقى جيش العدو الإسرائيلي على قواته في مناطق جنوبية حدودية، واستمر في ممارسة جرائمه على الأراضي اللبنانية، فأخر جندي اسرائيلي خرج من لبنان كان في نهاية شهر أيلول من ذلك العام، علماً ان الاسرائيليين أبقوا وجودهم في 15 نقطة حدودية لا تزال عالقة حتى اليوم، كذلك بعد حرب تموز استمر الحصار الجوي والبحري والبري على لبنان لمدة شهر، وبالتالي ما يجري اليوم بعد الوصول إلى وقف لإطلاق النار ليس جديداً، ولكن أهدافه قد تكون أخطر.

من المعروف أن الإسرائيليين لم يكونوا مسرورين بنتيجة حرب تموز والقرار 1701، وفي المرحلة الاولى له حاولوا تطبيقه بالقوة العسكرية واستهدفوا معابر يقولون انها تستخدم لنقل السلاح، ونفذوا إنزالاً في بوداي في البقاع بالحجة نفسها، ويومذاك حصل اشتباك مسلح مع عناصر المقاومة في تلك المنطقة، وهم حتماً اليوم غير مسرورين بنتيجة هذه الحرب أيضاً بعد أن كانت بدايتها لمصلحتهم، وبالتالي ما يقومون به اليوم يهدف من ضمن ما يهدف إليه، الى ترويع الجنوبيين العائدين إلى مناطقهم، ومنع العودة إلى مناطق جنوب نهر الليطاني لأن مناطق الشمال في فلسطين المحتلة لا تزال فارغة من سكانها، وهم يفعلون ذلك بالقوة العسكرية والنارية والجرائم التي تستهدف الجنوبيين في كل يوم.

ولكن بحسب مصادر سياسية بارزة فإن أهداف الإسرائيليين هذه المرة لا تقتصر على ترويع الجنوبيين ومنعهم من العودة بشكل سريع إلى مناطقهم، فالغارة التي استهدفت البيسارية كانت خارج هذا السياق، مشيرة إلى أن الإسرائيليين يحاولون فرض أمر واقع جديد يتعلق بحرية الحركة في كامل الجنوب، وهنا نعود إلى ما قيل عن اتفاق أميركي اسرائيلي ضمني إلى جانب الاتفاق المتفق عليه مع لبنان لإنهاء الحرب.

لا يوجد أحد في لبنان قادر على معرفة ما إذا كان الاتفاق الجانبي بين اسرائيل وأميركا حقيقياً، مع العلم أن المبعوث الأميركي آموس هوكستين كان سبق أن نفى تقديم بند حرية الحركة لاسرائيل، ولكن بحسب المصادر هناك كلام عن هذا الاتفاق وعن بنوده السبعة او الثمانية، ومنها بحسب ما تكشف المصادر بند يُعطي لاسرائيل الحق في مهاجمة أي هدف في الجنوب اللبناني يتوافر فيه شرط “الخطر” على اسرائيل، لذلك عندما هاجمت اسرائيل البيسارية قالت انها استهدفت عنصرين كانا يشكلان خطراً عليها في نقطة عسكرية استخدمها الحزب سابقاً لإطلاق الصواريخ منها.

وترى المصادر أن هذا البند بحال كان حقيقياً وموجوداً فإنه يرسم مخاطر كبيرة جدا، ويضع الدولة اللبنانية والجيش اللبناني أمام مأزق حقيقي، فالرد على اسرائيل لا يمكن أن يبقى بإطار تسجيل الاعتراضات وتحويل جنوب لبنان إلى ما يشبه سوريا والضفة الغربية يعني أن مخاطر الانزلاق إلى الحرب من جديد ستكون كبيرة جدا، لذلك تؤكد المصادر أن المرحلة المقبلة، الشهرين المقبلين، سيشكلان امتحاناً للاتفاق والنيات الاسرائيلية والاميركية، لأن بنودا كالتي يجري تسريبها لا تعني أن الحرب توقفت.