Beirut weather 17.41 ° C
تاريخ النشر December 27, 2024
A A A
كيف يواكب قطاع تأجير السيارات موسم الأعياد؟
الكاتب: عمر عبدالباقي - لبنان الكبير

في لبنان، للأعياد وجه آخر، يتطلع إليه أصحاب القطاعات الاقتصادية التي تنبض بالحياة مع عودة المغتربين والسياح الذين تتوق قلوبهم الى هذا البلد الذي قاوم ويلات الحرب. ومن بين هذه القطاعات، يبرز قطاع تأجير السيارات، الذي يجد في موسم الأعياد فرصة لالتقاط الأنفاس بعد سنوات من الركود والانهيار. فكيف تبدو صورة هذا القطاع اليوم؟

قبل الحرب، كان قطاع تأجير السيارات يعاني بصمت. المغادرون كانوا أسرع من العائدين، والطلب تراجع مع حالة عدم اليقين التي غلّفت المشهد العام. ومع اندلاع الحرب، توقفت العجلة عن الدوران، وترك الركود بصمته الثقيلة على هذا القطاع.

أما اليوم، وبعد أن هدأت العواصف، فيجد أصحاب هذا القطاع أنفسهم أمام تحديات جديدة. فترة الأعياد التي لطالما كانت موسماً ذهبياً أصبحت اختباراً للقدرة على التكيف مع واقع مختلف تمامًاً

بحسب رئيس نقابة تأجير السيارات جيرار زوين، فإن نسبة الحجوزات الحالية لا تتجاوز الـ 30%، وهي نسبة تُظهر تحسناً، لكنها بعيدة عن التوقعات، عازياً ذلك إلى أن غالبية القادمين إلى لبنان خلال فترة الأعياد قد حجزت سياراتها مسبقاً خصوصاً عبر طيران “الميدل إيست”.

ومع ذلك، يبقى الأمل قائماً بتحسن الحركة بعد عيد الميلاد أو خلال شهر كانون الثاني، خصوصاً إذا ما انتخب رئيس للجمهورية وعادت شركات الطيران الكبرى مثل “الاماراتية” إلى تشغيل رحلاتها نحو لبنان.

في ما يتعلق بالأسعار، يواجه القطاع معادلة صعبة، ويؤكد زوين أن الأسعار بقيت منخفضة نسبياً، لأن أي ارتفاع قد يثني العملاء عن الحجز.

حالياً، تتراوح تكلفة تأجير السيارات الصغيرة جداً، مثل KIA Picanto وHyundai i10، بين 20 و25 دولاراً يومياً، والسيارات المتوسطة، بين 30 و35 دولاراً، بينما تُؤجر السيارات الفاخرة مثلMercedes C180 وBMW 320 بما بين 40 و60 دولاراً. أما الفئة الفارهة، مثلRange Rover فقد شهدت انخفاضاً كبيراً، بحيث كانت تُؤجر سابقاً بحوالي 200 دولار يومياً، لكنها اليوم تُعرض بين 125 و150 دولاراً.

في ظل هذا الواقع، تبدو الأعياد كنافذة أمل لأصحاب قطاع تأجير السيارات، الذي يواجه أزمة خانقة تعكس حال الاقتصاد المتردي، لكنها أيضاً تضعهم أمام أسئلة مصيرية: هل ستعود الحركة إلى سابق عهدها؟ هل سيجد المغتربون والسياح في لبنان وجهتهم المثلى؟

نقيب أصحاب شركات تأجير السيارات السياحية الخصوصية محمد دقدوق، عبّر لموقع “لبنان الكبير”، عن واقع القطاع المتأزم، قائلاً: “كنا نأمل أن نعوض جزءاً من خسائرنا أو على الأقل نغطي نفقاتنا مع بداية العام، ونتطلع إلى موسم قوي بعد عيد الأضحى، لكن، للأسف، الأمور لم تسر كما كنا نتمنى.”

وأشار إلى أن الظروف الاقتصادية تجعل من الصعب على أي مستثمر عاقل أن يفكر في التوسع أو تكبير نشاطه داخل هذا القطاع، قائلاً: “مع استمرار هذا الواقع، فإن خطر الانهيار الكامل يلوح في الأفق، ما لم نبدأ فوراً بالبحث عن حلول مبتكرة واستراتيجيات فاعلة.”

وشدد على ضرورة اتخاذ خطوات جريئة لإنقاذ القطاع الذي يُعد حيوياً في بلد يعتمد بصورة كبيرة على السياحة والمغتربين. فالحلول التقليدية لم تعد كافية، والابتكار أصبح ضرورة لا خياراً.