حمل صليبه في عزّ أوجاع لبنان وهو مبتسم، وكأنّ في هذه الابتسامة بعض خجل من البوح بالوجع الخاص أمام الوجع الكبير، أو كأنّ في هذه الابتسامة عامل تحدٍّ لمرض نرجو الخلاص منه.
أنطوان مرعب الصديق الذي لم يرتوِ من القراءة والمتابعة، عشقه للكلمة لا يضاهيه الا عشقه للموسيقى والأغنية في عصرها الذهبي الذي لم ينل منه صدأ هذا الزمان.
كان يزهو بمعلوماته التي سكب جزءاً منها في كتابه من خلال قراءة جيوسياسية واقتصادية مدركاً لخطورة المرسوم للمنطقة، حذراً في قول ما يشعر خائفاً مما قد يستجد وهذا ما ينقله عنه أصدقاء الديوان في زغرتا واهدن.
قبل أن يحمل أحلامه ويسافر الى ڤنزويلا -البلد الحاضن لكثير من أهلنا- درّس لفترة وجيزة وكنت من بين طلابه ولفتني حينها أنه لم يكن يكتفي بالشرح التقليدي بل كان يستطرد ويفسّر ويشرح لما للتاريخ من أهمية وما فيه من عِبر.
نودّعه اليوم وقد حاصرتنا الأوجاع من كل حدب وصوب ، نودّعه ونحمّله السلام باقات للأحباء عسى لبنان الذين أعطوه من وقتهم وفكرهم وقوت أحلامهم أن يعود فنضيء الشمع ونمسح بالأمل الدمع.