Beirut weather 23.41 ° C
تاريخ النشر January 26, 2022
A A A
خروج رئيس المستقبل مرحلة جديدة في الخارطة السياسية اللبنانية
الكاتب: لينا الحصري زيلع - اللواء

من الطبيعي ان المشهد السياسي اللبناني قبل تعليق الرئيس سعد الحريري عمله السياسي وتياره وعزوفه عن خوض الانتخابات لن يكون كما بعده، فالمرحلة اليوم هي مرحلة جديدة في الخارطة السياسية الوطنية الحساسة والدقيقة من تاريخ لبنان، والتي سيكون لها انعكاسات مختلفة على كافة الاصعدة لا سيما اننا امام فترة تحضيرية لانتخابات نيابية مقبلة، فالحريري في سرده للوقائع وللاسباب التي دفعته لاتخاذ قراره كان مستسلما معترفا بأنه اخطأ في مراحل عدة اوصلته الى ما وصل اليه وطنيا وطائفيا، ولكن يبقى السؤال عن الجهة التي بإمكانها ملء فراغ الحريري وتياره العابر للمناطق والطوائف والمذاهب، خصوصا ان الطائفة السنية هي بأمس الحاجة حاليا لتمثيلها بصدق واتخاذ القرارات بإسمها من قبل وجوه تحفظ وجودها كطائفة أساسية في البلد؟

ولكن وعلى الرغم من ان انتشار تيار المستقبل معروف على مساحة الوطن، تبقى للعاصمة وضعية خاصة واستثنائية مع هذا التيار ورئيسه ومؤسسه من قبله الرئيس الشهيد رفيق الحريري خصوصا بالنسبة الى المقعدين الشيعيين والمقعد الدرزي في بيروت، وللاطلاع على رأي النائب الشيعي عن كتلة التنمية والتحرير في بيروت محمد خواجة على قرار الحريري وتأثيره على لبنان والعاصمة خصوصا قال لـ«اللواء»: «من المؤكد ان القرار الذي اتخذه الرئيس الحريري هو قرار كبير وستسفر عنه اختلالات وتداعيات على الساحتين البيروتية والوطنية، لانه بما يمثل هو وتياره السياسي ان اتفقنا معه ام لم نتفق فهو صاحب حيثية كبيرة «فيما يسمى بالشارع السني»، فرغم ضعفه لا يزال هو الرجل الاقوى في بيئته، ولكن في النهاية هو من اتخذ القرار ولم يُفرض عليه من الداخل اللبناني، وله اسبابه التي يملكها وقد يُعلن عنها يوما من الايام اذا اراد، ولكن الاكيد ان ليس هناك اي طرف لبناني ضغط عليه او يستطيع ان يمنعه او يمنع تياره بان يكون او لا يكون على المسرح الانتخابي او في الحياة العامة».

ويعتبر خواجة بأن الصورة بعد قرار الحريري ستكون مختلفة لا سيما في بيروت الذي فيها ثقل هذا التيار وهذا سيغيّر توزيع اللوائح كما خارطة التحالفات بشكل كبير فيها كما في مناطق تواجده، ويؤكد انه من المبكر الحديث عن شكلها.

ويوضح نائب حركة أمل بأن الحياة السياسية اعتادت في لبنان منذ ثلاثين عاما على تواجد هذا التيار وما يسمى بالحريرية السياسية الحاضرة، فالانكفاء الذاتي للرئيس الحريري الاتي من الايام سيوضح الصورة اكثر، مشددا على حرص رئيس مجلس النواب نبيه بري على الحريري الذي هو جزء اساسي من المشهد السياسي وهو كان خاطبه منذ شهرين بالمباشر وتمنى عليه الاستمرار بعمله لانه سيكون هناك اختلال في الحياة النيابية والسياسية مستقبلا.

ويؤكد خواجة أن القانون لا يقبل الفراغ، لذلك هناك شخصيات عدة طموحة ولها قدرة وهي تسعى لملء الفراغ ان لم يكن بشكل كامل ولكن ربما بشكل جزئي.

النائب خواجة يعتبر بأنه لا يمكن النهوض بلبنان الا من خلال الحوار والتسويات خصوصا ان هناك رهانا على المكون السني الذي يمثل الاعتدال في البلد، واذا كان هناك بعض المظاهر الشاذة الاستثنائية فهذا الامر موجود بكل الطوائف والمذاهب، متمنيا ان يكون البديل عن فراغ تيار المستقبل شخصيات معتدلة ووسطية خصوصا ان هناك عددا كبيرا من الاخوة في الطائفة السنية يشهد لهم بالاعتدال والحوار وقبول الاخر والشراكة الوطنية.

وختم خواجة متمنيا الوصول الى الدولة المدنية من اجل القضاء على الطائفية والمذهبية والى دولة ترعى كل ابنائها.

من ناحيته، يعتبر النائب الدرزي عن الحزب التقدمي الاشتراكي في بيروت فيصل الصايغ بأن قرار الحريري خسارة كبيرة للعمل السياسي الديموقراطي المنتج على الصعيد الوطني، ويشير الى ان هذا الامر يؤكد على ان هناك تغييرا جذريا في موازين القوى ومجهولة الاتجاه، ويشدد على الحاجة الى تبصر حقيقي ودراسة عميقة لمعرفة الى اين تتجه الامور في لبنان لان ما حصل يعتبر خطوة غير مسبوقة في العمل السياسي اللبناني بحيث يكون هناك فريق بحجم تيار المستقبل يحجم عن العمل السياسي والنيابي.

ويقول الصايغ: «نحن نتفهم ارادة الرئيس الحريري ونعلم مدى الصعوبات والضغوطات التي تعرض لها داخليا، ومدى التضحية التي قدمها محاولة منه للمحافظة على رسالة والده الشهيد رفيق الحريري، ورغم كل هذا علينا عدم اليأس، ويبقى الامل والرهان على اصرار المخلصين للحفاظ على ارث الشهيد الحريري وان لا يكون ما حدث هو استكمال لاغتياله مجددا وان يكون حلقة من حلقات هذا الاغتيال، داعيا المخلصين التمسك بارثه ومشروعه الوطني العربي والانساني».

وعن خارطة التحالفات بغياب المستقبل، يعتبر الصايغ انه من المبكر الحديث عن الموضوع لان هناك خلطا كبيرا للاوراق والحدث اكبر من ان يكون لدينا اجابات على العديد من المواضيع فالمحور الاساسي للبحث سيكون على المستوى الوطني وهوية لبنان والتوازنات واتفاق الطائف كي لا نذهب نحو المجهول، لافتا الى ان الامر يحتاج الى فترة قبل اعادة الحديث عن موضوع التحالفات الانتخابية لان التحدي كبير.

ويشدد الصايغ على ضرورة اجراء الانتخابات في موعدها، داعيا المواطنين الى عدم مقاطعتها كي لا نخسر هويتنا من عدم المشاركة فيها كما يقول، ويختم مؤكدا بأن في السياسة لا يمكن ان يكون هناك فراغ، متمنيا ملؤه من قبل المحبين والوطنيين والمعتدلين في لبنان.