Beirut weather 10.21 ° C
تاريخ النشر February 3, 2025
A A A
جوع جسدي ام جوع أخلاقي ونفسي؟
الكاتب: أوديت همدر - موقع المرده

القتل بدافع السرقة ، ظاهرة انتشرت بشكل كبير في الآونة الاخيرة في مجتمعنا اللبناني والتي احدثت حالة من التوتر كذلك الرعب من التفلت الحاصل الذي قد يطال اي مواطن في اي وقت وفي اي مكان ما، ناهيك عن عمليات السلب التي تلتقطها كاميرات المراقبة يوما بعد يوم.
طبعا ان السرقة بكافة دوافعها واسبابها هي عمل مرفوض اخلاقيا كما دينيا وقانونيا، ولكن كأن كل هذه الامور سقطت اليوم وبتنا امام مشاهد عنف، مشاهد مخيفة وكأن الذي يحدث ليس جوعا يحتاجه جسد الانسان انما جوع للاخلاق والانسانية التي يبدو وكأنها تبخرت في نفوس الكثيرين.

الانسان يتعرض للكثير من الظروف الصعبة وتمر عليه الكثير من الازمات والحروب ولكن لذة هذه الحياة هي في ان تناضل من اجل حياة كريمة ، فالحياة تهون احيانا وتصعب احيانا اخرى، ولكن الفشل الاكبر في حياتنا هو الضعف ، ضعف النفوس والشر الذي يغلب الخير الموجود في كل منا ، وهذا الامر لا يؤثر فقط على فرد انما يؤثر على نمو المجتمعات بأكملها.
ان ما يحصل لا يبشر بالخير اذا لم يتم تداركه فالتفلت يزداد وعدد ضحايا القتل والسرقة يرتفع ومعاقبة الفاعلين بأسرع وقت هي الوسيلة الضرورية لمنع تكرار مثل هذه الجرائم، اما الاهم هو الرجوع الى المبادئ الانسانية والاخلاقية والقيم التي تجعلنا ننمو ونحقق الكثير رغم ما نمر به من ضيق في حياتنا. في القانون السرقة يعاقب عليها بالحبس من شهرين الى ثلاث سنوات وهناك حالات تصل الى اكثر من خمس سنوات مع اشغال شاقة وبالتالي فان السارق يكون قضى على حياته ومستقبله من اجل حفنة من الاموال احياناً يحتاجها لشراء مخدرات او ما شابه وقلة من يسرقون من اجل الحاجة اما في لبنان فيبدو انه اصبح هناك عصابات منظمة تمتهن السرقة تحتاج الى رادع امني يضع حداً لموجات السرقات المتعددة التي تجتاح معظم المناطق اللبنانية.